بدأت شركة "أمازون"، عملاق التجارة الإلكترونية، في عرض الاستقالة الطوعية على بعض موظفيها، بهدف خفض حجم العمالة الموجودة لديها، بعد خطط أخيرة لتسريح 10 آلاف موظف.
وبحسب مستندات داخلية اطلعت عليها شبكة "CNBC" الأميركية، فإن عروض "الإنهاء الطوعي" بدأت في الوصول إلى الموظفين بعدد من القطاعات، مثل الموارد البشرية وخدمات الموظفين.
وتضمنت عروض الاستقالة، تعويضات مالية بقيمة 3 أشهر من الراتب، إضافة إلى مقابل مالي بقيمة أسبوع عن كل 6 أشهر قضوها في الشركة، إلى جانب مرتب أسبوعي لمدة 12 أسبوع، مع بقاء أنظمتهم التأمينية سارية حتى نهاية ديسمبر المقبل.
ولدى الموظفين مهلة حتى 29 نوفمبر للتقدم باستقالاتهم، ويمكنهم التراجع عن قرارهم حتى الخامس من ديسمبر، على أن يكون آخر يوم عمل في الشركة بالنسبة للمستقيلين، في 23 ديسمبر، بحسب المستندات.
وأشارت "CNBC" إلى أن برنامج إنهاء الخدمة التطوعي "خطوة أولى" لإعادة تنظيم العمل داخل أمازون.
تسريح 10 آلاف موظف
وبدأت أمازون تسريح الموظفين لمواجهة الأزمة الاقتصادية، بعد شائعات مستمرة منذ أيام عن هذه الخطة. وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة الأميركية آندي جاسي في مذكرة داخلية نُشرت على موقع أمازون: "ما زال الاقتصاد في وضع معقد، ونحن قمنا بتعيين موظفين بسرعة في السنوات الأخيرة".
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن المنصة بمختلف فروعها ستسرح نحو عشرة آلاف موظف. ولم يؤكد آندي جاسي هذا العدد، لكنه قال إن العملية بدأت، الأربعاء، وستستمر إلى بداية العام المقبل.
وتشمل إجراءات التسريح في مرحلة أولى الطواقم التي تعمل في مجال الأجهزة الإلكترونية للعلامة التجارية، مثل أجهزة القراءة "كيندل". أما المحلات التجارية القائمة فلن تتأثر بعمليات التسريح.
وأوضح الرئيس التنفيذي لأمازون: "سيكون هناك المزيد من تخفيضات الوظائف مع تقدم المديرين في تعديلاتهم"، موضحاً أنه "سيتم إبلاغ الموظفين والمنظمات المعنية بهذه القرارات مطلع 2023".
وقال جاسي: "أشغل هذا المنصب منذ حوالي عام ونصف العام، وهذا بلا شك أصعب قرار اتخذناه خلال هذه الفترة". وأكد أنه يدرك أن الأمر لا يتعلق بمجرد "وظائف" بل بـ"أشخاص لديهم عواطف وطموحات ومسؤوليات وستتأثر حياتهم".
1 % من أجور الشركة
ويشكل حجم التخفيض (10 آلاف موظف) أقل بقليل من 1% من كتلة الأجور الحالية للمجموعة، التي كان عدد العاملين فيها 1,54 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في نهاية سبتمبر، باستثناء العمال الموسميين الذين يعينون خلال فترات النشاط المتزايد، لا سيما في احتفالات نهاية العام، وفقاً لـ"فرانس برس".
وأعلنت الشركة قبل أسبوعين تجميد التوظيف في مكاتبها. وقد تقلصت قوتها العاملة فعلياً منذ بداية العام، بعدما كان يعمل فيها 1,62 مليون شخص بدوام كامل أو جزئي.
ووظفت أمازون عدداً كبيراً من العاملين خلال الوباء لتلبية الانفجار في الطلب. وقد تضاعف عدد العاملين لديها بين مطلع 2020 وبداية 2022.
لكن الشركة الأميركية العملاقة لبيع التجزئة شهدت انخفاضاً في أرباحها الصافية بنسبة 9% على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الجاري.
وبالنسبة للفصل الحالي، تتوقع المجموعة نمواً طفيفاً بمعاييرها خلال فترة احتفالات نهاية العام، يتراوح بين 2% و8% خلال عام واحد.
وأعلن عدد من شركات التكنولوجيا، التي قامت بعمليات توظيف كبيرة خلال الوباء، عن خطط لخفض عدد الموظفين، بما في ذلك ميتا (فيسبوك) وإنستاجرام وتويتر وسترايب.