أطلقت الصين، الجمعة، مركبة فضاء غير مأهولة في مهمة تستغرق شهرين تقريباً، لإحضار عينات من الصخور والتربة من الجانب البعيد للقمر، لتصبح بذلك أول دولة تقوم بهذه المحاولة الطموحة.
وانطلق الصاروخ "لونج مارش-5"، أكبر صاروخ صيني، الساعة 09:27 بتوقيت جرينتش، من مركز ونتشانج للإطلاق الفضائي على جزيرة هاينان في جنوب الصين، على متن المسبار "تشانج آه-6" الذي يزن ثمانية أطنان.
ومهمة المسبار، الهبوط في حوض أيتكين في القطب الجنوبي على الجانب البعيد من القمر، وجمع العينات وإعادتها للأرض، مما قد يجعل الصين أول دولة تستعيد عينات من الجانب "الخفي" للقمر.
وحضر الإطلاق علماء ودبلوماسيون ومسؤولون في وكالة الفضاء من فرنسا، وإيطاليا، وباكستان، ووكالة الفضاء الأوروبية، وكلها لديها حمولات على متن "تشانج آه-6"، لدراسة القمر.
وبمجرد وصوله إلى القمر، سيقضي المسبار يومين في التنقيب عن عينات على عمق كيلومترين قبل العودة إلى الأرض، حيث من المتوقع أن يهبط في منطقة منغوليا الداخلية.
وتعد هذه أحدث الخطوات ضمن المشروع الفضائي الصيني، الذي تقول واشنطن إن بكين تستخدمه، لتمويه برنامج فضائي عسكري تحت ستار برنامج مدني.
وقال نائب مدير المركز الصيني لاستكشاف القمر وهندسة الفضاء جه بينج للصحافيين إن "شانج آه-6 سيجمع عينات من الجانب البعيد للقمر للمرة الأولى".
وفي عام 2019، أرسلت الصين مركبة على الجانب البعيد من القمر، لكنها لم تعد بأيّ عينات.
ومن المتوقع أن يهبط المسبار في الحوض الضخم المعروف بالقطب الجنوبي-إيتكين، وهو أحد أكبر حفر الارتطام المعروفة في المجموعة الشمسية، وبمجرد وصوله إلى هناك، سيجمع التربة والصخور القمرية وسيجري تجارب في المنطقة التي يهبط فيها، وبعد إنجاز المهمة، يُفترض إعادة المسبار إلى الأرض.
وبحسب العلماء، فإن الجانب البعيد من القمر- الذي يطلق عليه هذا الاسم لأنه غير مرئي من الأرض وليس لأنه لا يلتقط أشعة الشمس أبدا- يُعدّ واعداً للغاية من الناحية البحثية، لأن حفره تظهر ليست مغطاة بدرجة كبيرة بتدفقات الحمم البركانية القديمة مقارنة بتلك الموجودة على جانب القمر الأقرب للأرض، وقد يعني ذلك سهولة أكبر في جمع المواد لفهم كيفية تشكل القمر بشكل أفضل.
تنافس صيني أميركي
وفي أبريل الماضي، قال رئيس وكالة "ناسا" بيل نيلسون، إن الولايات المتحدة منخرطة حالياً في "سباق" مع بكين، مضيفاً أمام لجنة الإنفاق بمجلس النواب في واشنطن: "نعتقد أن جزءاً كبيراً مما يسمونه برنامجهم الفضائي المدني هو في الواقع برنامج عسكري".
وضخت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مليارات الدولارات في برنامجها الفضائي العسكري من أجل اللحاق بالولايات المتحدة وروسيا، كما نجحت في إرسال مركبة جوالة إلى سطح المريخ، وهي كذلك ثالث بلد في العالم يرسل إنساناً إلى الفضاء بوسائله الذاتية.
وتخطط الولايات المتحدة لإرسال رواد فضاء إلى القمر في عام 2026 من خلال مهمة "أرتيميس 3"، كما تخطط الصين لإرسال بشر إلى هناك بحلول عام 2030.
وجرى استبعاد الصين من محطة الفضاء الدولية منذ عام 2011، عندما منعت الولايات المتحدة وكالتها الفضائية (ناسا) من التعاون مع بكين، ثم طورت الصين مشروع المحطة الفضائية الخاصة بها، ويثير التقدم السريع لبرنامج الفضاء الصيني القلق في واشنطن.