هواوي تخطط لتسويق رقائق الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
علم صيني بالقرب من متجر هواوي في شنغهاي بالصين. 8 سبتمبر 2023 - Reuters
علم صيني بالقرب من متجر هواوي في شنغهاي بالصين. 8 سبتمبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

تسعى شركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية إلى تصدير كميات صغيرة من رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، في مسعى منها لترسيخ وجودها في أسواق تهيمن عليها شركة إنفيديا الأميركية، وذلك رغم التحديات المستمرة التي تواجهها على مستوى التصنيع.

وذكرت "بلومبرغ" نقلاً عن مصادر مطلعة، أن عملاقة الأجهزة الصينية، التي تُعد أقوى منافس لعمالقة الرقائق في الولايات المتحدة، تواصلت مع عملاء محتملين في الإمارات والسعودية وتايلندا لعرض شرائحها القديمة Ascend 910B.

وكانت السعودية والإمارات أبرمتا مؤخراً صفقات لشراء أكثر من مليون شريحة من إنفيديا وAMD على مدى عدة سنوات، فيما تعتمد جهود الذكاء الاصطناعي في تايلندا أيضاً على تقنيات إنفيديا.

ووفق مصادر "بلومبرغ"، فإن هواوي تعرض رقائق 910B بكميات تصل إلى بضعة آلاف، دون تحديد دقيق للأرقام. كما تحاول الشركة جذب اهتمام العملاء عبر إتاحة الوصول عن بُعد إلى نظامها CloudMatrix 384، وهو نظام ذكاء اصطناعي مقره الصين ويعتمد على معالجات Ascend 910C الأكثر تقدماً، والتي لا تُصدر حالياً بسبب محدودية الكمية المتوفرة.

سباق محموم

وأوضحت المصادر، أن هواوي تركّز على بيع 910C للشركات الصينية التي لا يمكنها الوصول إلى الرقائق الأميركية المتطورة. وحتى الآن، لم تُبرم الشركة أي صفقات نهائية رغم هذه الجهود، التي تُظهر رغبتها في عرض تقنياتها في الأسواق الخارجية رغم القيود.

يُذكر أن إنفيديا وصفت هواوي في وقت سابق بأنها "منافس قوي"، وتثير عروض هواوي اهتمام صناع القرار في واشنطن، الذين يسعون لضمان بناء أنظمة الذكاء الاصطناعي العالمية باستخدام التكنولوجيا الأميركية لا الصينية.

وتُقدّر الشركة نفسها، وكذلك مسؤولون أميركيون، أن رقائق Ascend لا تزال متأخرة بجيل أو أكثر عن رقائق إنفيديا.

اقرأ أيضاً

مؤسس الشركة: رقائق "هواوي" متأخرة عن الولايات المتحدة بجيل كامل

قلل مؤسس شركة "هواوي"، رين تشنج فاي، من أهمية تكنولوجيا شركته، قائلاً إن الولايات المتحدة "بالغت" في تحديد قدرات شركة صناعة الرقائق الصينية.

وذكرت المصادر أن الجهات في الإمارات، بما في ذلك جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لم تُبدِ اهتماماً بالعروض، بينما لم يُعرف بعد موقف تايلندا من المحادثات.

كما سعت هواوي، بحسب تقارير سابقة، إلى صفقة لتوريد حوالي 3 آلاف شريحة Ascend في ماليزيا، لكن لم يتضح بعد مصير المشروع. في المقابل، يبدو أن السعودية منفتحة على شراء الرقائق، عبر جهات مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، حسب أحد المصادر الذي وصف المحادثات بأنها "متقدمة".

ولم ترد الحكومة السعودية على طلبات التعليق، في حين قال متحدث باسم ساديا: "في هذه المرحلة، لسنا في موقع يسمح لنا بالتعليق، لأن الموضوع خارج نطاقنا الحالي"، وفق "بلومبرغ".

طموحات عالمية

وقال مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن هواوي يمكنها إنتاج 200 ألف شريحة ذكاء اصطناعي فقط هذا العام، يُتوقع أن تُسلم غالبيتها داخل الصين، حيث يتجاوز الطلب المحلي مليون معالج. هذا الرقم لا يشمل مخزوناً من 2.9 مليون شريحة Ascend 910B حصلت عليه هواوي مسبقاً من شركة TSMC التايوانية.

لكن نائب وزير التجارة الأميركي، جيفري كيسلر، قال للكونجرس الشهر الماضي: "لا ينبغي للولايات المتحدة أن تطمئن كثيراً لحجم إنتاج الصين المحدود، لأننا نعرف أن لديهم طموحات عالمية".

وكانت هواوي صرّحت في وقت سابق من العام الجاري، أنها لم تُصدر رقائق Ascend إلى ماليزيا، كما نأت الحكومة الماليزية بنفسها عن ذلك المشروع الخاص.

ويركز المسؤولون الأميركيون بشكل خاص على مشاريع بنية الذكاء الاصطناعي التحتية في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، بسبب طموحات هذه الدول التكنولوجية وروابطها الطويلة مع بكين وهواوي.

ورغم أن العديد من الحكومات تحاول تجنب الانحياز في صراع الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا، فإن واشنطن تزيد الضغط وتحذر الشركات من استخدام رقائق هواوي، في الوقت الذي تعرض فيه رقائق أميركية متقدمة بشروط معينة.

لكن تلك الشروط لم تتضح بعد، فبعد مرور قرابة شهرين على إعلان إدارة ترمب، نيتها تعديل إطار العمل الذي وضعه الرئيس السابق جو بايدن، لا يزال المسؤولون منقسمين بشأن التداعيات الأمنية لصفقات إنفيديا وAMD في الإمارات والسعودية.

ويقول مؤيدو هذه الصفقات من إدارة ترمب إن محاولات هواوي لتصدير رقائق Ascend يجب أن تكون حافزاً لواشنطن للتحرك بسرعة، حتى لا تستحوذ الشركة الصينية على العملاء مبكراً ثم توسّع صادراتها لاحقًا.

لكن في المقابل، يخشى بعض المسؤولين أن تؤدي صادرات الرقائق الأميركية إلى نفع غير مباشر لبكين، ويرون أن هيمنة إنفيديا تمنح واشنطن أوراق ضغط لوضع شروط أمنية صارمة على مراكز البيانات في الخارج.

تصنيفات

قصص قد تهمك