تناول الطعام أثناء الشعور بالتوتر يحدث تغييرات في الدماغ

time reading iconدقائق القراءة - 4
أشخاص يتناولون الطعام على طاولات خارج مطعم في إسطنبول بتركيا. 6 أبريل 2023 - Bloomberg
أشخاص يتناولون الطعام على طاولات خارج مطعم في إسطنبول بتركيا. 6 أبريل 2023 - Bloomberg
القاهرة -محمد منصور

في عالمنا الحديث، أصبح التوتر المزمن مشكلة سائدة ومستمرة للعديد من الأفراد، إذ يؤدي إلى سلسلة استجابات فسيولوجية ونفسية، يتضمن إحداها عاداتنا الغذائية. ففي أوقات التوتر يلجأ الكثير من الناس إلى الأطعمة اللذيذة باحثين عن العزاء والراحة.

أثارت هذه الظاهرة اهتمام الباحثين، الذين تعمقوا في العلاقة المعقدة بين التوتر والإجهاد المزمن وشغف الدماغ بالطعام اللذيذ، في محاولة لفهم الآليات الأساسية وإلقاء الضوء على تطوّر عادات الأكل غير الصحية، وتوفير نظرة ثاقبة للتدخلات المحتملة.

عادةً ما تحتوي الأطعمة التي يأكلها الشخص أثناء الشعور بالضغط على نسبة عالية من السكر والدهون والملح، في محاولة لتوفير إحساس مؤقت بالسعادة والراحة.

وقال الباحثون، في ورقة علمية جديدة نُشرت في دورية "نيرون"، إن هذه الأطعمة تعمل على تنشيط مسارات المكافأة في الدماغ، وتطلق "الدوبامين" وتخلق مشاعر الرضا والمكافأة.

وأوضح الباحثون أن المزج بين تلك الأطعمة وحالة التوتر له جانب سلبي وغير صحي، فالإجهاد جنباً إلى جنب مع الطعام ذي السعرات الحرارية الكثيفة، يخلق تغييرات في الدماغ تؤدي إلى المزيد من الأكل، وزيادة الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الحلوة اللذيذة ما يؤدي لزيادة الوزن.

إشارات مكافأة

ووجد فريق الباحثين من "معهد جارفان للأبحاث الطبية" الأسترالي أن الإجهاد يفوق استجابة الدماغ الطبيعية للشبع، ما يؤدي إلى بث إشارات المكافأة المستمرة التي تعزز تناول المزيد من الأطعمة الشهية.

تشير إشارات المكافأة في الدماغ إلى النشاط العصبي والعمليات الكيميائية التي تشارك في تجربة المتعة والتحفيز والتعزيز. وتلعب هذه الإشارات دوراً مهماً في تشكيل السلوك والتعلّم واتخاذ القرار.

وتقول الدراسة إن تناول الطعام أثناء الإجهاد يؤدي إلى تغييرات في منطقة تسمى "العنان الجانبي"، وهي منطقة مسؤولة في الأساس عن تثبيط إشارات المكافأة.

وحين تحدث تغييرات في تلك المنطقة، لا يستطيع الدماغ التوقف عن تنشيط إشارات المكافأة، أيّ أن الدماغ يبدأ في بث الإشارات التي تربط الطعام بالشعور بالمكافأة باستمرار، ما يعني أن الدماغ يكافأ باستمرار على الأكل.

وبالتالي، تظهر الدراسة أن الإجهاد المزمن، جنباً إلى جنب مع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية، يمكن أن يؤدي إلى تناول المزيد والمزيد من الطعام بالإضافة إلى تفضيل الأطعمة الحلوة اللذيذة للغاية، وبالتالي تعزيز زيادة الوزن والسمنة. 

يسلط هذا البحث الضوء على مدى أهمية اتباع نظام غذائي صحي خلال أوقات الشعور بالتوتر.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تحدد التوتر باعتباره منظماً مهماً لعادات الأكل، التي يمكن أن تتجاوز قدرة الدماغ الطبيعية على موازنة احتياجات الطاقة.

كما يقولون أيضاً إن التوتر المزمن، الذي يتميز بالتعرّض طويل الأمد للضغوط النفسية أو البيئية، يعطل توازن الجسم المعقد، ويؤثر على الأنظمة الفسيولوجية المختلفة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات