نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الجمعة، عن مصادر قولها إن وزارة التجارة الأميركية تبحث اتخاذ إجراء ضد شركة (كاسبرسكي لاب) الروسية لأمن الإنترنت.
وقال التقرير إن إدارة الرئيس جو بايدن "تبحث اتخاذ إجراء تنفيذي ضد الشركة بموجب قواعدها للأمن على الإنترنت".
وكثفت الإدارة تحقيقها للأمن القومي ليمتد إلى برنامج "كاسبرسكي" المضاد للفيروسات العام الماضي، مع تصاعد المخاوف بشأن هجمات روسية عبر الإنترنت بعد غزو موسكو لأوكرانيا".
وحظرت الجهات التنظيمية الأميركية بالفعل استخدام الحكومة الاتحادية برامج كاسبرسكي. وقال مكتب الصناعة والأمن بوزارة التجارة الأميركية، حين طُلب منه التعليق على التقرير "إنه لا يعلق بشأن اتخاذ أي إجراء محتمل تجاه شركة بعينها".
وأضاف:" أن الوزارة ملتزمة بممارسة سلطاتها كاملة لحماية البيانات الحساسة للأمريكيين، والعمل مع الكونجرس بدعم من الحزبين للتصدي لما يظهر من مخاطر".
ولم ترد شركة "كاسبرسكي لاب" على الفور على طلب من "رويترز" للتعليق، فيما كانت الشركة تنفي في مواقف عدة اتهامات بالعمل مع روسيا، أو أيّ حكومة أخرى، لتسهيل تجسّس إلكتروني أو أي نشاط إلكتروني مؤذ آخر.
ويأتي الإجراء تجاه "كاسبرسكي" الذي تحدث عنه التقرير بعد التقدم بتشريع أميركي جديد يسمح للبيت الأبيض بحظر تطبيق "تيك توك" الصيني أو غيره من التطبيقات الأجنبية، إذا كانت تشكل خطرا على الأمن القومي.
ونفت "كاسبرسكي لاب" مرات اتهامات بالعمل مع روسيا، أو أيّ حكومة أخرى، لتسهيل تجسّس إلكتروني أو أي نشاط إلكتروني مؤذ آخر. وأعربت الشركة نهاية مارس، عن أملها بمناقشة مخاوف الإدارة الأميركية بشأن منتجاتها وخدماتها، معتبرة أن أيّ تدابير مقترحة ستشكّل "استجابة للمناخ الجيوسياسي، بدلاً من تقييم شامل لسلامة منتجات كاسبرسكي وخدماتها".
تحذير استخباراتي
وحذر مسؤولون استخباراتيون غربيون غالباً من إمكان استخدام برمجيات "كاسبرسكي" خفية، للتجسّس على المستخدمين بناءً على طلب من الكرملين، كما أن الولايات المتحدة وحلفاءها يرتابون من علاقات الشركة بروسيا.
في عام 2017، أمر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بإزالة برمجيات الشركة من كل الشبكات الفيدرالية في الولايات المتحدة، سواء المدنية أو العسكرية.
وبعد مصادقة الكونجرس، بات الحظر قانوناً. لكن الشركة اعتبرت الشهر الماضي، أن قرار 2017 كان غير دستوري و"يستند إلى مزاعم بلا أساس ومن دون أيّ دليل علني على ارتكاب الشركة لخطأ".
في العام ذاته، ذكرت "وول ستريت جورنال" أن قراصنة يعملون لحساب الحكومة الروسية سرقوا تفاصيل حول برامج أجهزة الاستخبارات الإلكترونية الأميركية، بعدما حذف متعاقد مع وكالة الأمن القومي المواد السرية، ووضعها على كمبيوتره في المنزل. ويُرجّح اختراق كمبيوتر المقاول، من خلال استخدامه برنامج "كاسبرسكي" لمكافحة الفيروسات.
الشركة الروسية التي لم يكن واضحاً مدى علمها بالقرصنة، أعلنت أنها "لم تُزوّد بأيّ معلومات أو أدلة تثبت هذا الحادث المزعوم، ونتيجة لذلك، يجب أن نفترض أن هذا هو مثال آخر على اتهام كاذب".
انخفاض عوائد كاسبرسكي
ومنذ حذفها من شبكات الحكومة الفيدرالية الأميركية، أبلغت الشركة عن انخفاض في عائداتها بأميركا الشمالية، رغم ارتفاعها في العالم، جزئياً نتيجة المبيعات في أجزاء من أوروبا والشرق الأوسط.
يعتبر باحثون غربيون في الأمن السيبراني أن "كاسبرسكي لاب" هي مساهم مهم في الجهود العالمية، لفهم القراصنة الإلكترونيين وتحديدهم وكبحهم. وأقرّ مسؤولون أميركيون سراً بأن العلاقات المزعومة بين الشركة والدولة الروسية، ستكون مشابهة لكيفية تعاون الشركات السيبرانية التي تتخذ الولايات المتحدة مقراً، مع أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وقال مسؤولون أميركيون إن إدارة بايدن تستعد لفرض عقوبات تستهدف شركات روسية تعتبر أنها تؤمّن سلعاً وخدمات لجيش روسيا واستخباراتها، بما في ذلك مكوّنات ذات استخدام مزدوج، مدني وعسكري.