أستراليا تلجأ إلى "القتل الرحيم" لإنهاء معاناة حيتان جانحة

time reading iconدقائق القراءة - 7
حيتان فارقت الحياة على رمال شاطئ ميناء ماكواري في الساحل الغربي لخليج تاسمانيا، 24 سبتمبر 2020 ،  - AFP
حيتان فارقت الحياة على رمال شاطئ ميناء ماكواري في الساحل الغربي لخليج تاسمانيا، 24 سبتمبر 2020 ، - AFP
ماكواري هاربر -أ ف ب

اعتمد فريق إغاثة أسترالي، الخميس خيار "القتل الرحيم" لحيتان طيارة صمدت إثر جنوحها عند خليج في تاسمانيا، بعدما نفق 380 حيواناً آخر من الفصيلة ذاتها في حادثة صُنفت بأنها الكبرى من نوعها في المنطقة.

وتخوض السلطات المحلية منذ 4 أيام سباقاً مع الزمن، على إثر جنوح حيتان على الساحل الغربي لجزيرة تاسمانيا، ونجحت فرق الإغاثة في إنقاذ 88 من هذه الحيوانات.

وتعيش الحيوانات في منطقة تاسمانيا مأساة كبيرة، ما دفع السلطات إلى القضاء على 40 حوتاً على الأقل لمداواة أوجاعها، وفق ما ذكرته وكالة "فرانس برس".

حدث طبيعي

وبيّن كريس كارليون، عالم الأحياء البحرية في وزارة البيئة في تاسمانيا، أن "أسلوب القتل الرحيم اعتُمد مع هذه الحيوانات، الخميس، وذلك باستخدام أسلحة نارية وذخائر خاصة"، مضيفاً أنه "ثمة حيوانات أخرى ندرس اللجوء إلى الخيار عينه معها حالياً من منظور الطب البيطري".

وأوضح كارليون أن "هذا الأمر يعتمد حصراً على أسباب مرتبطة بالرفاه الحيواني، إنه أمر نفكر فيه باستمرار، ولا نلجأ إليه إلا في حال الضرورة".

وأشار كارليون إلى أن الحادثة تشكل "حدثاً طبيعياً، إذ إن السواحل الواقعة في جنوب أستراليا وفي نيوزيلندا شهدت جنوح حيوانات كثيرة من هذه الأجناس في السابق، كذلك الأمر في مناطق أخرى حول العالم".

وأضاف عالم الأحياء التاسماني: "نحن نتدخل في مثل هذه الأوضاع، لكن لا نستطيع فعل الكثير لمنع تكرارها".

مهمة مضنية

وفي السياق ذاته، كشف نك ديكا، مدير هيئة المتنزهات الطبيعية في تاسمانيا، أنه "ما زالت بعض الحيوانات على قيد الحياة، ونظن أنها في حالة تتيح لنا أن ننقلها من مكانها".

وأوضح نك أن "فرق الإغاثة تتولى مهمة مضنية جسدياً، وستتابع عمليات الإغاثة حتى هبوط الليل وأيضاً يوم الجمعة".

وعن بداية المهمة، لفت ديكا "بدأنا نقيم خطة، والأولوية حالياً هي لتركها في البحر، وما زلنا نأخذ آراء الخبراء بشأن الموضع المحدد الذي يتعين تركها فيه".

وأشار ديكا إلى أن "تحلل هذا العدد الكبير من الحيوانات قد يؤثر على مستوى الأكسجين في بعض أجزاء الخليج، ويثير اضطرابات على صعيد الحياة البحرية في هذا الموضع".

ووسط صيحات الحيتان، أمضى قرابة 60 شخصاً، بينهم اختصاصيون في حماية البيئة، وموظفون في مزارع مجاورة لتربية الحيوانات البحرية، ساعات في مياه خليج ماكواري هاربر الجليدية.

400 حيوان نافق

وركز المسعفون جهودهم، الخميس، على 25 دولفيناً غارقاً جزئياً، باستخدام سفن عُلقت بها حبال لمواكبتها إلى عرض البحر، ولكن ما زال الجميع مضطراً إلى التفكير بطريقة أفضل لإزالة جيف ما يقرب من 400 حيوان نافق من هذه الثدييات.

وتشكل الجيف الطافية والمنتفخة خطراً على الملاحة ونظافة الخليج، إضافة إلى أنها تجذب أسماك القرش والحيوانات المفترسة الأخرى.

وما زال الخبراء يجهلون سبب حادثة الجنوح الجماعي على الرغم من أن بعضهم يدرسون الظاهرة منذ عقود، فيما يتوقع البعض أن هذه الحيوانات قد تكون ضلت طريقها في هذه المياه المليئة بالحواجز الصخرية لدى اقترابها كثيراً من السواحل بهدف الصيد، أو أنها تبعت حيواناً أو اثنين جنحاً في المنطقة.