
تخضع شركة "طوكيو إلكترون" اليابانية إلى تدقيق غير مسبوق، بسبب مزاعم تتعلق باحتمالية سرقتها أسراراً تجارية بشأن تقنية الرقائق المتطورة من شركة "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات" TSMC، حسبما أفادت به "بلومبرغ".
واعتقلت النيابة العامة في تايوان 6 أشخاص من الشركة بزعم سرقة أسرار تجارية تتعلق بصناعة الرقائق، بينهم موظف سابق في شركة "طوكيو إلكترون" المحدودة، إذ تُكافح الشركة اليابانية، وهي أحد أكبر موردي أدوات تصنيع الرقائق في العالم، لمعالجة التداعيات المحتملة مع أحد أهم عملائها ومع حكومتي طوكيو وتايبيه.
ولم يكشف المدعون التايوانيون عن الكثير من تفاصيل تحقيقاتهم، ولم يحددوا هوية الأشخاص الستة الذين يعتقدون أنهم وراء اعتقالهم.
وتُصنّع تايوان أشباه الموصلات الأكثر تقدماً في العالم، وقد تعرضت شركاتها بانتظام لهجمات بسبب ملكيتها الفكرية من قِبل جهات مرتبطة بالصين، التي تسعى جاهدة لتطوير قدراتها في مجال الرقائق.
"لا أدلة بعد"
بدورها، قالت شركة "طوكيو إلكترون" أنها فصلت موظفاً من وحدتها في تايبيه على خلفية القضية، وأنها تتعاون مع التحقيق الجاري.
وأضافت "طوكيو إلكترون" أنه حتى الآن، لم تعثر الشركة على أدلة على مشاركة الأسرار التجارية مع أطراف ثالثة، موضحة أنها غير قادرة على تقديم مزيد من التفاصيل بشأن قضية قيد المراجعة القضائية.
وقال الرئيس التنفيذي لـ "طوكيو إلكترون"، توشيكي كاواي، إن الشركة مُطّلعة على الخرائط التكنولوجية لعملائها على مدار 10 سنوات، وهو أمرٌ ضروريٌّ لاقتراح وتطوير معدات الرقائق الأكثر فعالية، وأن هذا التعاون يُساعدها في الحفاظ على ريادتها التكنولوجية على منافسيها.
واستعادت الشركة، الجمعة، بعضاً من خسائرها التي تكبدتها خلال الأسبوع، لكنها لا تزال منخفضة بأكثر من 4% منذ ظهور خبر شركة TSMC.
ويثير اعتقال موظف من شركة "طوكيو إلكترون" تساؤلات بشأن سبب تورط أحد موظفيها في مثل هذا المسعى، وما إذا كان لديه أي دافع لسرقة أسرار تجارية من شركة TSMC، وما إذا كانت القضية مرتبطة بطموحات اليابان لبناء صناعة رقائق محلية.
وقال أشخاص مطلعون على الأمر، إن موظفي "طوكيو إلكترون" تلقوا تعليمات صباح الأربعاء، خلال اجتماعات الفريق في الشركة بالامتناع عن الحديث عن الأمر.
وإلى جانب شركتيْ Applied Materials Inc و Lam Research Corp، تلعب "طوكيو إلكترون" دوراً داعماً، وإن كان غير بارز، لشركات تصنيع الرقائق العالمية، بما في ذلك TSMC و"سامسونج" و"إنتل"، حيث تُصنّع آلاتٍ تُغطّي رقائق السيليكون وتُحفّرها وتُعالجها وتُنظّفها لإنتاج أشباه الموصلات.
ويقول خبراء صناعة الرقائق إنهم لا يرون سبباً واضحاً يدفع "طوكيو إلكترون" للانخراط في عملية سرقة ملكية فكرية والمخاطرة بعلاقتها مع TSMC، المورد لشركتيْ Nvidia وApple، وأكبر مُنفق في العالم على معدات صناعة الرقائق.
يأتي هذا الجدل في وقتٍ وصلت فيه أسهم "طوكيو إلكترون" إلى أدنى مستوياتها، ففي الأسبوع الماضي، انخفضت أسهمها بنسبة 18% بعد إلغاء طلبات متوقعة، إلى جانب ركود الطلب الصيني، ما أجبر الشركة التي تتخذ من طوكيو مقراً لها على خفض توقعات أرباحها.