ردت شركة OpenAI على الدعوى القضائية التي أقامها الملياردير الأميركي إيلون ماسك ضدها، مؤكدة موافقته، حين كان في مجلس إدارتها، على قرار الشركة بأن تصبح كياناً ربحياً، مشيرة إلى أنه كان يرغب في "سيطرة إدارية" على الشركة مطورة ChatGPT، وانفصل عنها بعد رفض المقترح.
وبحسب بيان الشركة، على موقعها الرسمي، فقد جمعت الشركة، "كمنظمة غير ربحية"، أقل من 45 مليون دولار من ماسك وأكثر من 90 مليون دولار من المانحين الآخرين، بعد أن كان الملياردير الأميركي يدفع الشركة إلى أن "تكون أكثر طموحاً في جهودها لجمع الدعم المالي لجهودها البحثية وذلك في بداية الشركة" خلال 2015.
كان مؤسسا شركة OpenAI، سام ألتمان، وجريج بروكمان، يخططان لجمع 100 مليون دولار، إلا أن ماسك أكد أن هذا الرقم "لن يكون مبهراً كفاية لجذب المستثمرين"، وحث المؤسسين الآخرين، على "رقم أكبر"، واقترح مليار دولار، متعهداً بأنه "سيغطي أي تكاليف لتحقيق هذا الهدف"، حسبما ورد في بيان الشركة.
أصل الخلاف
وأشارت OpenAI، إلى أنها خلال مسارها البحثي، نحو إنشاء نماذج الذكاء الاصطناعي المطلق Artificial General Intelligence، أو اختصارا AGI، اكتشفت الشركة في 2017 أن القدرة الحاسوبية المطلوبة لتحقيق ذلك تتطلب استثمارات تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً، وهو ما كان يتخطى جميع التوقعات، خاصة ماسك.
في هذه المرحلة، "بدأت الشركة تفكر في التخلي عن هيكلها المرتكز على مبدأ اللا ربحية، وبدأ في دراسة هيكل يقوم على تحقيق الأرباح، لتمويل فكرة إنشاء الذكاء الاصطناعي المطلق، وهنا بدأ الاختلاف في وجهة النظر مع ماسك"، حسبما قالت OpenAI في بيانها.
بيان الشركة، أشار إلى أن ماسك، عرض "إما دمجها داخل تسلا"، المملوكة له، أو "سيطرته الإدارية الكاملة"، من خلال إنشاء كيان ربحي مرتبط بها، بحيث يكون له الحصة الأكبر منه، وسيطرة مبدئية على مجلس إدارته، وأن يكون مديراً تنفيذيا للكيان الجديد، لكن الشركة "رأت أن هذا القرار سيكون خاطئاً".
وقالت مطورة ChatGPT، إنها عندما رفضت مقترح مالك منصة "إكس"، عرض ماسك دمج OpenAI مع تسلا، بحيث تكون الثانية هي الممول المالي للأولى.
وخلال تلك المفاوضات، بحسب بيان الشركة، أوقف ماسك دعمه المالي، ليتدخل ريد هوفمان، مؤسس "لينكد إن" وأحد المستثمرين الأوائل في OpenAI، لتغطية التكاليف ومرتبات الموظفين.
وقالت الشركة، إن ماسك رحل في فبراير 2018، معللاً ذلك بأنه "يرغب في إنشاء منافس لجوجل في سوق الذكاء الاصطناعي، وسيقوم بذلك بنفسه".
وفي ديسمبر من العام نفسه، تواصل ماسك عبر الإيميل مع OpenAI قائلاً: "جمع مئات الملايين من الدولارات لن يكون كافياً، لابد من جمع مليارات الدولارات وإلا لن تتمكنوا من تحقيق هدفكم"، حسبما ورد في البيان.
اتهامات ماسك
وفي دعواه القضائية، اتهم ماسك، الشركة الناشئة، بالانحراف عن مهمتها ببناء "الذكاء الاصطناعي المسؤول"، وأنها "أصبحت خاضعة لشركة مايكروسوفت"، أكبر مستثمريها.
كما انتقد ماسك، علاقة الشركة الناشئة مع مايكروسوفت، معتبراً أنها أضعفت مهمة OpenAI الأصلية في خلق "تقنية مفتوحة المصدر خالية من تأثير الشركات المفرط"، قائلا: "حتى يومنا هذا، ما زال موقع OpenAI Inc. على الويب يؤكد أن ميثاقها هو ضمان أن تستفيد البشرية جمعاء من الذكاء العام الاصطناعي".
ولكن الشركة أوردت خطاب، أرسله رئيس باحثيها للذكاء الاصطناعي، إيليا ساتسكيفير، إلى ماسك يقول فيه: "في الوقت الذي نقترب فيه من بناء الذكاء الاصطناعي، سيكون من الأفضل أن نميل أكثر بعيداً عن المصدر المفتوح لتقنياتنا.. فكلمة Open في اسم الشركة OpenAI تعني إتاحة الوصول لتقنيات الذكاء الاصطناعي للجميع. وبالتالي فمن المقبول ألا نشارك معرفتنا العلمية"، وقد رد ماسك "نعم موافق".
واختتمت الشركة بيانها بالقول: "نحن في غاية الحزن لأن الأمور قد وصلت إلى هذا الحد مع شخص كنا نعجب به كثيراً - شخص ألهمنا لنطمح، ثم أخبرنا بأننا سنفشل، وأسس منافساً، ثم أقام ضدنا دعوى، عندما بدأنا نحقق تقدماً مهماً نحو مهمة OpenAI بدونه".