اكتشاف "دائرة دماغية" مسؤولة عن الصرع البؤري

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة توضيحية للدماغ البشري - Science Photo Library via AFP
صورة توضيحية للدماغ البشري - Science Photo Library via AFP
القاهرة-محمد منصور

اكتشف الباحثون في "مستشفى بريجهام" الأميركي، دائرة دماغية عميقة جديدة مسؤولة عن الإصابة بالصرع البؤري؛ وهو نوع من الصرع يتميز بالنوبات التي تنشأ من منطقة معينة من الدماغ، بسبب نشاط كهربائي غير طبيعي في منطقة أو بؤرة موضعية داخل المخ.

ودوائر الدماغ العميقة هي مجموعة من المسارات والشبكات العصبية داخل الهياكل العميقة للدماغ، وتلعب دوراً مهماً في وظائف مختلفة، بما في ذلك التحكم الحركي وتنظيم العاطفة والمعالجة المعرفية.

وتمت دراسة دوائر الدماغ العميقة في السابق، لفهم الآليات الكامنة وراء حدوث النوبات الصرعية.

ويؤثر الصرع البؤري على أكثر من 30 مليون مريض في جميع أنحاء العالم، وينتج عادة عن الآفات الدماغية الناجمة عن بعض الحالات مثل السكتة الدماغية.

لكن؛ لا يعرف العلماء لماذا تتسبب آفات الدماغ في حدوث نوبات عند المرضى؛ ولا ينجم عنها نوبات عند مرضى آخرين.

وقد وجدت الدراسة الجديدة المنشورة في "مجلة الجمعية الطبية الأميركية لعلم الأعصاب"، أن دائرة دماغية مشتركة قد تربط مواقع الآفات المختلفة التي تسبب الصرع.

خرائط شبكة الآفات

ولا تقع الدائرة الدماغية التي حددها الباحثون على سطح الدماغ، مثل دوائر الصرع التي تم اكتشافها سابقاً، ولكنها موجودة في عمق الدماغ، وتحديداً في مناطق تسمى العقد القاعدية والمخيخ.

واستخدم الباحثون تقنية تسمى رسم خرائط شبكة الآفات، لتحديد دائرة الدماغ الجديدة.

وقال المؤلف الرئيس للدراسة فريدريك شابير، وهو مدرس طب الأعصاب في كلية الطب في "جامعة هارفارد"، إن الدراسة الجديدة تزود العلماء بالمزيد من المعلومات عن المكان الذي يأتي منه صرع الدماغ، وعن دوائر الدماغ التي نحتاج إلى تعديلها لعلاج المرضى المصابين بالصرع.

درس شابير والفريق 5 مجموعات بيانات لأكثر من 1500 مريض يعانون آفات دماغية تسببها السكتة الدماغية والصدمات والأورام، مما سمح لهم بالبحث عن اتصالات الشبكة المشتركة المرتبطة بالصرع عبر مناطق وأنواع مختلفة من تلف الدماغ.

مواقع تلف الدماغ

تضمنت إحدى مجموعات البيانات دراسات شملت قدامى المحاربين الذين أصيبوا في الرأس خلال حرب فيتنام، والتي أظهرت في الأصل أن تلف الدماغ الناتج عن إصابات الشظايا، أدى إلى زيادة كبيرة في حدوث الصرع. وعانى ما يصل إلى 50% من قدامى المحاربين المشمولين في الدراسة، من نوبة واحدة على الأقل بعد الإصابة، وأحياناً بعد سنوات عديدة من الإصابة.

وقارن الباحثون مواقع تلف الدماغ لدى المرضى الذين أصيبوا بالصرع، بالمرضى الذين لم يصابوا به، ووجدوا أن الآفات المرتبطة بالصرع منتشرة في جميع أنحاء الدماغ.

كما أنهم وجدوا أن المرضى الذين يعانون من الصرع، ترتبط لديهم مواقع الآفة نفسها بشبكة دماغية مشتركة، مما يشير إلى أن اتصالات الدماغ تم تعطيلها بسبب الآفات.

وقد يكون لهذه النتائج آثار سريرية للتنبؤ بخطر الإصابة بالصرع بعد تلف الدماغ. وعبر رسم خريطة لتأثير الآفات الدماغية على شبكة الدماغ؛ يُمكن تقدير مدى احتمالية إصابة شخص ما بالصرع بعد السكتة الدماغية.

اقرأ أيضاً: