حكم قضائي يحدد مدة وجود تطبيقات ومحرك بحث جوجل على الأجهزة

الحد الأقصى لجميع عقود التعيين الافتراضي للمحرك والتطبيقات سنة

time reading iconدقائق القراءة - 6
عدد من تطبيقات شركة جوجل على شاشة هاتف ذكي، صورة تعبيرية - الشرق
عدد من تطبيقات شركة جوجل على شاشة هاتف ذكي، صورة تعبيرية - الشرق
القاهرة-الشرق

 وجّه قاضٍ فيدرالي ضربة لإستراتيجية شركة جوجل في سوق البحث، إذ أصدر حكماً يُلزمها بتحديد مدة أقصاها سنة واحدة لجميع عقود التعيين الافتراضي لمحرك البحث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على الأجهزة، وهو ما ينهي عملياً نموذج الصفقات الممتدة التي عزّزت وجودها على مليارات الأجهزة حول العالم.

جاء الحكم الجديد بعد نحو عام من صدور قرار مماثل في 2024 قضى بأن جوجل، التابعة لمجموعة ألفابت احتكرت بصورة غير قانونية سوق البحث والإعلانات المرتبطة به، وهو ما مهّد لتدخل تنظيمي أوسع يستهدف إعادة تشكيل بيئة المنافسة داخل القطاع.

ويلزم الحكم الذي نقلته بلومبرغ، جوجل بإعادة التفاوض سنوياً على جميع اتفاقياتها الخاصة بالوضع الافتراضي لمحرك البحث، بما في ذلك الاتفاقيات ذات القيمة العالية مع شركة أبل، ومصنعي الهواتف العاملة بنظام أندرويد مثل سامسونج.

ويعني ذلك أن الشركة لن تكون قادرة بعد الآن على إبرام عقود طويلة الأمد تمكّنها من احتلال الموقع الافتراضي على الأجهزة لسنوات متتالية، رغم احتفاظها بالحق في دفع مبالغ مالية لقاء الحصول على هذا الامتياز.

وأوضح القاضي أميت ميهتا، من المحكمة الفيدرالية لمقاطعة كولومبيا، في حكمه أن “شرط الإنهاء القاطع بعد عام واحد” يُعدّ ضرورياً لضمان فاعلية إجراءات مكافحة الاحتكار التي أقرّتها المحكمة بعد ثبوت احتكار جوجل لسوق البحث.

وأشار إلى أن القيود الجديدة تمثّل آلية عملية لتوسيع نطاق المنافسة وإتاحة فرص حقيقية أمام الشركات الناشئة والمنافسين التقليديين.

ويكتسب الحكم بعداً إضافياً في ظل تسارع المنافسة داخل سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ تحاول شركات عديدة اقتحام مجال البحث بواجهات تعتمد على المحادثة وتوليد الإجابات.

ففي الأشهر الماضية، أطلقت OpenAI متصفحها الجديد Atlas المعتمد على منصة ChatGPT، فيما تعمل شركات أخرى مثل Perplexity AI على تعزيز حضور متصفحها Comet الذي يعتمد بدوره على قدرات الذكاء الاصطناعي.

كما تواصل مايكروسوفت دمج تقنيات مساعدها الذكي كوبايلوت في متصفح إيدج، بينما يطرح متصفح Opera One تجربة استخدام مدمجة مع المساعد الذكي Aria.

وتُنذر هذه التحولات بإعادة توزيع محتملة للحصص السوقية، خصوصاً مع دخول متصفحات قائمة على الذكاء الاصطناعي تُقدّم بدائل مباشرة لتجربة البحث التقليدية التي تعتمد عليها جوجل منذ أكثر من عقدين.

وعلى الرغم من ذلك فإن جوجل نفسها استطاعت تثبيت أقدامها بشكل واضح في سباق البحث بالذكاء الاصطناعي، من خلال طرحها تحديثات ذكية معتمدة على نماذجها الذكية جيميناي، والتي أثار أحدثها نموذج جيميناي 3 جدلاً واسعاً بسبب جودة قدراته، داخل مختلف أدواتها للبحث مثل تطبيق جوجل ووضع البحث Al Mode وكذلك ميزة ملخصات المعلومات Al Overviews.

وبحسب أحدث إحصائيات مؤسسة Sensor Tower، شهد جيميناي تقدّماً لافتاً في سباق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بعدما تجاوز منافسيه في أهم مؤشرات الأداء خلال الأشهر الماضية. وحقق نمواً سريعاً في عدد المستخدمين النشطين شهرياً بنسبة وصلت إلى 30% بين أغسطس ونوفمبر 2025، مدفوعاً بانتشار نموذج توليد الصور Nano Banana الذي أعاد تشكيل تجربة الاستخدام داخل التطبيق. 

وضاعف جيميناي معدل التفاعل اليومي، ليصل متوسط الزمن الذي يقضيه المستخدمون داخله إلى 11 دقيقة يومياً، بزيادة قدرها 120% مقارنة ببداية العام، وهي قفزة تتفوق بوضوح على أداء ChatGPT في الفترة نفسها.

ويأتي الحكم الجديد استكمالاً لخطوات مماثلة في سبتمبر الماضي، عندما ألزمت المحكمة الشركة بمشاركة جزء من البيانات المرتبطة بخوارزميات ترتيب نتائج البحث مع منافسين محددين، سعياً لزيادة الشفافية وتعزيز قدرة الشركات الأصغر على المنافسة في سوق شديدة التركيز.

وتواجه جوجل سلسلة من القضايا الأخرى، إذ تخطط لاستئناف أحكام تتعلق بممارسات متجر جوجل بلاي والهيمنة على سوق البحث.

وكانت الشركة نجت في سبتمبر من قرار كان قاب قوسين من إجبارها على بيع متصفح كروم كعلاج قانوني لانتهاكات محتملة لقوانين المنافسة.

وبينما لم تُصدر جوجل أو وزارة العدل الأميركية أي تعليق فوري على الحكم، يُنظر إلى هذه التطورات على أنها جزء من مرحلة جديدة من التدقيق التنظيمي على شركات التكنولوجيا العملاقة، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة إعادة ضبط موازين القوة في قطاع الذكاء الاصطناعي والبحث، وتوفير بيئة أكثر انفتاحاً أمام الشركات الناشئة والمنافسين المستقلين.

ويُرجح أن يعيد الحكم، حال دخوله حيز التنفيذ، رسم خريطة سوق البحث عالمياً، لا سيما في ظل اشتداد المنافسة بين جوجل وOpenAI ومطورين آخرين يسعون إلى تقديم تجارب بحث تعتمد على المحادثة وتوليد الإجابات بدلاً من الروابط التقليدية، ما قد يُجبر جوجل على إعادة النظر في نموذج أعمالها الذي ظل ثابتاً لعقود.

تصنيفات

قصص قد تهمك