ميلانو الإيطالية تحظر التدخين "حتى في الهواء الطلق"

time reading iconدقائق القراءة - 8
رجل يدخن سيجارة في ساحة بيازا ديل دومو في ميلانو التي أصبحت أول مدينة إيطالية تفرض حظراً على التدخين في الهواء الطلق - 19 يناير 2021 - AFP
رجل يدخن سيجارة في ساحة بيازا ديل دومو في ميلانو التي أصبحت أول مدينة إيطالية تفرض حظراً على التدخين في الهواء الطلق - 19 يناير 2021 - AFP
ميلانو-أ ف ب

أبدى ماسيمو غابياديني، وهو صاحب متجر في ميدان دوومو الشهير في ميلانو، ارتياحه إلى حظر التدخين حتى في الهواء الطلق، اعتباراً من الثلاثاء في بعض الأماكن العامة بالمدينة الإيطالية.

وأعلنت بلدية ميلانو حظر التدخين في الحدائق العامة بالمدينة، ومناطق الكلاب، والمقابر، والملاعب، ومناطق الرياضة والترفيه للأطفال، والمرافق الرياضية، بما في ذلك المدرجات ومحطات النقل العام.

وقال "غابياديني": "أخيراً أقرّ هذا القانون. لقد سئمنا الدخان! لكن هذا الرجل البالغ 50 عاماً يشكك في جدية الأمر"، مضيفاً: "أنتظر لأرى ما إذا كان هذا القانون سيطبق فعلاً. في أوروبا الشمالية يحترمون القانون، أما في إيطاليا، فهذا ليس مضموناً".

أماكن معزولة

إن الحظر الذي يشمل حتى المقابر ليس شاملاً، إذ يمكن للراغبين في التدخين أن يفعلوا ذلك في أماكن معزولة، على أن تكون بينهم وبين الآخرين مسافة عشرة أمتار.

في ساحة دوومو الخالية من السياح بسبب جائحة كوفيد-19، والتي لم يشملها منع التدخين، أبدى عدد من المارة فيما هم ينفثون دخان سجائرهم تفاجؤهم بالقانون الجديد.

منطقة حمراء

وصُنّفت ميلانو منطقة حمراء فيما يتعلق بالجائحة، وبالتالي يُعتبر خطر تفشي الفيروس فيها عالياً.

وحدها المتاجر التي تبيع الضروريات الأساسية مفتوحة، ويمكن للمطاعم أن تبيع الطلبات الخارجية فقط.

وذكرت فلوريس ديتميرس، وهي عارضة أزياء نحيفة، 18 عاماً، جاءت من هولندا لحضور أسبوع الموضة الرجالية، أنه: "لا توجد أي علامة في ميلانو تنبه إلى أن التدخين ممنوع في أماكن معينة".

وتابعت: "أتفهم أن يكون التدخين محظوراً داخل الأماكن المغلقة، أما في الخارج فأريد أن تبقى للناس حرية التدخين".

إجراء عادل

 بشكل عام، يحظى الحظر بقبول جيد، حتى من المدخنين مثل ماريا لويجيا دي توما، وهي موظفة استقبال عاطلة من العمل راهناً، تبلغ 63 عاماً.

وتصف ماريا لويجيا هذا الإجراء بأنه "عادل"، معترفة بأن "التدخين أمر مزعج حقاً للأشخاص المحيطين بالمُدخّن".

وتشكّل ميلانو أول مدينة إيطالية تطبّق هذا الحظر الجزئي على التدخين في الهواء الطلق.

وتوضح بلدية المدينة أن الهدف منه "الحدّ من الجسيمات الدقيقة بقطر 10 ميكرومتر (بي إم 10) الضارة بالرئتين، وحماية صحة المواطنين من التدخين النشط والسلبي في الأماكن العامة".

تنفيذ تدريجي

وتحطم العاصمة الإيطالية باستمرار الأرقام القياسية في التلوث، إذ إن حركة المرور كثيفة في عاصمة إقليم لومبارديا الواقعة وسط سهل بو. ويمكن أن تُعزى 8 % من جزيئات "بي إم 10" الدقيقة في ميلانو إلى السجائر.

وتراوح قيمة الغرامات التي ستوقع على المخالفين ما بين 40 و240 يورو، إلا أن مسؤولي بلدية ميلانو أوضحوا أن "هذه العقوبات غير مطبقة في الوقت الراهن"، مشيرين إلى أن "التنفيذ سيكون تدريجياً، في انتظار أن يصبح الجميع على بيّنة من القانون".

حظر شامل في 2025

أما الضربة القوية للمدخنين، فموعدها هو الأول من يناير 2025، حين سيفرَض حظر تام على التدخين في الهواء الطلق.

ومع أن انتقادات توجه إلى إيطاليا باستمرار بسبب مستويات التلوث المقلقة فيها، إلا أنها تُعتبَر رائدة على مستوى أوروبا في مجال حظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة، ومنها الحانات والمطاعم، إذ بدأت تطبيق هذا الإجراء منذ عام 2005.

وخلافاً للتوقعات، كان تطبيق هذا القانون يسيراً، ولاحظت السلطات الصحية انخفاضاً ملحوظاً في التدخين.

وانخفض عدد المدخنين الذين يبلغون 15 عاماً فما فوق، في إيطاليا بنحو مليون مدخن، وتراجع إلى 11.6 مليون، وفقاً لدراسة أجراها المعهد العالي للصحة.

وأكدت لورا بيرالدو (21 عاماً) وهي واحدة من هؤلاء المدخنين، تعمل في منظمة غير حكومية، أنها لا تعتزم التخلي عن النيكوتين، إذ تستهلك 20 سيجارة في اليوم.

السيارت والاحتباس الحراري

وترى لورا أن "السجائر ليست مسؤولة عن الضباب الدخاني، بل حركة مرور السيارات والاحتباس الحراري".

واعتبرت أنه "لا اعتداء على حرية التدخين في الوقت الحالي"، مضيفة: "يكفي أن أحترم مسافة العشرة أمتار"، أما السيجارة الإلكترونية، فهي غير مشمولة حتى الآن بالحظر في ميلانو.

وكانت منظمة الصحة العالمية دعت الحكومات إلى بذل مزيد من الجهد لمساعدة أكثر من مليار مدخن في العالم على الإقلاع عن التدخين، لافتة إلى أن نحو 80% من مدخني العالم يعيشون في دول فقيرة أو متوسطة الدخل.