تخطت أبل شركة مايكروسوفت لتستعيد لقبها باعتبارها الشركة الأكثر قيمة في العالم، وهي أحدث علامة على تحسن معنويات المستثمرين بشأن نموها ومكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك بعد ارتفاع قوي لسهم الشركة، بما في ذلك أكبر صعود لسعر سهم أبل، لمدة ثلاثة أيام متواصلة منذ أغسطس 2020، لتغلق التعاملات برأسمال سوقي قدره 3.285 تريليون دولار، مقارنة بـ3.282 تريليون دولار لصالح مايكروسوفت.
وتُعد هذه هي المرة الأولى منذ يناير التي يغلق فيها سهم أبل بقيمة سوقية أعلى من مايكروسوفت، ويمثل ذلك أحدث تعديل في صفوف أكبر الأسهم في وول ستريت. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أغلقت شركة أبل في المركز الثالث بعد Nvidia.
سباق الذكاء الاصطناعي
قال ريس ويليامز، كبير الاستراتيجيين في شركة "وايف كابيتال مانجمنت" (Wayve Capital Management): "لدى الناس درجة عالية من الاقتناع بأنهم سيكونون فائزين في مجال الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن هذه هي السوق التي إذا كنت فائزاً فيها، فستجني الكثير. أفترض أن كلاً من مايكروسوفت وأبل ستتسابقان إلى حد ما في المستقبل المنظور، كما ستشارك Nvidia أيضاً في المنافسة".
ارتفع سعر سهم الشركة التي يقع مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا 0.6%، الخميس، صاعداً للجلسة الثالثة على التوالي، كما سجل، الثلاثاء، أيضاً أكبر نسبة صعود يومي في جلسة واحدة منذ نوفمبر 2022. وأدى ارتفاع السهم 11% في 3 جلسات متتالية إلى ارتفاع قيمة الشركة السوقية بمقدار 323.9 مليار دولار. وهذا أكبر من جميع مكونات مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) باستثناء عدد قليل منها.
وعلى الجانب الآخر، صعد سعر سهم مايكروسوفت بنسبة 0.1%، الخميس.
قدرات أبل
كان العامل المحفز لصعود سعر السهم هو العرض التقديمي الذي قدمته أبل في مؤتمر المطورين العالميين الذي ركز على الذكاء الاصطناعي يوم الاثنين، والذي عزز الآمال في أن يدفع العملاء ثمن الجيل التالي من أجهزة "آيفون"، مما حفز انتعاش النمو الذي طال انتظاره. انخفضت الإيرادات 4.3% في الربع المالي الثاني لشركة "أبل"، وهو الانكماش الخامس في الأرباع الستة الماضية.
كتب وامسي موهان، المحلل لدى "بنك أوف أميركا": "من المرجح أن تؤدي وظائف الذكاء الاصطناعي إلى دفع دورة ترقية متعددة السنوات من الاستبدال الأسرع، والمزيد من التبديل، وزيادة متوسط أسعار البيع. يمكن لـ"(أبل إنتليجنس) أن تقود دورة ترقية كبيرة، كما أن تقديرات الإجماع منخفضة للغاية".
جاء حدث الذكاء الاصطناعي في أعقاب تقرير ربع سنوي إيجابي في أوائل مايو، عندما أعلنت "أبل" أيضاً عن خطة إعادة شراء أسهم بقيمة 110 مليارات دولار، وهو أكبر برنامج إعادة شراء في تاريخ الولايات المتحدة.
وحتى مع القوة الأخيرة، فإن المخاوف بشأن النمو حدت من مكاسب أبل، مقارنة ببقية شركات التكنولوجيا الكبرى.
أدى ارتفاع السهم، الخميس، إلى دفع مكاسب سهم أبل في العام الحالي إلى 11%، أي أقل مما حققه مؤشر "ناسداك 100" البالغ 16%.
الأسهم التي تتمتع بقدر أكبر من الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مايكروسوفت، وأمازون، وألفابت، وميتا، تفوقت جميعها على أبل هذا العام، وقفز سعر سهم إنفيديا، بأكثر من 160%.
هذا المحتوى من "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ"