أظهرت دراسة نشرتها مجلة "رويال سوسايتي أوبن ساينس جورنال"، الأربعاء، أن ارتفاع درجات حرارة المحيط يعرض بقاء مجموعات السلاحف البحرية للخطر من خلال رفع حرارة مواقع تعشيشها على شواطئ العالم.
ومن بين الأنواع السبعة الموجودة من السلاحف البحرية، هناك 6 أنواع مدرجة بالفعل في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، اثنان منها "صقر المنقار وسلحفاة كيمب"، وهما معرضان لخطر انقراض أقصى.
وتُعتبر السلاحف أكثر عرضة للتهديد لأنها على عكس الأنواع الأخرى، مثل الطيور والفراشات، لديها دورة تكاثر أطول وتستغرق وقتاً أطول للتكيف مع التغييرات.
وهكذا، فإن الشواطئ التي تأتي إليها لوضع بيضها، وهي نفسها التي وُلدت فيها، تتدهور بشكل متزايد بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر أو عوامل التعرية، لكن أيضاً بسبب تغير المناخ الذي يسخّن الرمال التي تطمر فيها هذه الزواحف بيضها، وهذا لا يخلو من عواقب على بقاء الأنواع على المدى الطويل.
الانقراض.. احتمال مقلق
واستندت الدراسة إلى نماذج بيانية، حول ما إذا كانت السلاحف البحرية قادرة على نقل موسم تكاثرها إلى أوقات أكثر برودة في العام إلى درجات لخفض درجة حرارة الأعشاش.
ومن بين 58 موقع تعشيش شملتها الدراسة حول العالم، وجد الباحثون أن مثل هذا التكيف يخفف فقط من ارتفاع درجات الحرارة في 55% من الحالات، حال جرى حصر الاحترار المناخي العالمي بدرجة مئوية ونصف درجة بحلول نهاية القرن، وهو سيناريو يعتبره كثيرون حالياً "غير واقعي".
وبحسب المعد الرئيسي للدراسة، جاك أوليفييه لالو، تسلط هذه النتائج الضوء على الاحتمال "المقلق حقاً" بأن انقراضاً محلياً يمكن أن يحدث، خصوصاً بالنسبة للسلاحف البحرية التي تعيش حول خط الاستواء، حيث تفاوت درجات الحرارة أقل من سائر المناطق وبالتالي لا يكون للإباضة المبكرة فيها أثر كبير.
وأضاف أوليفييه لالو: "في الواقع، من المرجح أن يكون لدى السلاحف البحرية قدرة أقل على التكيف مع تغير المناخ، مقارنة بهذه الدراسة المتفائلة إلى حد ما".
ولا يعتمد تحديد جنس السلاحف المستقبلية على الكروموسومات، بل على درجات الحرارة خلال فترة الحضانة، فكلما زادت درجة الحرارة، زاد عدد الإناث.
وأظهرت دراسة سابقة أجريت على السلاحف الخضراء في عام 2019، أن ما بين 76 و93% من السلاحف ستكون إناثاً بحلول عام 2100، ما يعيق إمكان العثور على شريك للتكاثر، دون إغفال مخاطر فشل الحضانة التي ستزداد مع ارتفاع معدلات الحرارة.