"الهيبارين".. ترياق شائع "غير مكلف" لسم الكوبرا

time reading iconدقائق القراءة - 4
كوبرا خلال عرض في منتجع شرم الشيخ بمصر. 13 يوليو 2018 - REUTERS
كوبرا خلال عرض في منتجع شرم الشيخ بمصر. 13 يوليو 2018 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

قال فريق بحثي مكون من علماء في جامعة سيدني وكلية ليفربول للطب الاستوائي، إن "الهيبارين" وهو مخفف دم شائع ورخيص يمنع الجلطات، يُمكن استخدامه كترياق غير مكلف لسم الكوبرا.

وتقتل الكوبرا الآلاف من الأشخاص سنوياً في جميع أنحاء العالم، ويصاب نحو 100 ألف شخص بتشوهات خطيرة بسبب النخر، موت أنسجة الجسم وخلاياه، الناجم عن السم، والذي يمكن أن يؤدي إلى البتر.

والعلاج الحالي يشمل مضادات السموم باهظ الثمن، ولا ينجح بشكل فعال نخر الجسد في مكان حدوث اللدغة.

ويقول مؤلف الدراسة جريج نيلي وهو باحث في مركز تشارلز بيركنز وكلية الطب بجامعة هارفارد، إن هذا الاكتشاف يمكن أن يقلل بشكل كبير من الإصابات الرهيبة الناجمة عن النخر الناجم عن لدغات الكوبرا، وقد يبطئ السم أيضاً، ما قد يحسن معدلات البقاء على قيد الحياة.

وفي الدراسة المنشورة بدورية "ساينس ترانسيشنال ميديسن"، استخدم الباحثون تقنية تحرير الجينات "كريسبر" لتحديد طرق منع سم الكوبرا.

ونجح الفريق، في إعادة استخدام الهيبارين والأدوية الأخرى الشبيهة، وأظهروا أنهم قادرون على إيقاف مفعول السم والنخر الناجم عن لدغات الكوبرا.

والهيبارين غير مكلف، ومنتشر في كل مكان، وهو دواء أساسي مدرج في قائمة منظمة الصحة العالمية، وبعد التجارب البشرية الناجحة، يمكن طرحه بسرعة نسبية ليصبح دواءً رخيصاً وآمناً وفعالاً لعلاج لدغات الكوبرا.

واستخدم الفريق تقنية كريسبر للعثور على الجينات البشرية التي يحتاجها سم الكوبرا لإحداث نخر يقتل اللحم حول اللدغة.

وأحد أهداف السم المطلوبة هي الإنزيمات اللازمة لإنتاج الجزيئات ذات الصلة الهيباران والهيبارين، والتي تنتجها العديد من الخلايا البشرية والحيوانية.

ويوجد الهيبارين والهيباران على سطح الخلية ويتم إطلاقه أثناء الاستجابة المناعية، وهيكلها المماثل يعني أن السم يمكن أن يرتبط بكليهما. استخدم الفريق هذه المعرفة لصنع ترياق يمكنه إيقاف نخر الخلايا البشرية والفئران. 

وعلى عكس مضادات سموم لدغات الكوبرا الحالية، والتي تعد من تقنيات القرن التاسع عشر، فإن أدوية الهيبارينويد تعمل بمثابة "فخ" يغرق موقع اللدغة بكبريتات الهيبارين "الخادعة" أو جزيئات الهيبارينويد لترتبط بالسموم التي تسبب تلف الأنسجة وتبطل مفعولها.

ويقول المؤلف المشارك نيكولاس كاسويل، رئيس مركز أبحاث وتدخلات لدغات الأفاعي في كلية ليفربول للطب الاستوائي، إن لدغات الثعابين لا تزال من أكثر الأمراض الاستوائية المهملة فتكاً، إذ يقع عبئها بشكل كبير على المجتمعات الريفية في المناطق المنخفضة ومتوسطة الدخل.

ويشير كاسويل إلى أن النتائج التي توصل إليها الفريق مثيرة لأن مضادات السموم الحالية غير فعالة إلى حد كبير ضد التسمم الشديد، والذي ينطوي على تورم تدريجي مؤلم، وتقرحات ونخر الأنسجة حول موقع اللدغة "وهذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان وظيفة الأطراف وبتر الأطراف والإعاقة مدى الحياة".

وتقتل لدغات الثعابين حوالي 138 ألف شخص سنوياً، ويعاني 400 ألف آخرين من عواقب طويلة المدى للدغة

وحددت منظمة الصحة العالمية لدغات الأفاعي كأولوية في برنامجها لمعالجة الأمراض الاستوائية المهملة، وأعلنت عن هدف طموح يتمثل في خفض العبء العالمي للدغات الأفاعي إلى النصف بحلول عام 2030.

ويقول الباحثون إن هذا الهدف لا يبعد سوى 5 سنوات الآن. ويأمل نيلي في أن يساعد ترياق الكوبرا الجديد في المعركة العالمية للحد من الوفيات والإصابات الناجمة عن لدغات الأفاعي في بعض المجتمعات الأكثر فقراً في العالم.

تصنيفات

قصص قد تهمك