حدد علماء نوعاً من الطحالب الصحراوية في منطقة شينجيانج بغرب الصين، تتمتع بقدرات فائقة على المقاومة، ويمكن أن تكون نواة لمناطق مأهولة محتملة مستدامة على كوكب المريخ، وذلك بحسب دراسة أجرتها الأكاديمية الصينية للعلوم.
وقالت الأكاديمية، في ورقة بحثية، نشرتها مجلة "The Innovation" الأسبوع الماضي، إنه عندما تعرض الطحلب، واسمه سينتريتشيا كانينرفيس، لظروف تحاكي بيئة المريخ، وُجد أنه قادر على تحمل الجفاف الشديد، ودرجات الحرارة المنخفضة للغاية والإشعاعات.
وذكر الباحثون، في الدراسة التي نُشرت في الأول من يوليو الجاري، أن الطحلب يمكن أن يكون بمثابة "أساس لإنشاء، واستمرارية النظام البيئي، من خلال المساهمة في إنتاج الأكسجين، وعزل الكربون، ودعم خصوبة التربة".
بيئات صالحة للسكن
وجاء في البحث: "يمكن أن يساعد (الطحلب) في دفع العمليات الجوية، والجيولوجية، والبيئية المطلوبة للنباتات والحيوانات الأخرى، مع تسهيل إنشاء بيئات جديدة صالحة للسكن تفضي إلى استيطان بشري على المدى الطويل".
وفي البحث، وجد العلماء أنه حتى بعد فقدان أكثر من 98% من محتواه المائي داخل الخلية، كان الطحلب قادراً على استعادة أنشطة التمثيل الضوئي، وقدرات فسيولوجية في غضون ثوان بعد ترطيبه.
الحياة على المريخ
وينشغل علماء منذ عقود بفكرة الحياة على المريخ، واختبار مدى قدرة الكائنات الحية على التعايش مع ظروف الكوكب.
ويعتقد علماء كثيرون أن كوكب المريخ مرشح أفضل من سطح القمر للاستيطان طويل الأمد، مهما كان مقدار الماء الذي يُعتقد بأنه مجمد في البحيرات الجوفية، وحتى في ظل ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل 95% من غلاف المريخ الجوي الذي يُعد رقيقاً للغاية، والتعرض الأكثر كثافة للإشعاع الشمسي.
ومع ذلك، فإن ثرى الكوكب الأحمر مليئ بالمغذيات، وإن كان متوسط السُمية، كما تكثر رواسب الخام التي تحتوي على الحديد والألمنيوم والمعادن الأخرى، وكذلك، تمثل جاذبية المريخ 38% فقط من مستوى جاذبية الأرض، وبالتالي فإن رفع الأشياء الثقيلة على الكوكب الأحمر سيكون أسهل.
في 2022، استنتج علماء صينيون أن أثر المياه على سطح كوكب المريخ يبدو موجوداً لمدة أطول مما كان يُعتقد سابقاً. وقال العلماء، في ورقة بحثية نشرتها دورية " Science Advances"، إنه وفقاً لتحليل بيانات أرسلتها المركبة الفضائية الجوالة "تشورونج"، تم رصد مؤشرات على وجود مياه في عينات معدنية تعود إلى 700 مليون عام مضت فقط.
وتوصل العلماء إلى هذا الاعتقاد، بعد فحص معادن رطبة كشفتها المركبة الصينية الآلية على المريخ في منخفض ضخم، يعتقد أنه كان موقعاً لمحيط قديم.
كوكب المريخ
وفي دراسة أخرى، خلص علماء إلى وجود مياه سائلة تحت سطح كوكب المريخ. ويقول باحثون إن تلك النتائج تنطوي، للمرة الأولى، على دليل يشير إلى وجود مياه تحت سطح المريخ باستخدام بيانات ليست مستمدة من الرادار، وبهذا، فإنها تقدم رأياً إضافياً مفاده أن "الكوكب الأحمر" قد يكون صالحاً للعيش.
وحذَّر العلماء من أن نتيجة البحث "لا تعني بالضرورة وجود حياة على سطح المريخ"، ولكنها تشير إلى أنه "ربما في فترة من الزمن كان الكوكب أكثر قابلية للعيش".
الطحلب، موضوع الدراسة الصينية الأخيرة، عُثر عليه في شينجيانج، والتبت، وصحراء كاليفورنيا، والشرق الأوسط، والمناطق القطبية.