اختبار جيني يمهد الطريق للقضاء على العمى الوراثي للكلاب

time reading iconدقائق القراءة - 5
كلبان يعيشان بمرافق التلفريك في بوليفيا. 20 يوليو 2024 - Reuters
كلبان يعيشان بمرافق التلفريك في بوليفيا. 20 يوليو 2024 - Reuters
القاهرة-محمد منصور

حدد فريق من الباحثين بقيادة جامعة كامبريدج البريطانية الطفرة الجينية التي تسبب ضمور الشبكة التدريجي (PRA) لدى الكلاب، ما قد يمهّد الطريق للقضاء على العمى الوراثي.

وضمور الشبكة التدريجي، هو مجموعة من الأمراض الوراثية التي تظهر لدى سلالات معينة من الكلاب، وفي حالات نادرة لدى القطط، إذ تسبب انخفاضاً تدريجياً للخلايا الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين.

ولا يؤثر الضمور على الكلاب عند الولادة، إذ تتمتع المصابة منها بالمرض برؤية طبيعية، ولكن بحلول سن الرابعة أو الخامسة ستكون عمياء تماماً، وحتى الآن لا يوجد علاج لهذا المرض.

ويحدث المرض في العديد من سلالات الكلاب، بما في ذلك كلب الراعي الإنجليزي، وهو مشابه لمرض التهاب الشبكية الصباغي (RB) لدى البشر، والذي يسبب العمى أيضاً.

والتهاب الشبكية الصباغي هو اضطراب وراثي يحدث للعين ويتسبب في فقدان الرؤية، ومن ضمن أعراضه وجود مشكلة في الرؤية ليلاً وقلة رؤية محيطية (الرؤية الجانبية).

"علاج جيني مستقبلي"

ويقول الباحثون إن عملهم مع الكلاب يمكن أن يسلط الضوء على النسخة البشرية من المرض، وربما يحدد أهداف العلاج الجيني في المستقبل.

وفي الدراسة المنشورة في دورية "جيناتكس"، طور الباحثون اختبار الحمض النووي لكلاب الراعي الإنجليزي، لتحديد التي تحمل المرض منها قبل أن يبدأ بصرها بالضعف، ما يوفر أداة لتوجيه قرارات التربية حتى لا ينتقل المرض إلى الجِراء.

وعادة لا يدرك المالكون أن كلبهم مصاب بـالمرض حتى منتصف العمر، وفي ذلك الوقت يكون قد تكاثر، ونقل الجين المعيب إلى الجراء، وهذا ما جعل من الصعب السيطرة على المرض.

ويعني الاكتشاف الجديد أنه يمكن الآن القضاء على ضمور الشبكية التدريجي بشكل كامل وبسرعة كبيرة.

وقالت المؤلفة الأولى للورقة العلمية كاثرين ستانبيري، وهي باحثة في قسم الطب البيطري بجامعة كامبريدج: "بمجرد أن يبدأ بصر الكلب بالضعف، لا يوجد علاج، وسينتهي به الأمر بالعمى التام".

وأضافت: "لدينا الآن اختبار الحمض النووي، ولا يوجد سبب وراء ولادة كلب راعي إنجليزي آخر مصاباً بهذا النوع من ضمور الشبكية التدريجي، وبالتالي يمنح الاختبار المربيين طريقة للقضاء تماماً على المرض".

والطفرة الجينية التي حددها الفريق هي طفرة متنحية، ما يعني أنها تسبب العمى فقط إذا ورث كلب الراعي الإنجليزي نسختين منها.

وإذا كان لدى الكلب نسخة واحدة فقط، فهذا يجعله حاملاً للمرض، ولن يصاب بـالضمور الشبكي، ولكن يمكنه نقل الطفرة إلى الجِراء.

فإذا تم تربية اثنين من الناقلات معاً، فإن نحو واحد من كل 4 من الجِراء سوف يتأثر بالمرض.

والكلاب حيوانات اجتماعية للغاية، لذا فإنهم يتزاوجون ببعضهم البعض، ما يزيد من فرص التأثر بالأمراض المتنحية مقارنة بالبشر.

وبدأ الفريق البحث بعد أن اتصل به مالك لكلب راعي إنجليزي تم تشخيص إصابته مؤخراً بالمرض.

وكان الكلب يعمل في مجال البحث والإنقاذ، لكنه اضطر إلى التقاعد بسبب تدهور البصر الذي أدى إلى العمى التام.

ووجّه الباحثون نداء للحصول على عينات من الحمض النووي من أصحاب أو مربيين آخرين لهذه السلالة، وحصلوا على عينات من 6 رعاة إنجليز أصيبت كلابهم بالمرض، و20 مربياً لم تُصب كلابهم.

وكانت العينات كافية بالنسبة للباحثين لتحديد الطفرة الجينية المسؤولة عن المرض باستخدام تسلسل الجينوم الكامل.

ويمكن لأي شخص شراء مجموعة أدوات اختبار، بتكلفة 48 جنيهاً إسترلينياً فقط، لأخذ مسحة من داخل فم كلبه وإرسالها مرة أخرى للاختبار. ولن يلاحظ المالك بالضرورة أن كلبه مريض حتى يبدأ في الاصطدام بالأثاث.

وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة كاثرين ميلرش، من قسم الطب البيطري بجامعة كامبريدج: "على عكس البشر الذين سيتحدثون إذا لم يكن بصرهم جيد، يتعين على الكلاب فقط أن تستمر في التعامل مع الأمور".

وأضافت: "مقابل سعر كيس من طعام الكلاب، يمكن للناس الآن إجراء اختبار لضمور الشبكية التدريجي على كلب الراعي الإنجليزي الخاص بهم قبل التكاثر".

وتابعت: "يتعلق الأمر بالوقاية وليس العلاج، وهو ما يعني الكثير للأشخاص الذين يقومون بتربية هذه الكلاب. لم يعودوا بحاجة إلى القلق بشأن ما إذا كانت الجِراء ستكون بصحة جيدة أو أنها ستصاب بهذا المرض الرهيب في غضون سنوات قليلة".

والاكتشاف الجديد هو الطفرة الجينية الـ33 المسببة لمرض وراثي لدى الكلاب التي اكتشفها الفريق، 23 منها تسبب أمراض العيون، ويقول الباحثون إن صحة ورفاهية العديد من الكلاب قد تعرضت للخطر بسبب طريقة تربيتها من قِبَل البشر.

تصنيفات

قصص قد تهمك