البطريق والبيضة.. ناسا تنشر صوراً لاندماج مجرتين في الفضاء

المجرتان تقعان على بعد 326 مليون سنة ضوئية من الأرض في كوكبة هيدرا

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة نشرتها وكالة ناسا لمجرتين رصدهما تليسكوب جيمس ويب الفضائي في طور اندماج إحداهما بصورة بطريق والأخرى على شكل بيضة. 12 يوليو 2024 - NASA
صورة نشرتها وكالة ناسا لمجرتين رصدهما تليسكوب جيمس ويب الفضائي في طور اندماج إحداهما بصورة بطريق والأخرى على شكل بيضة. 12 يوليو 2024 - NASA
واشنطن -رويترز

نشرت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) صورتين التقطهما تليسكوب جيمس ويب الفضائي لمجرتين، إحداهما أطلق عليها اسم "البطريق" والأخرى "البيضة"، في طور اندماج بدا كما لو كان "رقصة باليه كونية".

يتزامن ذلك مع احتفال الوكالة الأميركية بمرور عامين منذ أن كشفت النقاب عن النتائج العلمية الأولى للتليسكوب الفضائي، حيث انطلق ويب إلى الفضاء في 2021 وبدأ في جمع البيانات في العام التالي.

وأعاد التليسكوب الفضائي تشكيل فهم المراحل المبكرة من الكون بالتقاطه صوراً مذهلة.

تقع المجرتان، اللتان اُلتُقطت صور لهما، على بعد 326 مليون سنة ضوئية من الأرض في كوكبة هيدرا.

والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام، وهي 5.9 تريليون ميل (9.5 تريليون كيلومتر).

مليارات النجوم

وقالت العالمة البارزة في مشروع ويب في "ناسا" جين ريجبي: "نرى مجرتين، كل واحدة تضم مجموعة من مليارات النجوم. والمجرتان في طور الاندماج. وهذه طريقة شائعة تتكون بها المجرات، مثل مجرتنا، بمرور الوقت، لتنمو من مجرات صغيرة، مثل تلك التي اكتشفها ويب بعد قليل من الانفجار الكبير، إلى مجرات ناضجة مثل مجرتنا درب التبانة".

ومنذ أن بدأ ويب العمل، رصد التليسكوب مجرات تعج بنجوم تشكلت في غضون بضع مئات الملايين من السنين من حدث الانفجار الكبير الذي كان تدشيناً للكون قبل نحو 13.8 مليار سنة.

وتُعرف المجرتان المختلطتان معا باسم "أرب 142". وتظهر في الصور وسط ضباب عبارة عن مزيج من النجوم والغاز في غمرة اندماجهما البطيء.

وأُطلق على مجرة البطريق هذا الاسم لأن شكلها من زاوية التلسكوب يشبه ذلك الطائر الذي لا يطير، بما في ذلك منطقة تشبه المنقار، وتسمى هذه المجرة رسمياً "إن.جي.سي 2936". وهي مجرة حلزونية الشكل، وهي الآن مشوهة قليلاً.

وسميت مجرة البيضة أيضاً وفقاً لشكلها، وتُسمى رسمياً "إن.جي.سي 2937". وهي مجرة مدمجة بيضاوية الشكل. ومظهرهما معاً يوحي ببطريق يحرس بيضته.

وتقول ناسا إن تفاعلهما معاً بدأ منذ ما بين 25 و75 مليون سنة، ومن المتوقع أن يصبحا مجرة واحدة بعد مئات الملايين من السنين من الآن.

أقدم المجرات

واكتشف التيلسكوب الفضائي ويب أقدم المجرات المعروفة، وأنار البصيرة في مجالات مثل تكوين الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وطبيعة مناطق تشكل النجوم في الكون.

وقال مدير قسم الفيزياء الفلكية في مقر ناسا مارك كلامبين: "أتاحت لنا هذه المهمة النظر إلى أبعد المجرات التي تم رصدها، وفهم المراحل المبكرة جداً للكون بطريقة جديدة. على سبيل المثال، مع ويب، وجدنا أن هذه المجرات المبكرة جداً كانت أكثر ضخامة، وأكثر ضياءً مما توقعنا، مما يطرح السؤال: كيف أصبحت كبيرة جداً بهذه السرعة؟".

وصُمم ويب ليكون أكثر حساسية من سلفه تلسكوب هابل الفضائي الذي ما زال يعمل أيضاً. وينظر ويب إلى الكون أساساً في إطار الأشعة تحت الحمراء، في حين فحص هابل الكون أساساً في أطوال موجية ضوئية وفي الأشعة فوق البنفسجية.

وأضاف كلامبين: "ويب هو أكبر وأقوى تلسكوب ذهب إلى الفضاء، وهو متخصص في التقاط ضوء الأشعة تحت الحمراء، وهي أطوال موجية من الضوء أطول مما يمكن أن تراه أعيننا، وبفضل حساسيته المذهلة لتلك الأطوال الموجية، استطعنا النظر إلى الوراء في المراحل المبكرة للكون، بطريقة لم تستطعها المهمات السابقة، أي الرؤية عبر الغبار، والغاز في قلب تكون النجوم، وفحص تكوين الأجواء خارج النظام الشمسي بشكل لم يسبق له مثيل".

ويرى كلامبين أنه بالنظر إلى المستقبل فإن "بعض اكتشافات ويب الأكثر إثارة ستكون أشياء لم تخطر على بالنا بعد إلى الآن".

تصنيفات

قصص قد تهمك