طريقة علاج جديدة ربما تمنح أملاً لمرضى ألزهايمر

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة تُظهر أجزاء من دماغ الإنسان - Getty Images
صورة تُظهر أجزاء من دماغ الإنسان - Getty Images
القاهرة-محمد منصور

اكتشف باحثون من مركز علوم الدماغ في اليابان طريقة جديدة لمكافحة مرض ألزهايمر، عن طريق العلاج بالدوبامين الذي يمكن أن يخفف من الأعراض الجسدية، ويحسن الذاكرة، بعد إجراء تجارب على الفئران المصابة بالمرض.

ونُشرت الدراسة في دورية "ساينس سيجنالنج" التي تبحث في دور الدوبامين، لتعزيز إنتاج النيبريليسين؛ وهو إنزيم يمكنه تكسير اللويحات الضارة في الدماغ، والتي تعد السمة المميزة لمرض ألزهايمر. 

وذكرت الدراسة أنه عند "العثور على نتائج مماثلة في التجارب السريرية البشرية، فقد يؤدي ذلك إلى طريقة جديدة تماماً لعلاج المرض".

ويتسبب مرض ألزهايمر في "تراكم لويحات الأميلويد في الدماغ، إذ تعطل هذه اللويحات الاتصال العصبي، وتؤدي إلى التدهور المعرفي"، وركز فريق الدراسة على إمكانات التي يحدثها الدوبامين، وهو ناقل عصبي معروف بدوره في أنظمة المكافأة، والدافع في الدماغ؛ لمواجهة هذه اللويحات.

وأثبتت الدراسة، أن الدوبامين يعزز إنتاج النيبريليسين، وهو "إنزيم قادر على تكسير لويحات الأميلويد"، إذ أظهرت الفئران المعالجة بالدوبامين "انخفاضاً في تكوين اللويحات"، كما أظهرت "تحسناً في مهام الذاكرة مقارنة بالفئران غير المعالجة". 

وتشير هذه النتائج الواعدة إلى أن الدوبامين يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في إدارة مرض ألزهايمر، من خلال معالجة إحدى سماته المرضية الأساسية، ويقول الباحثون إن "تكوين اللويحات المتصلبة حول الخلايا العصبية أحد أقدم علامات مرض ألزهايمر، وغالباً ما يبدأ قبل عقود من اكتشاف الأعراض السلوكية مثل فقدان الذاكرة". 

مسارات إشارات الدوبامين

وتوضح الدراسة كيف تعمل مسارات إشارات الدوبامين على زيادة تنظيم تعبير النيبريليسين، فهذا النشاط الإنزيمي أمر بالغ الأهمية في تقليل عبء اللويحات، وبالتالي الحفاظ على الوظيفة العصبية، وتحسين النتائج الإدراكية في نماذج الفئران المستخدمة.

وفي حين أن التلاعب الجيني بالفئران لإنتاج النيبريليسين مفيد تجريبياً، إلا أنه لعلاج الأشخاص المصابين بهذا المرض، نحتاج إلى طريقة للقيام بذلك باستخدام الأدوية كحبوب النيبريليسين، إلا أن الحقن غير ممكنة؛ لأنها لا يمكن أن تدخل الدماغ من مجرى الدم. 

لذلك كانت الخطوة الأولى في الدراسة الجديدة، هي فحص للعديد من الجزيئات، من أجل الوصول إلى الجزيئات التي يمكنها تنظيم النيبريليسين بشكل طبيعي في الأجزاء الصحيحة من الدماغ. 

واكتشف الباحثون أن تطبيق الدوبامين على خلايا المخ، أدى إلى زيادة مستويات النيبريليسين، وانخفاض مستويات بيتا أميلويد العائم، وللتأكد من إمكانية استخدام الدوبامين؛ أدخل الفريق مستقبلات مصممة صغيرة في الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين في أدمغة الفئران من خلال إضافة عقار مصمم مطابق إلى طعام الفئران، وتمكن الباحثون من تنشيط تلك الخلايا العصبية بشكل مستمر في أدمغتها. 

تطوير عقاقير جديدة

وأدى التنشيط إلى زيادة النيبريليسين، وانخفاض مستويات بيتا أميلويد العائم، ولكن فقط في الجزء الأمامي من دماغ الفأر؛ ولا يزال من غير المعروف كيف يتسبب الدوبامين في زيادة مستويات النيبريليسين.

وكرر الباحثون التجربة لمعرفة إذا ما كان العلاج قادر على إزالة اللويحات باستخدام نموذج فأر خاص لمرض ألزهايمر، حيث تطور الفئران لويحات بيتا أميلويد، وبعد 8 أسابيع من العلاج المكثف؛ انخفضت عدد اللويحات في القشرة الجبهية الأمامية لهذه الفئران بشكل كبير.

وأظهرت الاختبارات أن مستويات النيبريليسين انخفضت بشكل طبيعي مع تقدم العمر في الفئران الطبيعية، وخاصة في الجزء الأمامي من الدماغ، ما يجعلها ربما علامة بيولوجية جيدة لتشخيص مرض ألزهايمر قبل السريري. 

ويقول الباحثون إن "فهم الآليات الدقيقة التي يؤثر بها الدوبامين على إنتاج النيبريليسين، يمكن أن يفتح أهدافاً علاجية إضافية"، كما يمكن أن يؤدي إلى "تطوير عقاقير جديدة تعزز هذا المسار أو تجمع بين علاج الدوبامين، وعلاجات أخرى لتقليل أعراض مرض الزهايمر حتى عكس آثاره بشكل كلي".

تصنيفات

قصص قد تهمك