أبل تختبر جعل مستخدمي Apple Health يتحدثون عن صحتهم مع ChatGPT

time reading iconدقائق القراءة - 8
تصميم يجمع أيقونتي ChatGPT و Apple Health صممته "الشرق" بالذكاء الاصطناعي - Asharq
تصميم يجمع أيقونتي ChatGPT و Apple Health صممته "الشرق" بالذكاء الاصطناعي - Asharq
القاهرة-الشرق

أفاد تقرير حديث بأن شركة OpenAI تعمل على تطوير ميزة جديدة داخل تطبيق ChatGPT؛ تتيح التعامل المباشر مع منصة Apple Health، وهو ما رُصد في النسخة الأخيرة من تطبيق ChatGPT على هواتف آيفون.

وأوضح موقع "ماك رومرز" أنه عُثر داخل كود التطبيق على صورة مخفية تحمل أيقونة Apple Health، بما يوحي بأن الشركة تختبر حالياً إمكانية الربط بين بيانات الصحة واللياقة المحفوظة في تطبيق Apple Health، وبين قدرات التحليل المتقدم في ChatGPT.

ويؤكد اسم الملف المرتبط بهذه الأيقونة أن ChatGPT سيكون قادراً، عند تفعيل هذه الخاصية، على الاتصال بتطبيق Apple Health وتلقي بياناته المختلفة لتقديم إجابات أكثر تخصيصاً للمستخدمين، مما يعزز قدرة التطبيق على فهم مؤشرات الصحة الشخصية وأنماط السلوك اليومي بشكل أدق.

وتوضح المعلومات المسربة أن ChatGPT سيستطيع الوصول إلى عدة فئات رئيسية من بيانات Apple Health، تشمل النشاط البدني، وأنماط النوم، والنظام الغذائي، ووظائف التنفس، ومؤشرات السمع.

وجود هذه الفئات يؤكد أن التكامل لن يكون سطحياً، بل موجهاً نحو تمكين ChatGPT من تحليل الجوانب المتعددة لصحة المستخدم، وسلوكه الحيوي اليومي. 

ومع ذلك، لا يزال توقيت إطلاق هذه الخاصية غامضاً، إذ لم تُعلن OpenAI رسمياً عن موعد تفعيلها أو تأكيد طرحها للعامة، رغم تحديث التطبيق الذي وصل هذا الأسبوع الذي كشف وجودها. 

وفي حال إطلاقها فعلاً، فستظهر هذه الميزة ضمن قسم "Apps & Connectors" الذي يجمع التطبيقات والخدمات التي يمكن توصيلها بـChatGPT، على غرار Box، وDropbox، وGitHub، وGoogle Drive، وGmail، وMicrosoft Outlook، وNotion، وSlack وغيرها.

ChatGPT مساعدك الصحي

ويتزامن هذا التطور مع تحرك واضح، تسعى من خلاله OpenAI إلى دخول سوق الصحة الرقمية بشكل أكثر تنظيماً. 

وذكر تقرير نشرته وكالة "رويترز"، أن الشركة تدرس تطوير مجموعة من المنتجات الصحية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن أبرزها مساعد صحي شخصي مخصص للمستهلكين.

ويبدو أن هذا التوجه يأتي ضمن استراتيجية تهدف إلى توسيع نطاق عروض OpenAI إلى مجالات تتجاوز حدود الاستخدام التقليدي لتطبيق ChatGPT، خاصة في ظل الإقبال المتزايد عالمياً على الأدوات الصحية الذكية.

ويعزز هذا التوجه جملة من التعيينات المهمة داخل الشركة خلال الأشهر الماضية، منها تعيين نيت جروس، الشريك المؤسس لمنصة "دوكسيميتي" الخاصة بالأطباء، مسؤولاً عن استراتيجية الرعاية الصحية، إضافة إلى تعيين آشلي ألكسندر، وهي مديرة تنفيذية سابقة في إنستجرام، نائبة لرئيس إدارة المنتجات الصحية.

وتدل هذه الخطوات التي اتخذتها OpenAI على رغبتها في بناء قاعدة معرفية وتنظيمية قوية تساعدها على تقديم خدمات صحية رقمية أكثر احترافية وموثوقية.

ولعل أبرز ما يؤكد الحاجة لهذا التوجه التصريح الذي أدلى به جروس خلال مؤتمر في أكتوبر، والذي أشار فيه إلى أن ChatGPT يجذب نحو 800 مليون مستخدم نشط أسبوعياً، كثير منهم يطلبون استشارات طبية بشكل مباشر.

مخاوف بشأن الخصوصية

ورغم أن إدخال بيانات Apple Health في ChatGPT يحمل إمكانات كبيرة لتحسين تجربة المستخدمين، فإنه يثير أيضاً مجموعة من المخاوف التي يبدو أنها تتردد على نطاق واسع بين المتابعين. 

فقد أوضح عدد كبير من المستخدمين رفضهم لفكرة مشاركة بيانات صحية حساسة مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع المخاوف المتعلقة بإمكانية إساءة استخدام هذه البيانات، أو استغلالها من قبل الجهات التأمينية، أو عدم القدرة على ضمان إخفاء الهوية بشكل كامل.

وينظر البعض إلى هذا التكامل على أنه خطوة محفوفة بالمخاطر، خصوصاً في ظل عدم وجود قواعد صارمة توضح كيفية استخدام البيانات الصحية أو تخزينها أو مشاركتها.

وتزداد المخاوف مع نتائج الدراسات التي تشير إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي قد تتأثر بتحيزات غير مقصودة، وهو ما قد ينعكس على جودة التوصيات الصحية. 

اقرأ أيضاً

ثورة في الطب: كيف أصبح الذكاء الاصطناعي ينقذ الأرواح؟

الذكاء الاصطناعي يدخل الطب بقوة، بخوارزميات تتنبأ بالأمراض قبل حدوثها وتخفض تكاليف العلاج، في ثورة تنقل الرعاية الصحية إلى مستوى غير مسبوق من الدقة.

وحذّرت دراسة نُشرت في مجلة Nature Medicine من أن عدداً من نماذج الذكاء الاصطناعي قدمت توصيات علاجية غير متوازنة عندما عُرضت عليها ملفات متشابهة لـ30 مريضاً افتراضياً، حيث كشفت النتائج أن بعض النماذج كانت تمنح المرضى ذوي الدخل المرتفع توصيات للخضوع لفحوص متقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، بينما نصحت المرضى ذوي الدخل المحدود بعدم إجراء هذه الفحوص، على الرغم من تطابق البيانات الطبية الأساسية.

وتشير النتائج بوضوح إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يعكس أحياناً التحيزات الاجتماعية والاقتصادية الموجودة في النظام الصحي الحقيقي، وهو ما يطرح تساؤلات جدية حول العدالة والمساواة في تقديم الرعاية.

ويضاف إلى ذلك تحفّظ واضح من جانب بعض الأطباء الذين يرون أن الاعتماد المتزايد للمرضى على استشارات الذكاء الاصطناعي قد يخلق تحديات عملية، إذ أن الذكاء الاصطناعي لا يملك رؤية شاملة للحالة السريرية، ولا يستطيع أن يأخذ في الاعتبار التعقيدات التي يعتمد عليها الطبيب البشري، ما قد يقود إلى سوء فهم، أو إلى قرارات علاجية غير دقيقة.

وعبّر بعض الأطباء عن امتعاضهم من أن المرضى أصبحوا يصلون إلى العيادات مدججين بتشخيصات وتوقعات مستمدة من ChatGPT، والتي غالباً لا تعكس الحقيقة الطبية كاملة.

تحول قطاع الخدمات الصحية

وتتزامن هذه التطورات مع نمو كبير تشهده سوق التطبيقات الصحية، حيث أصبحت المتاجر الرقمية تعج بمئات آلاف التطبيقات التي تتنوع بين مراقبة معدل ضربات القلب، والتنبؤ بانتكاسات الأمراض المزمنة مثل السرطان، وقياس المؤشرات الحيوية المختلفة، وغيرها من الخدمات التي توسعت مع انتشار الأجهزة القابلة للارتداء.

هذا النمو الكبير يجعل دخول OpenAI إلى السوق الصحية خطوة ذات وزن، ليس فقط من ناحية حجم السوق، بل لما يمكن أن يضيفه الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى أنظمة التحليل والتوصيات الشخصية.

اقرأ أيضاً

الدردشة والذكاء الاصطناعي: 7 مخاطر نفسية على الأطفال يجب أن تعرفها

مع استخدام الدردشات والذكاء الاصطناعي، يواجه الأطفال مخاطر نفسية وسلوكية (قلق، عزلة، تنمر، أفكار انتحارية). دليل عملي للأهل: علامات مبكرة وطرق للوقاية والتدخل.

ومع ذلك، تبقى التحديات التنظيمية والأخلاقية قائمة، فنجاح هذا التكامل المحتمل بين Apple Health، وChatGPT يعتمد بشكل أساسي على قدرة OpenAI على توفير ضمانات حقيقية لحماية البيانات الصحية، ومعالجة التحيزات المحتملة، وعدم تجاوز الخط الفاصل بين تقديم المعلومات العامة وبين تقديم تشخيصات طبية تتطلب تدخلاً مهنياً.

وإذا استطاعت الشركة إدارة هذه التحديات بفعالية، فقد نشهد تحولاً كبيراً في طريقة تفاعل المستخدمين مع بياناتهم الصحية، وربما نشهد دمجاً أعمق بين الذكاء الاصطناعي وأنماط العناية بالصحة واللياقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك