القاهرة-محمد عادل
بعد 4 أعوام من التطوير والبحث، خرج جهاز Humane AI PIN إلى العالم ليفتح صفحة جديدة في تعامل البشر مع حياتهم الرقمية، حيث يقضي على الحاجة إلى شاشة الهاتف ليستبدلها بكف اليد، كما أن الأوامر الصوتية هي وسيلة التحكم الأساسية، ولا حاجة إلى الكتابة.
ويقدم الجهاز للمستخدمين أسلوباً ثورياً للتحكم، إذ إن استخدام الأوامر الصوتية هو الأكثر شيوعاً في التعامل، فلا يحتاج الأمر إلى توجيه نداء صوتي للجهاز، مثل Ok Google أو Hey Siri. فقط كل ما يحتاجه المستخدم هو الضغط المتواصل على مساحة اللمس، ومن ثم يبدأ في قول طلبه.
وفي غياب الشاشة، يجعل الاعتماد على الصوت في التفاعل مع جهاز ما تجربة مختلفة للمستخدم، لأنها لا تفصله عن الواقع المحيط به، كما أنها تقدم في الوقت نفسه تجربة غامرة يستطيع أن يكون خلالها متحكم وواعٍ بشكل كامل.
ويعتمد جهاز "هيومان" الجديد على مكبر صوت اتجاهي يبث الصوت نحو رأس مرتديه، إلى جانب اعتماده على ميكروفونات دقيقة تلتقط صوت المستخدم بوضوح فائق.
ويمثل الجهاز الجديد ثمرة التعاون بين أحد مؤسسي الشركة إمران تشاودهري، مدير تصميم سابق في شركة أبل لمدة 20 عاماً، وزوجته بيثاني بونجيورنو، مديرة سابقة بقطاع التطوير في أبل أيضاً، منذ 2019.
وكان الهدف الأساسي للتجربة الجديدة هو تقديم جهاز يستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة جديدة للمستخدمين، وذلك قبل أن يتمكن الزوجان تشاودهري وبونجيورنو من دمج عدد كبير من المستشعرات والإمكانيات والمزايا المتطورة في جهاز أبعاده أصغر من كف اليد، ويحمل كاميرا بدقة 13 ميجابكسل زاوية تصويرها واسعة للغاية، مع مستشعر لقياس عمق الصورة، ومنصة عرض ليزر، ومستشعرات ترصد الحركة، بالإضافة إلى مساحة يمكن التفاعل معها باللمس.
استخدام كف اليد
الطريقة الثانية للتحكم والتفاعل مع الجهاز الجديد الذي يأتي بمعالج من تصميم شركة كوالكوم، هي استخدام كف اليد كشاشة، بحيث يعرض عليها "البروجيكتور" واجهة ليزر، يبدأ المستخدم في التفاعل مع مكوناتها وأزرارها عبر تحريك كفه بشكل دائري ليتم تحديد الزر أو الاختيار المراد الضغط عليه، ويتم ذلك عبر تلامس إصبعي السبابة والإبهام.
كما يمنح مستشعرا الكاميرا وقياس عمق الصورة المستخدم تواصلاً بصرياً مع الجهاز الجديد، حيث يمكن للمستخدم إظهار نوع طعام أمام الجهاز، قبل أن يبدأ في سؤاله حول عدد السعرات الحرارية التي يتضمنها، وكذلك وصفات طعام يمكن إعدادها باستخدامه.
نظام تشغيل Cosmos
وركز إمران عند تقديمه الجهاز الجديد، خلال مقطع مصور مدته أقل من 11 دقيقة، على أن الجهاز الجديد يعمل بنظام تشغيل جديد كلياً من تطوير "هيوماين" يحمل اسم Cosmos، وهو عبارة عن منصة برمجية تعتمد على كسر الحواجز بين الأنظمة الذكية والخدمات الرقمية، بحيث لا يحتاج المستخدم إلى أي تطبيق لإتمام مهام أو إنجاز أمر ما.
ولا يعتمد الجهاز الجديد بالفعل على التطبيقات، خلافاً لمختلف الأجهزة الذكية من هواتف وحواسيب، وإنما يعمل على تقديم تجارب ذكية AI Experiences، مطورة بالتعاون مع عدد من الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل وOpenAI وTidal وسلاك.
على سبيل المثال، بإمكان المستخدم التقاط صورة أو تسجيل مقطع فيديو، من خلال أمر صوتي، أو عبر الضغط مرتين على مساحة اللمس.
ومن أجل إجراء مكالمة أو إرسال رسالة نصية، لا يحتاج المستخدم سوى أن يطلب إجراء مكالمة مع جهة اتصال معينة، أو إرسال رسالة لشخص معين، ليبدأ الجهاز على الفور في التنفيذ.
وبسبب اعتماد الجهاز على ضرورة حصول المستخدم على تجربة صوتية قوية، يأتي Humane AI PIN بمكبر صوت Personic Speaker، بتقنية تصنع فقاعة من الصوت في محيط رأس المستخدم، بحيث يكون الصوت واضحاً له وغير مزعج لمن حوله. كما يسمح الجهاز الجديد بالاتصال بالسماعات اللاسلكية، للحصول على مزيد من الخصوصية، خاصة عند تشغيل الموسيقى أو إجراء المكالمات.
ويؤدي الذكاء الاصطناعي والاتصال بالإنترنت دوراً محورياً في التجربة التي يقدمها جهاز "هيوماين" الذكي الأول من نوعه، لأن التجارب التي يحصل عليها المستخدم تعتمد على الذكاء الاصطناعي إما بشكل داخلي على الجهاز نفسه باستخدام معالج كوالكوم سناب دراجون المتطور، أو عبر اتصال الجهاز بخوادم الشركة لمعالجة البيانات وعرض النتائج وضمان حصول المستخدم على تجربة سلسة ومميزة.
Catch Me Up
وتتيح "هيوماين" مع جهازها الجديد ميزة ثورية عبارة عن أمر صوتي عن طريق نطق عبارة Catch Me Up، حيث يقدم الجهاز على الفور ملخصاً لأهم الإشعارات، عبر تلخيص محتوى الرسائل الواردة والإشعارات وكذلك المكالمات الفائتة.
ويستعين الجهاز أيضاً بالذكاء الاصطناعي في تقديم "الترجمة الصوتية الفورية" Interperter بنفس صوت المستخدم إلى لغات عديدة، من بينها اللغة العربية، مما يجعل التواصل أسهل بين البشر، دون الوقوف أمام عائق اختلاف لغاتهم.
إنترنت لا محدود
أما الاتصال بالإنترنت، فإنه متاح بشكل غير محدود لمستخدم AI PIN، لأن "هيوماين" تتعاون مع شبكة الاتصالات الأميركية T-Mobile، لتقديم خدمات الرسائل وإجراء المكالمات والاتصال بالإنترنت بشكل لا محدود، وذلك مقابل 24 دولاراً شهرياً.
وكي يحصل المستخدم على تلك التجربة، زودت الشركة جهازها الجديد بميزة التغيير السريع للبطارية اعتماداً على التقنية المغناطيسية، حيث يمكن تثبيت بطارية إضافية للجهاز من الخلفية، إضافة إلى حافظة للجهاز وبطاريته الإضافية، بحيث يسهل التنقل به في أي مكان، إلى جانب شحنه وشحن بطاريته في الوقت نفسه، بشكل يضمن استخداماً سريعاً ومستمراً طوال اليوم.
تشفير البيانات
وتقول "هيوماين" إنها وضعت خصوصية المستخدم على رأس أولوياتها، إذ أوضح المؤسسان أن جهاز AI PIN يحوي شريحة معالج مخصص للحفاظ على خصوصية وتشفير بيانات المستخدم، بحيث يتوقف الجهاز فوراً عن العمل، في حال اختراق الجهاز، على أن يحتاج مختص من الشركة لإعادة تهيئته وتشغيله من جديد.
ولفتت الشركة إلى أن الجهاز مزود بمستشعر ضوئي تظهر إضاءته بوضوح عندما تعمل إحدى مستشعرات الجهاز، مثل الكاميرا أو الميكروفون، بحيث يكون المستخدم، ومن حوله على دراية بذلك.
وأعدت الشركة أيضاً منصة رقمية Humane.center كي يتمكن المستخدمون من الاطلاع على بياناتهم، من صور وفيديوهات وتفضيلات شخصية وملاحظات، بحيث يمكنهم الحذف والتعديل فيها أو الاحتفاظ بها وتحميلها على الأجهزة المختلفة.
الجهاز الجديد يتوفر بسعر 699 دولاراً، ومتاح للطلبات المسبقة بدءاً من 16 نوفمبر الجاري، وسيُطْرَح في الأسواق بحلول العام المقبل.
تصنيفات
