قدّم باحثون بجامعة بريطانية، إجابات مُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي، لاختبارات حقيقية في مؤسستهم التعليمية، مما خدع الأساتذة، وحصلوا على درجات أفضل من نظرائهم العاديين.
الدراسة، التي أُجريت في جامعة "ريدينج" البريطانية ونُشرت في مجلة PLOS ONE، تُظهر كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل التعليم، بشكل عام، ويقدم للمعلمين تحديات جديدة، بينما يحاولون وضع خطط تعليم، وتقييم الطلاب في المستقبل.
وقال إتيان روش، أستاذ علم النفس في ريدينج وأحد مؤلفي الدراسة، إن البحث يسلط الضوء على المسؤولية التي يحملها مقدمي المحتوى الأكاديمي، وكذلك الطلاب، إذ يؤكد على ضرورة الالتزام بالنزاهة الأكاديمية، والبحثية.
في الدراسة، أخذ الباحثون اختبارات من عدة دورات جامعية في علم النفس، واستخدموا برنامج ChatGPT من OpenAI لتوليد إجابات لها، وقدموا النتائج بأسماء طلاب وهمية، وتطلبت الاختبارات إما إجابات قصيرة لا تتجاوز 200 كلمة، أو مقالات من 1500 كلمة.
قام أساتذة آخرون، لم يكونوا على علم بالدراسة، بتقييم الاختبارات، ولم يتمكنوا من التعرف على الإجابات المُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي سوى بنسبة ضئيلة تبلغ 6%، وفقًا للورقة البحثية، إذ مرر الأستاذة الغالبية العظمى من الإجابات، بوصفها كُتبت بواسطة البشر، والأكثر أهمية أن الإجابات التي أنشأها الذكاء الاصطناعي، حصلت على درجات أعلى مقارنةً بالطلاب الفعليين.
وصف الباحثون الدراسة بأنها "أكبر وأشمل دراسة عمياء Blind Study من نوعها"، حول تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم حتى الآن، وهي نوع من الدراسات البحثية التي يتم خلالها الاستعانة بأطراف خارجية لا علم لها بظروف، وأهداف الدراسة، وإجرائها من الأساس.
يقترح الباحثون في الدراسة ضرورة تغيير طريقة تقييم الطلاب، مشيرين إلى أنه يجب دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم بطريقة ما، فمع تطور التقنيات السريع، وقدرتها على محاكاة أسلوب البشر في الكتابة، ستصبح الامتحانات المنزلية، أو حتى الاختبارات التي تُجرى على الكمبيوتر شيئاً من الماضي بسرعة، إذا لم تكن بالفعل في طريقها للاندثار.
ولكن فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، فإن هذا موضوع مثير للجدل، وينقسم الأساتذة بين من يرون في المستقبل، الطلاب عاجزون ويعتمدون على الذكاء الاصطناعي كعكاز، وبين من يرون أن الذكاء الاصطناعي هو أداة تقنية جديدة تعليمية مميزة.
يذكر أن الذكاء الاصطناعي، أثبت قدرته على تقليد أسلوب البشر أيضاً في التراسل الفوري بدقة فائقة، جعلت بعض المستخدمين من البشر غير قادرين على التمييز بين ما إذا كان من يتحدثون إليه بشر، أم روبوت دردشة، وفق دراسة أجريت مؤخراً.