قدم مصنع "فوكسكون" لإنتاج هواتف "آيفون" في الصين، عرضاً مالياً بقيمة 1400 دولار، لأي عامل يتخذ قرار المغادرة، في قرار يهدف إلى استرضاء الموظفين الجدد الساخطين، الذين لعبوا دوراً رئيسياً في احتجاجات عنيفة هزت أكبر مصنع لإنتاج تلك الهواتف بالعالم بمدينة تشنجتشو.
وقالت مجموعة "فوكسكون" في إشعار أُرسل للموظفين عبر الإنترنت إن مبلغ 10 آلاف يوان (ما يعادل 1400 دولار)، الذي سيتم منحه على دفعتين، سيساعد في تسهيل رحلة الموظفين إلى وطنهم، إذ يأتي العديد من العمال الذين يزيد عددهم عن 200 ألف في المصنع الرئيسي في تشنجتشو من أماكن أخرى في المقاطعة أو البلد.
والقرار الذي اتخذته المجموعة الخميس، يأتي في أعقاب احتجاجات اندلعت الأربعاء، نفذها مئات العمال واشتبكوا خلالها مع أفراد الأمن، في ظل قيود صارمة فرضتها الصين، تهدف إلى القضاء على تفشي جائحة كورونا.
ووفقاً لما أوردته "بلومبرغ"، فإن الحافز المادي، الذي يتجاوز بشكل عام أجر شهر كامل لموظفي مصنع "فوكسكون"، من المرجح أن يُرضي بعض الموظفين الذين نظموا الاحتجاج النادر، الذي سلط الضوء على الخسائر الاقتصادية والاجتماعية لاستراتيجية الرئيس الصيني شي جين بينج "صفر كوفيد".
تعطيل الانتاج
ولفتت الوكالة إلى أن أحد العوامل وراء الاضطرابات التي نفذها العمال، هو اكتشافهم أنهم لن يحصلوا على أجور أعلى كانوا قد وعدوا بها، إلا إذا بقوا في المصنع حتى مارس المقبل، إذ سيعوض مبلغ الـ 10 آلاف يوان الأشخاص غير الراضين عن هذا الشرط.
ويهدد عدم رضا موظفي المصنع بمزيد من تعطيل الإنتاج في مصنع ينتج غالبية أجهزة "أبل" البارزة لشحنها حول العالم، إذ حذرت الشركة الأميركية بالفعل من أنها "ستشحن أجهزة أقل مما كان متوقعاً، خصوصاً في فترة أعياد الميلاد التي تشهد إقبالاً كثيفاً على عمليات الشراء".
وقالت "أبل" في بيان: "نعمل عن كثب مع شركة فوكسكون لضمان معالجة مخاوف موظفيها، ولدينا أعضاء من أبل في منشأة تشنجتشو التابعة لمورد فوكسكون. نتابع الوضع عن كثب".
وبدأ الاحتجاج الأربعاء، على الأجور غير المدفوعة والمخاوف من انتشار العدوى، إذ أصيب عدد من العمال بفيروس كورونا، فيما وصلت شرطة مكافحة الشغب إلى مكان الحادث لضبط الأوضاع.
وقالت "فوكسكون" في بيان إن المصنع "استأنف العمل بشكل طبيعي بحلول مساء الأربعاء"، لكن الاحتجاجات أكدت أن سياسة الرئيس الصيني، التي تعتمد على الإغلاق للقضاء على المرض، تضغط بشكل متزايد على الاقتصاد وتعطل سلاسل التوريد العالمية.
وبعد ساعات من الاحتجاجات في تشنجتشو، فرضت الحكومة المحلية "ضوابط على التنقل" على أجزاء من المدينة حتى 29 من الشهر الجاري، ما يعيق الجهود المبذولة لتوظيف عمال جدد، ليحلوا محل أولئك الذين سيتخذون قرار المغادرة.