قال الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، إيلون ماسك، إن شركته ستبدأ في "إنتاج منخفض" لروبوتات شبيهة بالبشر لاستخدامها داخل مصانعها خلال العام المقبل.
ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من تصريح ماسك بأن الشركة ستطرح الروبوتات بحلول نهاية 2024. وذكر ماسك في منشور على منصة "إكس"، أن شركة تصنيع السيارات الكهربائية تأمل زيادة إنتاج الروبوتات لصالح شركات أخرى بحلول عام 2026.
وفي أبريل الماضي، قال ماسك إن روبوت تسلا، المعروف باسم "أوبتيموس"، سيكون قادراً على أداء مهام في المصانع بحلول نهاية هذا العام، وقد يكون جاهزاً للبيع في نهاية 2025.
وتطور شركتا هوندا اليابانية و"بوسطن ديناميكس" التابعة لشركة "هيونداي موتور"، روبوتات شبيهة بالبشر منذ عدة سنوات، حيث تراهن على سد نقص العمالة المحتمل وأداء المهام المتكررة التي قد تكون خطيرة أو مملة، مثل الخدمات اللوجستية والتخزين والتصنيع.
ولدى ماسك تاريخ من الفشل مع الوفاء ببعض وعوده، فمثلاً أجَّلت تسلا طرْح خدمتها لنقل الركاب بسيارات تاكسي تسلا الروبوتية ذاتية القيادة من 8 أغسطس المقبل وحتى أكتوبر المقبل.
وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت أسهم تسلا بنحو 1% في معاملات ما قبل فتح سوق الأسهم الاثنين الماضي.
وشهدت الفترة الماضية، صعود العديد من الشركات العاملة في مجال تطوير الروبوتات ذات الهيئة البشرية، بالتزامن مع طفرة الذكاء الاصطناعي التي بدأت موجتها في الارتفاع منذ نهاية 2022 مع النجاح الجارف لمنصة ChatGPT.
وهناك العديد من الشركات التي تنافس تسلا في هذا السوق، مثل Physical Intelligence وFigure و1X، وغيرهما من شركات تركز على تطوير روبوتات بهيئة بشرية تستهدف دخول المصانع لرفع الإنتاجية، والعمل جنباً إلى جنب مع البشر.
هل البشر في خطر؟
وعلى الرغم من التطور الكبير في تصميمات هياكل ومستشعرات الروبوتات وكذلك أنظمتها الذكية لفهم العالم، إلا أن مؤخراً تزايدت الحوادث الخطيرة التي تعرّض لها البشر بسبب انتشار الروبوتات، ووصلت الخطورة إلى حد الموت.
وكان عامل داخل مصنع في كوريا الجنوبية تعرّض للسحق بواسطة روبوت في 2023 بعدما فشل في التمييز بينه وبين صناديق المنتجات، حيث رفعه لأعلى ووضعه بقوة على خط الإنتاج، حسبما أفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء.
وكان العامل يفحص مستشعرات الروبوت في مركز توزيع للمنتجات الزراعية في مقاطعة جيونج سانج الجنوبية، عندما باغته الروبوت، ووضعه على الحزام الناقل، ما تسبب في سحق وجهه وصدره، ونُقل بعد ذلك إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة لاحقاً متأثراً بجراحه.
وهذه هي الواقعة الثانية في عام واحد، إذ سبقها حادث آخر تسبب خلاله روبوت صناعي في تعرّض عامل كوري لإصابات بالغة في مصنع لإنتاج قطع غيار السيارات.
ورصدت دراسة، نشرتها المجلة الأميركية للعلوم الصناعية مطلع العام الجاري، حوادث عديدة، لقي فيها 41 شخصاً مصرعهم، بسبب الروبوتات داخل المصانع، في الفترة بين 1992 و2017.
وأشارت الدراسة، إلى أن 83% من الحوادث تسببت فيها روبوتات ثابتة، بينما النسبة المتبقية أحدثتها الروبوتات المتحركة.
وأوضحت الدراسة، أن 4 من أصل كل 5 حوادث، كانت تقع خلال عمليات الصيانة الدورية للروبوتات، ما يعكس أن الحوادث التي تقع خلال أداء الروبوتات مهامها تشكل نسبة ضئيلة من الخطر على حياة العمال البشر، لذلك يطالب الخبراء بوضع سلامة الإنسان كأولوية قصوى عند تطوير كل جزء من الروبوتات، كي نجعلها خطوة نحو تقدم البشرية، لا القضاء عليها.