لماذا ترفض DeepSeek أموال المستثمرين؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
تطبيق (ديب سيك) DeepSeek الصيني على شاشة هاتف ذكي - Bloomberg
تطبيق (ديب سيك) DeepSeek الصيني على شاشة هاتف ذكي - Bloomberg
القاهرة-الشرق

رفض ليانج وينفنج، مؤسس "ديب سيك" DeepSeek الصينية للذكاء الاصطناعي، عروضاً مغرية من مستثمرين يسعون للاستحواذ على حصة من الشركة، معللاً قراره بأنه "لا يريد أن يفقد الروح العلمية التي جعلت مشروعه يحظى بشهرة عالمية".

ورغم النجاح الباهر لـ "DeepSeek" إلا أن روبوت المحادثة الذي طورته ويحمل نفس الاسم، يعاني من مشكلات تقنية متكررة؛ بسبب الإقبال الهائل من ملايين المستخدمين، كما بدأت الجهات التنظيمية في دول عدة بفرض قيود على استخدامه بدافع "المخاوف الأمنية" المتعلقة بالبيانات. 

وفي الولايات المتحدة، تناقش السلطات إجراءات قد تشمل حظر استخدام DeepSeek على الأجهزة الحكومية، في وقت تستغل بعض شركات التكنولوجيا الأخرى الواجهة البرمجية المجانية لـ"ديب سيك" لتطوير أعمالها التجارية الخاصة.

DeepSeek: استثمارات مرفوضة

ورغم التحديات المتزايدة، أفاد أشخاص مطلعون بأن ليانج لا يسعى لجلب استثمارات جديدة في الوقت الحالي، إذ يخشى أن تؤدي الاستثمارات الخارجية إلى تدخل المستثمرين في قرارات الشركة، وفق تقرير جديد لصحيفة "وول ستريت جورنال".

كما حذر ليانج من التعامل مع مستثمرين مرتبطين بالحكومة الصينية، إذ يرى أن مثل هذه العلاقة قد تعيق "التوسع العالمي" لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ"ديب سيك".

وحققت DeepSeek طفرة كبيرة في أوائل عام 2025، بعد أن أطلقت نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر يمكنه منافسة النماذج الغربية الرائدة، رغم اعتماده على رقائق إلكترونية أقل تطوراً.

وجذب هذا النجاح أنظار القيادة الصينية، إذ تمت دعوة ليانج إلى لقاء خاص مع الرئيس شي جين بينج في 17 فبراير، بحضور نخبة من رجال الأعمال البارزين في الصين. كما أدى انتشار DeepSeek إلى موجة من الفخر الوطني، ما دفع بنك الصين، المملوك للدولة، إلى تقديم قرض منخفض الفائدة لدعم الشركة، وفقاً لمصادر مطلعة على المناقشات.

وفي الأسابيع الأخيرة، عقد مسؤولو شركتي تينسنت، وعلي بابا اجتماعات مع ليانج لاستكشاف فرص التعاون، لكن مصادر أفادت بأن DeepSeek لا تنوي فرض رسوم على نماذجها الأساسية، التي لا تزال مجانية حتى الآن.

صعوبات فنية وطلب متزايد

نشرت DeepSeek في الأسبوع الأخير من فبراير تفاصيل حول تقنياتها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد على إصدارات مخفضة من شرائح إنفيديا المصممة للسوق الصينية.

وتسعى الشركة إلى إطلاق نموذج ذكاء اصطناعي جديد لحل المشكلات المعقدة في أقرب وقت ممكن، ربما في أبريل المقبل، وفقاً لمصادر مطلعة.

لكن التحدي الأكبر الذي يواجه الشركة حالياً هو التعامل مع الضغط الهائل من المستخدمين، فقد أدى العدد الكبير من طلبات الوصول إلى توقفات متكررة في الخدمة، ما دفع بعض المستخدمين إلى الشكوى من عدم تمكنهم من التفاعل مع روبوت المحادثة سوى بضع مرات يومياً.

ولتخفيف الضغط على الخوادم، بدأت DeepSeek في تقديم خصومات كبيرة للعملاء الذين يستخدمون خدماتها خلال ساعات الصباح الباكر، عندما يكون الطلب أقل.

وفي الوقت نفسه، بدأت شركات تكنولوجية صينية كبرى مثل تينسنت في اختبار DeepSeek كأداة ذكاء اصطناعي داخل منصاتها، بما في ذلك محركات البحث في تطبيق وي تشات، ومع ذلك، لا تدفع تينسنت أي رسوم مقابل استخدام ديب سيك، إذ تعتمد على بنيتها التحتية الحاسوبية الأكثر استقراراً.

DeepSeek واستراتيجية النفس الطويل

في أواخر عام 2023، قدمت DeepSeek عروضاً لعدة صناديق استثمارية، بما في ذلك مستثمرون دوليون، لكنهم رفضوا الاستثمار لعدم وضوح نموذج إيرادات الشركة.

ولكن مؤخراً، زاد اهتمام المستثمرين وأبدت العديد من الجهات رغبة الاستثمار في DeepSeek رغم غياب خطة واضحة للربحية، لكن هذه المرة، ليانج رفض جميع العروض الأخيرة، مشيراً إلى أنه يريد التركيز على استراتيجية طويلة الأمد للشركة.

ووفقاً لمصادر مطلعة، تدرس DeepSeek حالياً فرصاً للتعاون مع شركات التكنولوجيا الكبرى لتطوير تطبيقات تجارية قائمة على الذكاء الاصطناعي وتقاسم العوائد.

وحتى الآن، يبدو أن ليانج لا يزال متمسكاً برؤيته الأصلية، التي عبر عنها في مقابلة نادرة عام 2023، حين قال: "نحن لا نصنع تطبيقات، بل نبحث، ونستكشف فقط"، وعندما سأله صحافي عن السبب، رد ببساطة: "لأنني فضولي".

تصنيفات

قصص قد تهمك