لقي 21 شخصاً حتفهم، في جهة بني ملال وسط المغرب بسبب "تداعيات موجة الحرارة" التي تشهدها المملكة، حسب ما أعلنت وزارة الصحة في بيان، الخميس، مشيرة إلى أن غالبية الوفيات كانت بين كبار السن، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
وقالت الوزارة في بيان إن "المركز الاستشفائي ببني ملال سجل21 حالة وفاة، منها 4 حالات وفاة خارج المستشفى، و17 حالة وفاة استشفائية"، مشيراً إلى أن غالبية الوفيات "كانت بين أشخاص يعانون من أمراض مزمنة، وكبار السن، حيث ساهم الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في تدهور حالتهم الصحية، وأدى إلى وفاتهم".
ويشهد المغرب موجة حرارة تصل إلى 47 درجة في بعض المناطق، فيما حذرت وزارة الصحة من التعرض لأشعة الشمس، خلال فترات النهار التي تشهد ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة.
ودعت الوزارة المواطنين لاتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الأضرار الصحية المرتبطة، بارتفاع درجات الحرارة، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر، والتي تشمل الأطفال، النساء الحوامل، الأشخاص المسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
موجة شديدة الحرارة
ويأتي هذا في الوقت الذي تعاني دول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط من موجة شديدة الحرارة، تتجاوز فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض المناطق.
وطوال السنوات الأخيرة، يعرف المغرب ارتفاعاً مطرداً في درجات الحرارة يصاحبه تراجع في تساقط الأمطار، أدى إلى تراجع منسوب السدود المائية وتأثر القطاع الزراعي، الذي يُساهم بحوالي 14% من الناتج المحلي.
وبحسب الأرقام الرسمية، بلغ متوسط هطول الأمطار حتى 22 مايو، حوالي 237 ملم، بانخفاض قدره 31% مقارنة بموسم عادي، وبزيادة قدرها 9% مقارنة بالموسم السابق.
ومنذ بداية موسم الصيف في المغرب، أطلقت مختلف المؤسسات الحكومية حملات توعوية حول الوقاية من مخاطر اندلاع الحرائق في الأسواق التجارية والمدن العتيقة ومناطق الغابات.
وأصدرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات الشهر الماضي خرائط للتنبؤ باندلاع حرائق الغابات، وقالت الوكالة إنه تم تحديد الأقاليم حسب درجة الخطورة بعد تحليل البيانات المتعلقة، خصوصاً بنوعية غطاء الغابات وقابليته للاشتعال والاحتراق، والتوقعات المناخية وكذا الظروف الطبوغرافية للمناطق.
ويصنف المغرب من بين الدول الأكثر عُرضةً للتغير المناخي في حوض البحر الأبيض المتوسط.
إجراءات وتدابير
وأعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المغربية عن اتخاذ عدد من الإجراءات والتدابير للتصدي للآثار الصحية الناتجة عن موجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها البلاد، بناء على النشرات الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية الوطنية والتي أكدت فيها ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق.
وأكدت الوزارة، في بيان، أنه تم تفعيل نظام المداومة في المؤسسات الصحية بالمناطق التي تشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، حيث تم استنفار العاملين في مجال الصحة، من أطباء، وممرضين، وسائقي سيارات الإسعاف، بالإضافة إلى توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لتقديم العلاجات اللازمة.
وحثت الوزارة على اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الأضرار الصحية المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، خاصة الفئات الأكثر عرضة للخطر، والتي تشمل الأطفال، النساء الحوامل، الأشخاص المسنين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
وأوصت الوزارة بشرب كميات كافية من الماء بانتظام، لتجنب جفاف الجسم، وترطيب الجسم بالماء بشكل دوري، لا سيما الوجه والذراعين، وتجنب الخروج خلال فترات النهار التي تشهد ارتفاعاً شديداً في درجات الحرارة، بين الساعة الحادية عشرة صباحاً، والثامنة مساء.
كما دعت المواطنين إلى البقاء في أماكن باردة وتجنب الأنشطة البدنية الشاقة، والحفاظ على برودة المنازل بإغلاق النوافذ خلال النهار وفتحها في المساء، واستشارة الطبيب في حالة وجود مشاكل صحية أو تلقي علاجات منتظمة.
وأشارت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى ضرورة الانتباه إلى الأعراض التي قد تنجم عن التعرض المفرط للحرارة، والتي تشمل ارتفاعاً في درجة حرارة الجسم (حمى)، شحوباً في لون الجلد، تشنجات في الأطراف وعضلات البطن، شعوراً بعطش شديد أو فقدان للوزن، صداعاً في الرأس، وغثياناً، خاصة عندما تصل هذه الأعراض إلى درجة فقدان الوعي. في حالة ظهور أي من هذه الأعراض، ينبغي التوجه فوراً إلى أقرب مؤسسة صحية.