لليلة الثانية.. أضواء قطبية نادرة بفعل عاصفة شمسية "شديدة"

time reading iconدقائق القراءة - 4
ظاهرة الشفق القطبي في سماء فنلندا. 10 مايو 2024 - AFP
ظاهرة الشفق القطبي في سماء فنلندا. 10 مايو 2024 - AFP
واشنطن-أ ف ب

لليلة الثانية على التوالي، حاول أشخاص من مختلف أنحاء العالم مشاهدة الأضواء القطبية المذهلة التي أنارت السماء بفعل عاصفة شمسية وُصفت بأنها "تاريخية" ويتوقّع أن تستمر الأحد.

وتحدث هذه الظاهرة نتيجة انبعاث جسيمات من الشمس، ما يؤدي إلى حدوث عواصف مغناطيسية عند وصولها إلى الأرض.

وأشارت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي NOAA، إلى رصد انبعاثات تؤشر إلى عاصفة جيومغناطيسية من المستوى الخامس، على مقياس من 5 درجات، مساء الجمعة ثم مرة ثانية صباح السبت، في حدث يُسجَّل للمرة الأولى منذ 20 سنة.

وليلة الجمعة إلى السبت، تمكّن سكان بلدان كثيرة من مراقبة الأضواء المذهلة لهذه الظاهرة النادرة التي لوّنت السماء بالأزرق، والبرتقالي، والوردي انتشرت صور لها في منصات التواصل الاجتماعي.

"ليلة تاريخية في فرنسا"

وكتب عالم الفيزياء الفلكية في مرصد كوت دازور، إريك لاجاديك، في منشور عبر موقع "إكس": "أشعر بأنني أعيش ليلة تاريخية في فرنسا (...) كانت مليئة بالجزيئات الشمسية والعواطف".

وأضاف: "قد تستمر العاصفة الشمسية هذه الليلة أيضاً. ابحثوا عن موقع جيّد بعيداً عن الأضواء، ومع إطلالة باتجاه الشمال!".

وكتب رائد الفضاء الفرنسي توماس بيسكيه: "لست متأكداً من أن الظاهرة ستتكرر الليلة، فالتكهّن بها أصعب بكثير من التنبؤ بالأحوال الجوية"، لكن "لا مانع من النظر إلى السماء، فيمكن أن تحدث مرة ثانية".

وبحسب المركز الأميركي لمراقبة الطقس (SWPC)، التابع للهيئة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، قد تظهر الأضواء القطبية مجدداً "فوق قسم كبير من الولايات المتحدة" ليل السبت إلى الأحد.

اضطرابات محدودة

وأُصدر المركز تحذيراً من عاصفة من المستوى الرابع قد تحدث الأحد، فيما يُحتمل أن تُسجَّل سلسلة انبعاثات من المستوى الثالث حتى الاثنين، في ظاهرة وصفها المركز بـ"التاريخية".

وفي حين كانت السلطات قلقة بشأن احتمال انعكاس الظاهرة سلباً على شبكات الكهرباء والاتصالات، لم يُرصد بعد أي تعطّل كبير فيها.

وأكد المركز الأميركي لمراقبة الطقس أنه لم يتم الإبلاغ سوى عن معلومات "أولية" عن "عدم استقرار في الشبكة الكهربائية" بالإضافة إلى "تدهور الاتصالات عالية التردد، ونظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وربما الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية".

وفي منشور عبر منصته "إكس"، أكّد الملياردير إيلون ماسك مالك شركة "ستارلينك" لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية والتي تشغّل آلافاً منها في مدار منخفض، أن هذه الأقمار "تتعرّض للكثير من الضغط لكنها صامدة حتى الآن".

وأكدت وكالة الطيران المدني الأميركي أنها "لا تتوقع أي مضاعفات مهمة" على الملاحة جراء العاصفة.

لكنها أشارت الى أن العواصف الجيومغناطيسية قد تؤدي لاضطراب عمل أجهزة الملاحة والبث ذات التردد العالي، وأنها أوصت الخطوط الجوية والطيارين بـ"توقع" اضطرابات محتملة.

وأصدر المركز الوطني الصيني للطقس الفضائي إنذاراً باللون الأحمر، السبت، محذراً من أن العاصفة الشمسية قد تستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتؤثر على أنظمة الاتصالات والملاحة، على ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".

وذكرت أن الأضواء القطبية شوهدت في النصف الشمالي من البلاد.

ذروة نشاط الشمس

وكانت الأضواء مرئية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة تقريباً ليل الجمعة إلى السبت.

وتقترب الشمس حالياً من ذروة نشاطها وفقاً لدورة تتكرر كل 11 عاماً. وهذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي تتجه 7 منها على الأقل نحو الأرض، مصدرها بقعة شمسية قطرها يفوق حجم قطر الأرض بـ17 مرة.

وآخر حدث من هذا النوع بلغ المستوى الخامس كان في أكتوبر 2003 وأطلق عليه اسم "عواصف الهالوين" الشمسية.

وتعود أقوى عاصفة شمسية مسجّلة في التاريخ الى العام 1859وفق وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، وعرفت بـ"حدث كارينجتون"، وتسببت حينها باضطرابات في خطوط التلجراف.

تصنيفات

قصص قد تهمك