
أظهرت مستندات داخلية مسرّبة من فيسبوك، ضمن حملة "The Facebook Papers" الإعلامية، أن الشركة تجاهلت مطالبات داخلية لموظفيها بحذف مواقع يمينية من تبويب الأخبار لديها، ما أتاح للأخيرة انتشاراً واسعاً وحقق لها أرباحاً ضخمة.
وأشار التقرير الذي نشره موقع "وول ستريت جورنال" إلى أن أحد المستندات المسرّبة أظهر قيام أحد موظفي "فيسبوك" بإرسال رسالة على منصة التراسل الداخلية للشركة "Workplace"، وتحمل طلباً واحداً: "أخرجوا موقع برايتبارت من تبويب الأخبار"، وذلك بعد اندلاع احتجاجات في الشارع الأميركي في يونيو 2020، بعد قتل الشرطة المواطن الأميركي من أصل إفريقي، جورج فلويد.
وتقول الصحيفة إن موقع "Breitbart" الإخباري له اتجاه سياسي يتبع أقصى اليمين، وخلال احتجاجات يونيو من العام الماضي، نشر الموقع الإخباري موضوعات مضللة تشوّه صورة الحركات الداعمة لأصحاب البشرة السمراء، وتتهمهم بالتخريب والنهب.
وبحسب المستندات المسرّبة، فإن أحد الموظفين في "فيسبوك" أرفق عدداً من اللقطات لموضوعات نشرها "برايتبارت"، والتي أكد أن "جميعها يحرّض على الأميركيين من أصل إفريقي، ويرسم صورة غير حقيقية"، وقد دعم العديد من الموظفين طلبه بحذف الموقع من صفحة آخر وأهم الأخبار على المنصة الاجتماعية.
وعلى الرغم من ذلك، أبقى "فيسبوك" الموقع المثير للجدل في تبويب الأخبار على موقعه، وأشار المتحدث باسم الشركة إلى أنها "تتخذ قراراتها بشأن المحتوى المنشور على المنصة، وليس المنشور في متون مواقع الأخبار".
محور صناعة القرار
أوضحت مجموعة من المستندات أن فريق الإدارة في "فيسبوك" تعمّد أن يضع الاعتبارات السياسية كمحور رئيسي عند صناعة القرار بشأن أي محتوى مثير للجدل على المنصة، وذلك منعاً لتوجيه اتهامات للشركة بالتحيز.
واعترض الموظفون على إبقاء "فيسبوك" الصفحات الترويجية الخاصة بمواقع أقصى اليمين، خاصة أنها من أكثر الصفحات من حيث التفاعل، ما يحقق لها أرباحاً ضخمة من "فيسبوك".
وجهات نظر مختلفة
مارك زوكيربيرج، مدير فيسبوك وأحد مؤسسيه، قال إن "تبويب الأخبار على فيسبوك يهدف إلى عرض وجهات النظر المختلفة للأمور، إلى جانب الحفاظ على جودة المعلومات والمحتوى المقدم"، مشدداً على أن ذلك يعتبر شرطاً أساسياً لاختيار مصادر الأخبار داخل تبويبها".
وقالت الصحيفة الأميركية إن "برايتبارت" كان يتعمد نشر الأخبار والموضوعات الصحافية التي تروّج في أغلب الأحيان لأفكار واتجاهات توصف بأنها "متطرفة"، إلا أنه في واقعة قتل جورج فلويد عارض أحد باحثي "فيسبوك" فكرة حذف الموقع من تبويب الأخبار على المنصة الزرقاء، وذلك على اعتبار أن الشركة لا تعمل بمبدأ عرض الأخبار في أطر سياسية معينة.
ولكن هذا الباحث اقترح تطبيق معيار جديد يرصد تراجع تقييم مصادر الأخبار داخل التبويب، من حيث المصداقية، وحينها يمكن للشركة حذف الموقع بسهولة، ولكن في الوقت نفسه قد تضطر إلى حذف مواقع كبرى مثل CNN إذا انخفض تصنيفها.
وردت المتحدثة باسم "برايتبارت" أن محتوى الموقع يتفوق على المواقع الإخبارية المنافسة، وأن ذلك يجعل "فيسبوك" مستعداً لدفع مقابل لهذا المحتوى.