نجح فريق من الباحثين بقيادة عالم المواد، زيهاو أو، من جامعة تكساس الأميركية في تطوير "تقنية ثورية" تتيح تحويل أجزاء من جلد فئران التجارب الحية إلى شفافة بشكل مؤقت باستخدام صبغة بيولوجية آمنة تُعرف باسم "تارترازين".
وتعتمد هذه التقنية على قدرة الصبغة، التي تُعرف باسم أصفر 05 أو E102 وهي عبارة عن ملون اصطناعي يتم استخراجه من قطران الفحم، ويدخل في بعض صناعات الأغذية ليعطيها اللون الأصفر الزاهي، على تعديل معامل الانكسار في الأنسجة، ما يجعل الضوء يمر بوضوح عبر الجلد، ويسمح برؤية الأوعية الدموية والتفاصيل الداخلية للجسم.
وقد تساعد هذه التقنية الأطباء يوماً ما على تشخيص الحالات المرضية بشكل أفضل، وفق موقع newscientist.
وقال زياهو أو، إن الصبغة تؤدي إلى تغيير معامل الانكسار للمياه داخل الأنسجة، ليتطابق مع معامل الدهون والجزيئات الأخرى، ما يقلل من القدرة على تشتت الضوء، "وهذا يعني القدرة على رؤية أوضح للأوعية الدموية والأعضاء الداخلية.
وتابع: "اختبرنا الأنسجة الرخوة فقط، بما في ذلك الدماغ والعضلات والجلد. لم نقم بالكثير من البحث مع الأنسجة الصلبة مثل العظام، لذلك لست متأكداً مما إذا كنا قادرين على جعْل الفأر غير مرئي بشكل كامل".
"نتائج واعدة"
وأدّت تجارب الفريق على الفئران إلى نتائج مذهلة، إذ تمكّن بعد وضْع طبقة من الصبغة على جلد الفئران، من رؤية العضلات والأوعية الدموية بشكل دقيق للغاية، بالإضافة إلى مراقبة حركة الأمعاء والجهاز الهضمي أثناء عملها.
وعلى الرغم من النجاح الذي تحقق في التجارب على الفئران، قال كريستوفر رولاندز من جامعة "إمبريال كوليدج لندن"، إن "التارترازين قد يكون ساماً إذا تم وضع الكثير منه على الجلد".
وأضاف رولاندز أن استخدام صبغة على الجلد مقبول على نطاق واسع على أنها آمنة للاستهلاك إلى حد ما، ولكن رغم أن هذه التقنية تجعل الجلد أكثر شفافية، إلا أنها لن تمنح الأطباء رؤية واضحة تماماً للأجزاء الداخلية للشخص.
من جانبه، قال زميله جوسونج هونج، إن هذه التقنية قد تُحدث ثورة في عدد من المجالات الطبية، إذ يمكن أن تسهم في تبسيط عمليات سحب الدم، والمساعدة في الكشف المبكر عن السرطان، وغيرها من التطبيقات الطبية الأخرى.
ولكن ليس من الواضح حتى الآن حجم الجرعة المطلوبة من الصبغة أو الطريقة التي سيتم اتباعها لإيصال المادة لجلد الإنسان، إذ إنه أكثر سمكاً بنحو 10 أضعاف من جلد الفأر.