شرائح الذكاء الاصطناعي.. عمالقة التكنولوجيا يتحدون لمواجهة سيطرة نفيديا

جوجل وإنتل وسامسونج وكوالكوم وشركات أخرى تستهدف حزمة مفتوحة المصدر من أدوات البرمجة

time reading iconدقائق القراءة - 7
بعض شرائح نفيديا داخل أحد مراكز البيانات في مومباي الهندية. 14 مارس 2024 - Bloomberg
بعض شرائح نفيديا داخل أحد مراكز البيانات في مومباي الهندية. 14 مارس 2024 - Bloomberg
القاهرة-محمد عادل

بدأت الشركات التقنية العملاقة محاولاتها للمنافسة داخل سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، أمام شركة نفيديا المستحوذة على النصيب الأكبر، بنسبة تتخطى 80%.

وتتعاون شركات: جوجل وإنتل وسامسونج وArm وكوالكوم وغيرها، حالياً لكسر بيئة العمل المغلقة التي فرضتها نفيديا على مطوري الذكاء الاصطناعي، فأكثر من 4 ملايين مطور بحسب نفيديا، يعتمدون على منصتها CUDA، وكذلك آلاف الشركات حول العالم يستخدمون شرائح معالجاتها H100 وB200 والجيل الأحدث B200.

وشكّل عمالقة التكنولوجيا، مؤسسة جديدة أطلقوا عليها اسم Unified Acceleration Foundation، أو اختصاراً UXL، تستهدف تطوير حزمة مفتوحة المصدر من الأدوات البرمجية، بحيث تحرر المطورين من سيطرة نفيديا، ويكون لديهم مطلق الحرية لتشغيل أنظمتهم البرمجية على أي شرائح ذكية وأية معدات تقنية مختصة بالذكاء الاصطناعي، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز".

التحرر من القيود

وأوضحت المؤسسة أن التفاصيل التقنية للمشروع ستتضح بحلول النصف الثاني من العام الجاري، إلا أنه لم يتم تحديد تاريخ معين لإطلاق حزمة الأدوات البرمجية.

في الوقت الحالي، المشروع يتضمن معيار OneAPI مفتوح المصدر، المطور من جانب شركة إنتل، ليجعل المطورين قادرين على استخدام مختلف اللغات البرمجية وأدوات التطوير، دون إلزامهم بأدوات محددة أو معمارية برمجية معينة مثل منصة كودا من نيفيديا.

وأكد الكيان الجديد أن المشروع، يستهدف مبدئياً فتح باب الاختيار أمام المطورين بشأن الأدوات البرمجية المستخدمة، ولكن عند المضي قدماً سيدعم المشروع معدات نفيديا من شرائحها الذكية وكذلك منصتها البرمجية.

وتسعى المؤسسة، إضافة المزيد من مصنعي الشرائح الذكية وخدمات الحوسبة السحابية مثل مايكروسوفت وأمازون، للتأكد من أن حزمة الأدوات البرمجية التي سيتم تطويرها تتوافق مع العمل على أي شرائح أو منصات.

مايكروسوفت وAMD

وكشف تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ" في مايو الماضي، أن "مايكروسوفت" تتعاون مع شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" AMD؛ للعمل على توسع مصنعة الرقائق إلى مجال معالجات الذكاء الاصطناعي، بهدف تقديم بديل ينافس شرائح نفيديا، وفي نفس الوقت يعوّض نقصها الشديد نتيجة الطلب الضخم عليها.

وأشار التقرير إلى أنه تحت مظلة هذا التعاون، توفر "مايكروسوفت" الدعم لتعزيز جهود AMD، وتعمل مع شركة صنع الرقائق على تطوير معالج محلي لـ"مايكروسوفت" يلائم أحمال عمل الذكاء الاصطناعي، الذي مُنح الاسم الكودي "أثينا" Athena.

وتعكس تلك الخطوة ترسيخ مشاركة "مايكروسوفت" في صناعة الرقائق، فما زالت الشركة تؤسس قسماً للسيليكون على مدى السنوات الماضية تحت قيادة راني بوركار، المديرة التنفيذية السابقة بشركة "إنتل"، ووصل عدد العاملين بالمجموعة حالياً إلى نحو ألف موظف.

ويعمل مئات من هؤلاء الموظفين على مشروع "أثينا"، وأنفقت "مايكروسوفت" نحو ملياري دولار على جهود تطوير الرقائق، إلا أن هذا المشروع لا يعني نية عملاق ويندوز للانفصال عن نفيديا، إذ تنوي "مايكروسوفت" الاستمرار في العمل الوثيق مع هذه الشركة، التي تعد رقائقها عصب تدريب نظم الذكاء الاصطناعي وتشغيلها.

سامسونج ومحاولة منفردة

في الوقت الذي تتعاون فيه مع مؤسسة UXL، كشف تقرير عن جهود منفردة تبذلها شركة سامسونج، لمنافسة نفيديا على عرش سوق أشباه الموصلات، تتمثل في شريحتها القادمة Mach-1، وفق تقرير نشره موقع "سول إيكونوميك ديلي".

وتعتزم سامسونج المنافسة في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي بمنتجها الهادف لإنجاز مهام الاستدلال Inference، كما أن الشركة تحاول من خلالها التغلب على تحدٍ يواجه مختلف الشرائح الأخرى، وهو بطء عملية نقل البيانات بين معالج الرسوميات GPU والذاكرة داخل الشرائح، إلى جانب الاستهلاك المطرد للطاقة.

Mach-1، تستهدف تقديم تطبيقات ذكاء اصطناعي مع استهلاك أقل للطاقة، ومن المتوقع أن تدخل حيز الإنتاج الموسع بنهاية العام الحالي على أن يتم الكشف عنها رسمياً بحلول 2025.

وأوضح التقرير أن سامسونج كشفت عن شريحتها الجديدة خلال الدورة الـ 55 من اجتماعها السنوي للمستثمرين، إذ أعلن خلاله كي هيون كيونج، مدير قطاع أشباه الموصلات في الشركة، أن تصميم الشريحة الجديدة قد مر بعملية التأكد من الصحة التقنية، إلا أن إنهاء عملية تصميم الرقاقة الجديدة ما زالت في طي التنفيذ.

الشريحة الجديدة هي نتاج جهود فريق جديد أنشأته سامسونج، يركز على تطوير تقنيات تهدف الوصول إلى الذكاء الاصطناعي المطلق AGI، وهو مستوى من الذكاء الاصطناعي الذي يقترب فيه من الذكاء البشري الفطري في التعامل مع العالم.

وخلال المؤتمر، أعلن كيونج أن القطاع الجدي، يسعى نحو إنشاء جيل جديد كلياً من رقائق أشباه الموصلات؛ لتلبي متطلبات معالجة البيانات لأنظمة الذكاء الاصطناعي المطلق المستقبلية.

نفيديا.. عملاق رقائق الذكاء الاصطناعي

أحكمت نفيديا قبضتها على سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، نتيجة قدرتها السريعة على مواكبة التطور المطرد في النماذج الذكية ومعدل الطلب غير المسبوق من جانب الشركات التقنية على رقائق تدريب وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي، إذ تجاوزت القيمة السوقية لعملاق شرائح السيليكون حاجز تريليوني دولار لأول مرة في فبراير الماضي، لتكون بذلك ثالث أغلى شركة في العالم من حيث القيمة السوقية بعد مايكروسوفت، وآبل.

وتمكنت الشركة من طرح مجموعة متطورة من الرقائق التي تناسب مختلف احتياجات الشركات، وذلك في صورة معالجات H100، وB100، ومؤخراً طرحت B200.

كما دخلت الشركة أيضاً إلى سوق تطوير أدوات ومنصات الذكاء الاصطناعي الموجهة لخدمة أهداف محددة، سواء على مستوى التصميم أو الخدمات الطبية والسيارات الذكية والروبوتات.

تحقيق المعادلة الصعبة عبر تقديم منصات وأدوات برمجية للمطورين مدعومة ببنية تحتية قوية، إلى جانب تقديم رقائق السيليكون لبناء وتدريب وتشغيل النماذج الذكية، جعل من نفيديا، ترس رئيسي في عجلة تطور الذكاء الاصطناعي، يصعب استبداله، على الأقل في الوقت الحالي.

تصنيفات

قصص قد تهمك