نظام تشغيل آيفون iOS 18.. مزايا ذكية وتحديات كبيرة تواجه أبل

الشركة تراهن على قاعدة مستخدميها العملاقة للفوز بسباق الذكاء الاصطناعي

time reading iconدقائق القراءة - 8
شعار شركة أبل على أحد متاجرها في العاصمة الفرنسية باريس. 6 مارس 2024 - Reuters
شعار شركة أبل على أحد متاجرها في العاصمة الفرنسية باريس. 6 مارس 2024 - Reuters
القاهرة-الشرق

تستعد أبل للكشف عن نهج مختلف للذكاء الاصطناعي، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين WWDC 2024 المقرر عقده في 10 يونيو المقبل، مع التركيز على الأدوات التي تساعد المستخدمين في حياتهم اليومية، وتَرْك بعض الميزات الأكثر إثارة للمنافسين الآخرين، إذ تراهن الشركة على قاعدة مستخدميها العملاقة الذين تتجاوز المليار مستخدم للفوز بهذا السباق، وفق "بلومبرغ".

وتخطط الشركة الأميركية لتقديم ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة إلى أنظمة تشغيل هواتفها iOS 18، وحواسيبها macOS 15، وستتوافق هذه المزايا مع أجهزتها العاملة بشرائح معالجات من العام الماضي، بالإضافة إلى النسخ الأحدث منها.

وستخصص أبل جزءاً كبيراً من مؤتمرها السنوي للمطورين، لرفع النقاب عن مشروعها Project Greymatter، وهو عبارة عن مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي ستدمجها الشركة في التطبيقات الأساسية، مثل Safari، وPhotos، وNotes، إضافة إلى تقديم ميزة لتلخيص الإشعارات.

ويتضمن المشروع الجديد مزايا من بينها، التفريغ النصي للمذكرات الصوتية داخل تطبيق Memos، وتعديل الصور داخل تطبيق Photos باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ومن المتوقع أن يحصل محرك البحث المحلي Spotlight على ميزة تسهّل العثور على الملفات والمعلومات المختلفة عبر مختلف الأجهزة، اعتماداً على الذكاء الاصطناعي، من خلال تحليل المحتوى بمختلف أنواعها، وهذا يشبه إلى حد كبير ميزة Recall التي كشفت عنها مايكروسوفت مؤخراً ضمن الجيل الجديد من حواسيب Copilot+ PC الشخصية.

كما سيتم تحسين البحث على الإنترنت عبر متصفح Safari، إذ من المتوقع أن يحصل مستخدموه على تجربة بحث مميزة، لتتمكن من مضاهاة ما تقدمه متصفحات مثل "Arc، وجوجل كروم، وإيدج، وبرايف"، وغيرها ممن وظفوا الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة تصفح مختلفة.

وسيحصل مساعد أبل الشخصي Siri على ترقية تُعد الأضخم منذ إطلاقه في 2011، تضيف إلى المزيد من التفاعلات الطبيعية بناء على نماذج اللغة الكبيرة الخاصة بالشركة، حيث سيكون أكثر بشرية في أسلوب التواصل ونبرة الصوت، وأيضاً في سرعة التجاوب ودقة المعلومات.

يُذكر أن باحثي أبل قد توصلوا إلى أسلوب جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، لالتقاط الأوامر الصوتية التي يوجهها المستخدم إلى هاتف "آيفون"، دون الاعتماد على مساعد صوتي ذكي مثل Siri.

وأشار الباحثون إلى أن نتائج الدراسة الجديدة، جاءت مبهرة، إذ استطاع النموذج الذكي توقُّع المرات التي يتحدث خلالها المستخدم إلى هاتفه، بدقة تفوق ما حققته نماذج تعتمد على قواعد بيانات نصية، أو مقاطع صوتية فقط، وارتفعت معدلات دقة التوقع طردياً، مع زيادة حجم النموذج اللغوي المستخدم في الدراسة.

ولكن الباحثين، الذين يعمل معظمهم في قطاع تطوير مساعد أبل الذكي Siri، لم يكشفوا عما إذا كانت نتائج دراستهم سيتم استخدامها كبديل أذكى، لجعل هواتف "آيفون" تلبي طلبات المستخدم، دون الحاجة إلى استدعاء المساعد بالعبارة الشهيرة "Hey Siri".

وتوقّع تقرير "بلومبرغ" قدوم إصدار مطوَّر من Siri في طريقه إلى ساعة أبل الذكية Apple Watch، لتسهيل إتمام الأوامر والحصول على المعلومات خلال التنقل في أي مكان، دون الحاجة لاستخدام هاتف آيفون.

كما ستتلقى أدوات المطورين تحسينات ذكية، بما في ذلك منصة Xcode، لتسهيل إطلاق إصدارات مطورة من التطبيقات لمختلف أجهزة أبل.

وسيحصل مستخدمو هواتف آيفون وأجهزة ماك على فرصة فريدة لتطوير وجوه تعبيرية تناسب ما يفكرون أو يشعرون به، من خلال إنشاء رموز تعبيرية بالذكاء الاصطناعي، اعتماداً على الأوامر النصية.

كما سيحصل نظام الإشعارات Notifications Center على نصيب الأسد من تحديثات الذكاء الاصطناعي في نظام تشغيل الهواتف المرتقب iOS 18، حيث سيكون المستخدم قادراً على الحصول على ملخصات ذكية لمختلف الإشعارات الفائتة، بما في ذلك الرسائل النصية الفردية، وصفحات الويب والمقالات الإخبارية والمستندات والملاحظات.

تحديات صعبة

وتقف أبل حالياً في وضع لا تُحسد عليه بسوق الذكاء الاصطناعي، فإلى جانب دخولها متأخرة بعدما سطع نجم منافسيها "جوجل، ومايكروسوفت، وميتا، وحتى الشركة الناشئة الواعدة OpenAI"، ات تزال تواجه صعوبة في تحقيق المعادلة الصعبة، وهي إبهار مستخدمي أجهزته بمزايا فريدة تنافسية، مع الحفاظ على معاييرها للخصوصية وتقديم تجربة آمنة.

وستستخدم أبل أسلوبين لتقديم مزايا الذكاء الاصطناعي، إحداهما يعتمد على معالجة البيانات محلياً باستخدام ذاكرة ومعالج الأجهزة مباشرة دون الحاجة إلى الإنترنت، أما الأسلوب الآخر، فيعتمد على المعالجة السحابية، من خلال اتصال أجهزة أبل بمراكز بيانات تعمل بشرائح معالجات M2 Ultra، التي تتطلب اتصال الأجهزة بالإنترنت.

وتتماشى المعالجة المحلية للبيانات على أجهزة أبل مع سياساتها لحماية خصوصية بيانات المستخدمين، ولكن ذلك سيتحقق مع المزايا التي تتطلب قدرات حاسوبية محدودة بعض الشيء، لأن المزايا المتطورة ستحتاج إلى تطور في قدرات المعالجة، ما سيفرض على الشركة اللجوء إلى نقل البيانات لخوادم خارجية لإجراء معالجة أكثر تعقيداً.

وبحسب تقارير سابقة، فإن أبل لم تتمكن بعد من تطوير نماذجها الذكية الخاصة التي تقدم تجارب متطورة ومعقدة، مثل نماذج Gemini من جوجل ونماذج GPT وDALL-E من OpenAI، لذلك يتوقع تقرير "بلومبرغ" أن تتعاون الشركة مع مطورة ChatGPT، وهو ما قد يتم الإعلان عنه خلال فعاليات مؤتمرها السنوي للمطورين.

ولكن من التحديات التي تواجهها أبل هو الوضع المحرج الذي تقف فيه حالياً OpenAI، بعد فوضى حل قطاعها المختص بسلامة تطبيقات وأبحاث الذكاء الاصطناعي، وكذلك خلافها مع نجمة هوليوود سكارليت جوهانسون، حيث OpenAI تعليق تفعيل أحد الأصوات الخمسة المميزة لمنصتها الذكية للدردشة ChatGPT، وذلك بعد اتهام النجمة الأميركية الشركة، بنسخ صوتها عمداً ودون علمها.

ويُعتبر تأخر أبل عن سوق روبوتات الدردشة الذكية أيضاً من المعوقات التي ستحاول الشركة تخطيها خلال الفترة المقبلة، خاصة أن جميع الكبار في السوق التقني أصبح لديهم لاعبين في هذا المجال، فمايكروسوفت لديها Copilot، وجوجل لديها Gemini، وميتا تقدم Meta AI، كما أن OpenAI كانت من الرواد بمنصة ChatGPT.

كما أن تأخر عملاق آيفون عن هذا السوق غير مبرر، خاصة وأنها تعتبر أول شركة تدخلت سوق منصات المساعدين الأذكياء مع Siri.

ويُعتبر مؤتمر WWDC 2024 هو نقطة فاصلة في تاريخ أبل، خاصة مع تعثُّر خطواتها مع نظارتها الذكية Vision Pro، وكذلك وقف العمل بقطاعها للسيارات الذكية بشكل كامل، ليصبح دخول الشركة إلى عصر الذكاء الاصطناعي هو بطاقتها لتثبت أنها ما زالت قادرة على الإبداع والمنافسة.

تصنيفات

قصص قد تهمك