أبرمت شركة إنفيديا (NVIDIA)، اتفاقية شراكة مع مجموعة خدمات الاتصالات القطرية Ooredoo، لتزويد مراكز بيانات المجموعة في 6 دول، بتقنيات وشرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة، في سابقة أولى لدخول تقنيات الشركة الأميركية الذكية سوق الشرق الأوسط.
وأعلنت Ooredoo، في بيان، أن الاتفاقية تتيح لها أن تصبح الشريك السحابي لشركة "إنفيديا" في أسواق عدّة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، دون الإفصاح عن قيمة الصفقة التي تم توقيعها خلال مؤتمر DTW24 ضمن منتدى TMForum في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن.
وفي تصريحات لـ"الشرق"، قال الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة Ooredoo إن الشراكة مع إنفيديا تأتي في إطار مجالات الحلول التقنية، وخدمات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، بهدف تقديم أفضل الحلول للشركات في منطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا.
وأضاف: "جرى إعلان الشراكة مع إنفيديا في 6 دول، وهي: قطر، والجزائر، وتونس، وعمان، والكويت، وجزر المالديف، وسيتم استضافة رقائق، ووحدات معالجة الرسوميات من إنفيديا في المنطقة، من خلال بيئة آمنة للعملاء".
وعن طبيعة خدمات الذكاء الاصطناعي التي يتضمنها الاتفاق بين الجانبين، قال الشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني إنه سيتم توظيف التقنيات في رفع كفاءة التشغيل في الشبكات، وإدارة خدمة العملاء، وتطوير استراتيجية التحول الرقمي، ومتابعة العمليات اليومية بمختلف قطاعات التشغيل.
وفي حوار له مع رويترز، أوضح عزيز العثمان فخرو، المدير التنفيذي لـ Ooredoo، أن الاتفاق الجديد سيتيح لعملاء الشركة الوصول إلى تقنيات متطورة للذكاء الاصطناعي، والتي لن يصل إليها منافسوهم قبل عام ونصف أو عامين، إذ سيتمتع عملاء المجموعة القطرية بالحصول على فرصة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقوة المعالجة الفائقة لشرائح إنفيديا.
وأضاف أنه يمكن للحكومات والشركات والشركات الناشئة في كل من دولة قطر والجزائر وتونس وسلطنة عُمان والكويت والمالديف، من خلال هذا التعاون، الحصول على الحزمة المتكاملة لمنصة الذكاء الاصطناعي المقدمة من "إنفيديا"، بما يسهل على العملاء نشر تطبيقات وخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية.
"فخرو" أوضح أن "أوريدو" تستثمر مليار دولار لتعزيز سعة مركز البيانات الإقليمي لديها بمقدار 20 إلى 25 ميجاواط إضافية، إلى جانب 40 ميجاواط لديها حالياً.
وفصلت المجموعة القطرية مراكز البيانات الخاصة بها في شركة منفصلة، بعد خطوة مماثلة العام الماضي، لإنشاء شركة مستقلة لأبراج الاتصالات بالشرق الأوسط في صفقة مع شركتي "زين" الكويتية، و"تاسك تاورز" في دبي.
وهذه الشراكة، الأولى من نوعها، بمثابة "خطوة إيجابية" نحو علاقة مثمرة بين إنفيديا وشركات الشرق الأوسط، خاصة مع "التضييقات التجارية التي تفرضها واشنطن على وصول شرائح الذكاء الاصطناعي، وخاصة من إنفيديا، إلى دول المنطقة، خاصة مع توطُّد العلاقات مع الشركات الصينية العاملة في هذه السوق"، وفق ما ذكره تقرير لـ"بلومبرغ".
تهدف القيود، وفق "بلومبرغ" إلى منح واشنطن وقتاً كافياً لتطوير استراتيجية شاملة حول كيفية نشر هذه الرقائق المتقدمة في الخارج، بحسب الأشخاص المطلعين، الذين قال بعضهم إن ذلك يشمل التفاوض بشأن من يتولى إدارة وتأمين المنشآت المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.