الأمم المتحدة تحذر من "جحيم مناخي" بعد تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة

time reading iconدقائق القراءة - 5
امرأة تحمل تخوض في مياه الفيضانات في الهند. 31 مايو 2024 - AFP
امرأة تحمل تخوض في مياه الفيضانات في الهند. 31 مايو 2024 - AFP
بروكسل/جنيف-رويترز

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب "جحيم مناخي"، فيما ذكرت خدمة مراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، الأربعاء، أن كل من الأشهر الـ12 الماضية كان الأكثر دفئاً على الإطلاق على أساس سنوي.

وذكرت خدمة "كوبرنيكوس" لتغير المناخ، أن متوسط ​​درجات الحرارة العالمية خلال العام المنتهي بنهاية مايو، تجاوز متوسط ما قبل الثورة الصناعية بنحو 1.63 درجة مئوية، ما يجعلها الفترة الأكثر دفئاً منذ بدء تسجيل البيانات في 1940.

ومتوسط الاثني عشر شهراً الماضية لا يعني أن العالم قد تجاوز عتبة الاحترار العالمي البالغة 1.5 درجة مئوية التي تقيس متوسط ​​درجة الحرارة على مدى عقود من الزمن، ويحذّر العلماء من تبعات تجاوزها الأكثر تطرفاً والتي لا يمكن معالجتها.

وفي تقرير منفصل، أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى وجود فرصة بنحو 80% في تسجيل متوسط حرارة يتجاوز مؤقتاً 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية خلال سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، وذلك ارتفاعاً من فرصة بنحو 66% العام الماضي.

وحذَّر جوتيريش في حديثه عن هذه النتائج من السرعة التي يتحرك بها العالم في الاتجاه الخاطئ بعيداً عن استقرار النظام المناخي.

وقال في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة: "في عام 2015، كانت فرصة حدوث هذا التجاوز قريبة من الصفر".

ومع نفاد الوقت المتبقي لعكس المسار، حثَّ جوتيريش على خفض إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري عالمياً بنحو 30% بحلول عام 2030.

وقال: "نحن بحاجة إلى مخرج من الطريق السريع نحو جحيم مناخي"، مضيفاً أن "المعركة من أجل 1.5 درجة مئوية سنكسبها أو نخسرها خلال العقد الحالي".

وفي مارس الماضي، حذَّرت الوكالة الأوروبية للبيئة، من أن أوروبا ربما تواجه "أوضاعاً كارثية" إذا لم تقيّم المخاطر المناخية التي تواجهها، والتي بلغ كثير منها بالفعل مستوى حرجاً، في أحدث تحذير من تداعيات ظاهرة تغير المناخ على القارة العجوز.

وذكرت الوكالة في أول تقرير بشأن تقييم المخاطر المناخية في أوروبا، أن "الحرارة الشديدة، والجفاف، وحرائق الغابات، والفيضانات التي شهدناها في السنوات الأخيرة في أوروبا ستتفاقم، وستؤثر في الظروف المعيشية في كل أنحاء القارة".

ويكافح باحثون وخبراء من أجل تقديم رؤى عملية في مواجهة تلك المخاطر المناخية لصناع القرار.

ومن هؤلاء، فريق دولي من العلماء، بقيادة باحثين من جامعة ولاية أوريجون الأميركية، قدَّم في يناير، خطة رائدة باستخدام مجموعة بيانات فريدة مدتها 500 عام لتحديد "مسار تصالحي" مع كوكب الأرض، يهدف إلى التخفيف من العواقب البيئية والاجتماعية الأكثر خطورة لتغير المناخ.

ويعتمد هذا المسار في الأساس على وجود عالم أكثر إنصافاً ومرونة مع التركيز في الحفاظ على الطبيعة كحل طبيعي للمناخ، والرفاه المجتمعي، ونوعية الحياة، والمساواة، وارتفاع مستويات التعليم للفتيات والنساء، ما يؤدي إلى انخفاض معدلات الخصوبة وارتفاع مستويات المعيشة، والانتقال السريع نحو الطاقة المتجددة.

وأكد الفريق، أن نهجه المبتكر الذي يركز على العدالة الاجتماعية والاقتصادية إلى جانب الاستدامة البيئية، يُمثل نقلة نوعية في معالجة التحديات المناخية.

ويقول الباحثون، إن دمج هذا المسار التصالحي في نموذج واحد، مع خطط الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، يُمكن أن يحدث فارقاً كبيراً يحد من عواقب تغير المناخ.

تصنيفات

قصص قد تهمك