كشفت شركة ميتا عن استراتيجيتها بشأن مستقبل "فيسبوك" خلال العقدين القادمين، مشيرة إلى أنها ستعمل على جذب الشباب بصورة أكبر في محاولة لتغيير نظرتهم إليها على أنها معقل للفئات الأكبر سناً.
وأوضحت الشركة، في بيان، أنها ستركز على تطوير طرق جديدة تجعل مستخدميها من الشباب، في الفئة العمرية بين 18 و26 عاماً، قادرين على الحصول على فرص وأدوات محتوى أكثر تنوعاً يشجعهم على التفاعل والتواصل مع العالم عبر فيسبوك.
وأكدت أنها في الوقت الذي تستهدف خلاله عموم المستخدمين، تركز بشكل كبير على هذه الفئة العمرية، والتي أطلقت عليها "صغار البالغين"، فقد أكدت الشركة أن 40 مليون شاب نشط يومياً في الولايات المتحدة وكندا على فيسبوك، وهذا الرقم هو الأعلى منذ 3 سنوات.
وأشارت الشركة الأميركية إلى أن فيسبوك يعزز من التجارب العملية والحياتية للشباب، بداية من حبهم للتسوق وشراء منزل جديد عبر متجرها Marketplace، مروراً بتعارفهم وتكوين صداقات جديدة والعثور على شركاء حياتهم عبر خدمة Facebook Dating، وحتى استكشاف المحتوى الممتع في Reels والمنشورات المختلفة، وصولاً إلى تأسيس أعمالهم ومشروعاتهم الخاصة والترويج لها من خلال مختلف أدوات المنصة للمحتوى التسويقي التفاعلي.
توسيع نطاق قدرات الذكاء الاصطناعي
وأوضحت الشركة أنها ستركز خلال الفترة المقبلة على توسيع نطاق تقديم أدوات الذكاء الاصطناعي داخل فيسبوك بشكل أفضل، إذ قامت بتحديث تقنيات ترتيب محتوى Reels والمنشورات في صفحة Feeds، لجعل المستوى المقدم للمستخدم أكثر توافقاً مع اهتماماته.
وطورت الشركة تقنيات جديدة يمكنها التعلم من مجموعات البيانات الكبيرة بكفاءة عالية، ما رفع من مستوى نظام اقتراح المحتوى أمام المستخدمين، إذ تستهدف ميتا جعل تقنية فيسبوك لتوصيات المحتوى هي الأفضل في العالم بحلول 2026، لتنافس بذلك تيك توك.
وبالإضافة إلى ذلك، قطعت ميتا شوطاً كبيراً مع تطوير أدوات ونماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، تحت مظلة عائلة نماذجها LlaMa، ما يخلق المزيد من الفرص لاكتشاف المحتوى والعثور على أفكار ومعلومات جديدة على فيسبوك.
وعلى سبيل المثال، وضعت ميتا مساعدها الذكي Meta AI داخل مربع البحث، ليتمكن المستخدم من سؤاله مباشرة بشأن أي موضوع، كما يمكن الاستعانة به عبر الضغط على زر مخصص له على أي منشور للحصول على معلومات أكثر.
تحسينات الفيديو
وأشارت الشبكة الاجتماعية إلى أن تجربة المحتوى المصور على متنها قد تحولت بشكل إيجابي خلال الفترة الماضية، سواء على مستوى الفيديوهات القصيرة Reels أو الفيديوهات الطويلة أو كذلك Stories، إذ أجرت تحسينات على مشغل الفيديو ملء الشاشة المحدث Full Screen Video Player، وشريط لتسهيل تصفح الفيديوهات الطويلة.
كما أضافت الشركة زراً جديداً لتسهيل مشاركة الفيديوهات، والذي شهد معدل زيادة سنوي بنسبة 80%، سواء على مستوى الرسائل المباشرة داخل خدمات ميتا، مثل واتساب وإنستجرام وماسنجر، أو على أي من تطبيقات الطرف الثالث.
وسلطت الشبكة الاجتماعية أيضاً الضوء على برامجها وأدواتها الموجهة لصناع المحتوى لمساعدتهم على الابتكار والإبداع، من خلال تقديم برامج مكافآت وموارد مالية مختلفة تحقق لهم دخلاً مستقراً، مثل ميزة الوضع الاحترافي Professional Mode، والتي استقطبت قرابة 100 مليون مستخدم قاموا خلال الـ18 شهراً الماضية بتحويل حساباتهم الشخصية إلى حسابات احترافية، لتقديم المحتوى وتكوين قاعدة جماهيرية لمحتواهم من المتابعين، وكذلك تحقيق الأرباح من خلالها.
وجعل هذا صناع المحتوى قادرين على تحقيق الأرباح من مختلف أشكال المحتوى المصور، من فيديوهات وصور، وكذلك المحتوى النصي.