منافسة شرسة في سوق خدمات الإنترنت الفضائي

time reading iconدقائق القراءة - 6
طبق استقبال ستارلنيك للإنترنت الفضائي - Starlink.com
طبق استقبال ستارلنيك للإنترنت الفضائي - Starlink.com
الولايات المتحدة-أ ف ب

تشتعل المنافسة حالياً داخل سوق تقديم خدمات الإنترنت الفضائي، إذ تنتشر آلاف الأقمار الصناعية في المدار المنخفض للأرض بما يوفر نطاقاً عريضاً من التغطية في كل أنحاء العالم يُغني عن عبء توفير البنية التحتية الأرضية.

وحققت شركة "أمازون" تقدما كبيراً في طريقها لنشر أقمارها الصناعية الخاصة بخدمتها "كويبر" (Kuiper)، وعهدت الشركة الأميركية إلى 3 شركات للصناعات الفضائية مهمة إطلاق هذه الأقمار ضمن المشروع البالغة موازنته أكثر من 10 مليارات دولار.

وتسعى شركة التجارة الإلكترونية العملاقة من خلال هذا المشروع إلى تنويع أنشطتها المربحة في مجال الخدمات المعلوماتية و"توفير خدمة الإنترنت بتقنية النطاق العريض السريعة لمجموعة واسعة من الزبائن" من بينهم أولئك "الذين يعملون في أماكن لا يتوافر فيها اتصال إنترنت يعوّل عليه".

واعتبر  ستيفان إسرائيل الرئيس التنفيذي لشركة "أريانسبايس" وهي إحدى الشركات الثلاث، أن "الحلول القائمة على الأقمار الصناعية مكمّل لا غنى عنه لنشر الاتصال بالإنترنت إلى جانب الألياف الضوئية".

ولاحظ أن ثمة "حالات تكون فيها تكلفة الألياف باهظة جداً مقارنة بالخدمة القائمة على الأقمار الصناعية، وخصوصاً عند الحاجة إلى توفير الخدمة لسكان منطقة نائية".

وأكدت المجموعة أنها ستتيح "خدمة بأسعار معقولة وفي متناول الزبائن" ، لكنها لم تفصح على الفور عن مزيد من التفاصيل في هذا الشأن.

منافسة قوية

الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية موجود بالفعل، وتقدمه عشرات الشركات مثل HughesNet و ViaSat في الولايات المتحدة، بينما في أوروبا تستخدم الشركة الفرعية Orange Nordnet قوة القمر الصناعي Eutelsat Konnect، من بين تقنيات أخرى، لتوفير النطاق العريض لعملائها.

وتبدأ أسعار المستهلك بأقل من 60 يورو أو 70 دولارأً شهرياً، من دون احتساب الجهاز الطرفي والهوائي، وتزداد بحسب النطاق الترددي المطلوب.

وتمر هذه الخدمات عبر أقمار موجودة في مدار ثابت بالنسبة للأرض، على ارتفاع يزيد عن 35 ألف كيلومتر، ومع أنها يحتمل أن توفر سرعات أعلى بـ3 إلى 5 مرات من سرعات خط المشترك الرقمي غير المتماثل (ADSL)، إلا أن وجودها على هذه المسافة يعني أنها لا تستطيع الوصول إلى أداء الألياف ، ويشكل التأخير بين الطلب وتنفيذ الأمر Delay Rate عائقاً لها. لهذا السبب لا توصي شركة HughesNet هواة الألعاب الإلكترونية بمنتجاتها.

أما الأقمار الصناعية التي ستنشرها "أمازون" مستقبلاً فستكون كتلك التي تنشرها حالياً شركة "ستارلينك" التابعة لـ"سبايس إكس"، في المدار المنخفض حول الأرض على ارتفاع نحو 600 كيلومتر من سطح الأرض.

ويجعل وجود الأقمار قريباً من الأرض من الضروري إرسال الكثير من الأقمار إلى المدار، ومن هنا سيبلغ عدد تلك التابعة لـ"أمازون"أكثر من 3 آلاف و200، في مقابل آلاف لـ"ستارلينك"، من بينها 1500 تعمل حالياً.

وأطلقت شركة OneWeb البريطانية 428 من أصل 648 قمراً في كوكبتها، وأيضاً في مدار منخفض، وتعتزم البدء بتشغيل شبكة الإنترنت العالمية التابعة لها في نهاية 2022.

 أما الصين فتخطط لنشر 13 ألف قمر صناعي على الأقل من طراز "غوانغ" ، فيما دخلت أوروبا اللعبة باتفاق في فبراير لتطوير مجموعتها الخاصة من أقمار الاتصالات.

وبغض النظر عن المسائل المتعلقة بالسيادة، يواكب هذا الإقبال الكبير على توفير الإنترنت بواسطة الأقمار الصناعية زيادة كبيرة في الاحتياجات سجلت في الآونة الأخيرة.

حاجة أساسية

واعتبر الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة في نهاية مارس، أن "الاتصال بالإنترنت الذي كان يُعتبر من الكماليات، أصبح أمراً بالغ الأهمية ومن الحاجات الأساسية لكثير من الناس خلال جائحة كوفيد-19، إذ اضطر الناس إلى البقاء في منازلهم وانتقلت أنشطة وأعمال كثيرة إلى الإنترنت".

ويرى الخبراء أن احتياجات النطاق الترددي زادت في كل أنحاء العالم، إلا أن عدد الأقمار الصناعية المتوفرة حالياً لا تسمح بتلبية الطلب المتزايد.

كما أن الأقمار التي تدور في مدار منخفض هي أكثر عرضة للخطر من المركبات الثابتة بالنسبة للأرض، وهو ما أظهره أخيراً تسبُب عاصفة جيومغناطيسية بتفكك نحو 40 قمراً صناعياً من شبكة "ستارلينك" عند عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض.