coupang الكورية تعرض مليار دولار تعويضات بعد تسريب بيانات عشرات الملايين

time reading iconدقائق القراءة - 4
علامة شركة كوبانج الكورية الجنوبية التجارية تظهر على شاشة هاتف محمول. 11 فبراير 2025 - REUTERS - REUTERS
علامة شركة كوبانج الكورية الجنوبية التجارية تظهر على شاشة هاتف محمول. 11 فبراير 2025 - REUTERS - REUTERS
القاهرة-الشرق

أعلنت شركة التجارة الإلكترونية الكورية الجنوبية كوبانج عن تخصيص أكثر من 1.17 مليار دولار لتعويض المتضررين من حادثة اختراق غير مسبوقة كشفت بيانات شخصية لنحو 33.7 مليون عميل، أي ما يعادل أكثر من نصف سكان كوريا الجنوبية.

وذكرت الشركة، في بيان رسمي نقلته "بلومبرغ"، أنها ستبدأ قريباً في توزيع قسائم مالية تصل قيمتها إلى 50 ألف وون كوري جنوبي (حوالي 35 دولاراً أميركياً) لكل مستخدم تأثرت بياناته نتيجة هذا الخرق.

وتتوزع قيمة القسائم على 4 خدمات رئيسية تقدمها كوبانج، وتشمل 5 آلاف وون يمكن استخدامها على جميع المنتجات داخل المنصة، و5 آلاف وون لخدمة توصيل الطعام، و20 ألف وون على خدمات السفر، إضافة إلى 20 ألف وون مخصصة لمنصة "R.LUX" المختصة بالتسوق الفاخر ومنتجات التجميل.

تأتي هذه الخطوة في ظل تداعيات واسعة النطاق أحدثها الهجوم السيبراني، والذي أثار جدلاً كبيراً في كوريا الجنوبية ودفع الحكومة إلى فتح تحقيق رسمي بشأن مدى امتثال كوبانج لمعايير حماية البيانات.

وتزايد الضغط السياسي على الشركة بعد غياب مؤسسها الملياردير "بوم كيم" عن جلسة استماع برلمانية كانت مقررة خلال الشهر الجاري لمناقشة تداعيات الحادث، وهي الجلسة نفسها التي تغيب عنها أيضاً المدير التنفيذي السابق لعمليات الشركة في كوريا، بارك داي-جون.

هوية المخترق

في سياق متصل، أعلنت كوبانج أنها تمكنت، بالتعاون مع شركات الأمن الرقمي "مانديانت" و"بالو ألتو نتووركس" ومكتب "إرنست آند يونج"، من تتبع مصدر الاختراق وتحديد هوية المتورط.

وأظهرت نتائج التحقيقات أن موظفاً سابقاً بالشركة قد استغل مفتاحاً أمنياً كان بحوزته سابقاً للوصول غير المصرح به إلى بيانات مستخدمي المنصة.

ووفقاً للشركة، فقد قام هذا الموظف بالاطلاع على معلومات تشمل سجل الطلبات لما يقارب 3 آلاف حساب فقط، بالإضافة إلى رموز الدخول إلى المباني السكنية، وهي رموز تُستخدم من قِبل موظفي التوصيل لتسليم الطرود داخل مجمعات الشقق.

وأشارت الشركة إلى أن الاختراق تم باستخدام جهاز كمبيوتر مكتبي وجهاز Macbook Air، حيث سلّم الموظف جهاز الكمبيوتر طوعاً، وتمكن المحققون من العثور على الشيفرة البرمجية المستخدمة في تنفيذ الاختراق ضمن أحد الأقراص الصلبة في الجهاز.

لكن المثير في هذه القضية هو محاولة الموظف طمس الأدلة بعد انتشار أنباء الاختراق في وسائل الإعلام، حيث اعترف المشتبه به بأنه قام بتحطيم جهاز حاسوب ماك، ووضعه داخل حقيبة قماشية تحمل شعار كوبانج، ثم أضاف إليه بعض الحجارة وألقاه في نهر بهدف التخلص منه نهائياً. ورغم ذلك، تمكن المحققون من استرجاع الجهاز من النهر، وتحديد الرقم التسلسلي الخاص به، والذي تطابق لاحقاً مع بيانات حساب iCloud التابع للموظف.

تقرير كوبانج أشار إلى أن الموظف المشتبه به لم يقم بنقل البيانات إلى أي جهات خارجية أو تخزينها على منصات أخرى، بل اكتفى بالاحتفاظ بها مؤقتاً على أجهزته الشخصية قبل أن يتخلص منها فور علمه بأن تصرفاته أصبحت محل اهتمام إعلامي وجنائي.

وأضافت الشركة أن نتائج التحقيقات حتى الآن تتطابق مع الإفادات الخطية التي قدمها الموظف، دون وجود أدلة تناقض روايته.

ورغم محاولة كوبانج التقليل من الأثر الفعلي للاختراق، إلا أن الحادث يبقى من الأكبر في تاريخ كوريا الجنوبية، حيث مسّ أكثر من 60% من سكان البلاد، ويعيد إلى الأذهان حوادث سابقة كحادثة اختراق بيانات شركة "إس كي تليكوم"، التي انتهت بفرض غرامات حكومية ضخمة.

وفي ظل التحقيقات الجارية، يتوقع مراقبون أن تواجه كوبانج عقوبات مالية وتنظيمية قاسية قد تهز مكانتها في سوق التجارة الإلكترونية.

تصنيفات

قصص قد تهمك