أظهرت بيانات لوزارة التجارة الأميركية أن شحنات أشباه الموصلات وسلع أخرى محظورة عبر الصين وهونج كونج لدعم العمليات الحربية الروسية في أوكرانيا قد انخفضت بمقدار الخمس هذا العام، لكن هونج كونج لا تزال ذراع موسكو الرئيسية لتجنب العقوبات.
بحسب رويترز، انخفضت الشحنات عبر هونج كونج من العناصر التقنية ذات الأولوية العالية، وهي تتضمن مكونات متقدمة تشمل الإلكترونيات الدقيقة التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مكون رئيسي للحرب الروسية في أوكرانيا، بنسبة 28% في الفترة بين شهريّ يناير ومايو، وفقاً لمسؤول في وزارة التجارة الأميركية.
وخلال نفس الفترة، انخفضت الشحنات عبر الصين بنسبة 19%، وذكرت التجارة الأميركية أن جهودها تشمل "تقييد وصول روسيا إلى التكنولوجيا وغيرها من العناصر التي تحتاجها للحفاظ على حربها الوحشية ضد أوكرانيا".
صنفت واشنطن كلاً من هونج كونج والصين بأنها مراكز رئيسية لموسكو، فيما يتعلق بتوفير المواد الحيوية لعملياتها العسكرية ضد كييف، بما في ذلك أشباه الموصلات والطائرات بدون طيار.
وتفرض الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على الصين لدعمها الحرب الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك تصدير الأجزاء والمعدات التي تحتاجها موسكو لتسليح جيشها، وقد فرضتا الخارجية والخزانة الأميركية عقوبات موسعة على عدة شركات تربطها صلات تجارية مزعومة مع الجيش الروسي.
أوضح المسؤول الأميركي أن التراجع في التدفقات غير المشروعة يعود إلى عدة عوامل، بما في ذلك الخطوات الصارمة من جانب السلطات الأميركية، والتواصل مع الشركات التي يتم شحن منتجاتها بطريقة غير مشروعة إلى موسكو، دون أن يحدد شركات بعينها.
"لا تعليق"
ولم تعلق حكومة هونج كونج على أسئلة بشأن شحن البضائع إلى روسيا، لكنها قالت: "ليس لدينا السلطة القانونية لاتخاذ إجراء بشأن العقوبات الأحادية التي تفرضها دول أخرى.. وننفذ بقوة العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بناءً على تعليمات وزارة الخارجية الصينية، بما في ذلك تلك المتعلقة بكوريا الشمالية".
ولم ترد إدارة الجمارك الصينية ووزارة الخارجية الصينية على طلبات للتعليق، كما لم يكن هناك رد من السفارة الروسية في واشنطن.
وأظهرت بيانات جمركية منفصلة من C4ADS، وهي منظمة غير ربحية للأمن العالمي مقرها واشنطن، أن أكثر من 200 شركة مسجلة في هونج كونج قد شحنت بضائع بقيمة ما يقرب من ملياري دولار إلى عملاء روس، في الفترة بين أغسطس وديسمبر 2023.
شرائح أميركية
ووفقًا لتقرير لجنة الحرية في هونج كونج (CFHK) الذي اطلعت عليه رويترز، تم شحن سلع بقيمة 750 مليون دولار من عناصر CHPL عبر هونج كونج بين أغسطس وديسمبر 2023، بما في ذلك شرائح سيليكون من شركات إنفيديا وإنتل وTexas Instruments الأميركية و الفرنسية Vectrawave.
أوضحت إنفيديا، في بيان، أنها أوقفت معاملاتها التجارية مع روسيا منذ مارس 2022 وتطلب من عملائها الامتثال لجميع القوانين الأميركية، وقد صرحت Texas Instruments أنها "تعارض بشدة" استخدام شرائحها في المعدات العسكرية الروسية وتحويل منتجاتها بشكل غير مشروع إلى روسيا، وأقرت إنتل إنها تعمل وفقًا للوائح التصدير والعقوبات الأميركية وتُحمل الموردين والموزعين مسؤولية الامتثال لنفس اللوائح القانونية، بينما لم ترد Vectrawave على طلب للتعليق.
وأظهرت بيانات C4ADS لعام 2023 أن شحنتين من إنفيديا بقيمة 1.58 مليون دولار و1.21 مليون دولار، قد تم شحنها إلى شركة تدعى Lotos مقرها موسكو، وذلك من قبل شركة تدعى Malachor Electronics لها عنوان سري بحي الأعمال المركزي في هونج كونج.
وبين أغسطس وديسمبر من العام 2023، تم شحن بضائع بقيمة 17.6 مليون دولار من إنفيديا إلى روسيا بواسطة شركات شحن في هونج كونج، وذلك بعد تداولها في دول مثل الصين وتايوان وتركيا وتايلاند وصربيا والإمارات، وفقًا للسجلات الجمركية التي استعرضتها رويترز.
تضمنت شحنات الشرائح منصات إنفيديا مختلفة، مثل Jetson TX2، والتي تعد من المكونات المستخدمة في الطائرات بدون طيار التي اكتشفتها الحكومة الأوكرانية في ساحة المعركة.
وقال جون ريزو، المتحدث باسم إنفيديا، أن منصات Jetson تتوفر في حالة مستعملة من خلال العديد من القنوات التجارية، مشيراً إلى أن الشركة لا يمكنها تتبع المنتجات في عملية إعادة البيع، مؤكدا أن الشركة ستتخذ الإجراءات المناسبة في حال رصدت أي من عملائها يقوم بانتهاك ضوابط التصدير الأميركية.