مشهد نادر.. قروش من أنواع مختلفة تتشارك في التهام "جثة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
لقطات طائرة بدون طيار لقروش بيضاء المحيط، ونمرية، تتشارك التغذي، بشكل سلمي، على جثة حوت متحللة قبالة سواحل جزيرة هاواي الكبرى، هاواي، الولايات المتحدة الأميركية، أبريل 2024 - Frontiers in Fish Science
لقطات طائرة بدون طيار لقروش بيضاء المحيط، ونمرية، تتشارك التغذي، بشكل سلمي، على جثة حوت متحللة قبالة سواحل جزيرة هاواي الكبرى، هاواي، الولايات المتحدة الأميركية، أبريل 2024 - Frontiers in Fish Science
القاهرة -محمد منصور

التقط باحثون في علم البحار مشهداً نادراً لتجمع أسماك قرش، من نوعين مختلفين، يتغذون معاً، بشكل سلمي، على جثة حوت متحللة قبالة سواحل جزيرة هاواي الكبرى. 

ورصدت كاميرات الغواصين ما لا يقل عن 9 قروش بيضاء المحيط، و5 قروش نمرية، تتشارك في التغذية على بقايا الجثة التي تحولت إلى لحوم ودهون فقط.

رغم تصنيف معظم أسماك القرش، خاصة تلك التي تعيش في المحيطات المفتوحة، كحيوانات مفترسة أكثر من كونها تتغذى على الجيف، إلا أن جزءاً صغيراً من نظامها الغذائي يعتمد على الجيف عندما تتاح لها الفرصة.

حدث استثنائي

لكن ما حدث هنا كان استثنائياً؛ إذ اجتمعت هذه الأنواع المختلفة في مكان واحد دون أي عدوانية بينها.

نُشرت هذه الملاحظات في دراسة بمجلة "فرونتيرز إن فيش ساينس" (Frontiers in Fish Science)، وقادت البحث الدكتورة مولي سكوت، الباحثة في علوم البحار بجامعة هاواي.

وتقول سكوت إن هذه أول دراسة توثق تجمعاً غذائياً لأسماك قرش نمرية، وبيضاء المحيط، تتغذى معاً بسلام على جثة واحدة. هذه الأنواع نادراً ما تُرى معاً في البرية بسبب اختلاف موائلها بشكل كبير".

ويصل طول أسماك القرش البيضاء المحيطية، وهي نوع مهدد بالانقراض إلى مترين في المتوسط، وتعيش منعزلة، وتقضي معظم وقتها في التنقل عبر المحيطات المفتوحة، ما يجعل دراستها صعبة. 

لكنها تتجمع موسمياً قبالة سواحل جزيرة هاواي الكبرى خلال فصلي الربيع والصيف. أما أسماك القرش النمرية، الأكبر حجماً، بطول يتراوح بين 3 إلى 4 أمتار، فهي تعيش في المياه الساحلية على مدار العام.

وفي أبريل 2024، رصدت إحدى القوارب السياحية جثة حوت متحللة على بعد حوالي 10 كيلومترات من الساحل الغربي للجزيرة. وبمجرد نزول الغواصين إلى الماء، تمكنوا من مراقبة عملية التغذية لمدة 8.5 ساعة. 

وخلال هذه الفترة، لم يسجلوا أي سلوك عدواني بين القروش، سواء من النوع نفسه، أو بين الأنواع المختلفة.

التفاعلات الاجتماعية بين القروش

وعلقت سكوت على هذا قائلة: "كان ذلك مفاجئاً لي، كنت أتوقع حدوث بعض السلوكيات العدوانية مع وجود هذا العدد من القروش تتغذى على جثة صغيرة جداً ومتحللة. لكن يبدو أن جميع الأفراد كانوا يعرفون مكانتهم في التسلسل الهرمي الاجتماعي".

ووفقاً للدراسة، كانت أسماك القرش النمرية، بسبب حجمها الأكبر، هي المسيطرة على عملية التغذية. 

وجميع القروش النمرية، باستثناء أنثى واحدة صغيرة الحجم، بالإضافة إلى أكبر قرشين أبيضين محيطيين، كانوا الأكثر تردداً على الجثة مباشرة. أما القروش الأصغر حجماً، فقد بقيت تحت السطح تتغذى على بقايا اللحوم المتناثرة.

وأشار الباحثون إلى أن القروش الأصغر ربما جذبتها رائحة الفضلات، والقطع المتناثرة التي خلفتها القروش الكبيرة. كما أن بعض القروش، مثل أنثى القرش النمرية الصغيرة، ربما كانت أقل جرأة في الاقتراب من الجثة بسبب حجمها، أو لأن التسلسل الهرمي للتغذية كان قد تشكل بالفعل قبل وصولها.

لم تستمر الدراسة طويلاً؛ فقد اختفت الجثة في اليوم التالي، ولم يُعثَر عليها مرة أخرى. لكن الباحثين أكدوا أن هذا المشهد النادر يمكن أن يقدم رؤى جديدة حول العلاقات والتفاعلات الاجتماعية بين أنواع القروش التي لا تعيش عادة في نفس البيئة.

كما أن هذه الملاحظات قد تغير الصورة النمطية عن أسماك القرش كحيوانات خطيرة وعدوانية تجاه البشر. فقد كان هناك بين شخصين إلى 3 أشخاص في الماء طوال الوقت يصورون أكثر من 12 قرشاً يتغذون، ولم يبلغ أي منهم عن أي سلوك عدواني، أو مخيف من القروش.

واختتمت سكوت بالقول: "آمل أن يقدم هذا منظوراً جديداً بأن أسماك القرش ليست تلك الحيوانات المفترسة آكلة البشر كما يُصورها البعض".

تصنيفات

قصص قد تهمك