مانشستر تحتضن آخر متجر لبيع أشرطة الكاسيت في بريطانيا

time reading iconدقائق القراءة - 5
شريط كاسيت في متحف Vintage Mac في مالدن، ماساتشوستس، الولايات المتحدة، 18 يناير 2014  - REUTERS
شريط كاسيت في متحف Vintage Mac في مالدن، ماساتشوستس، الولايات المتحدة، 18 يناير 2014 - REUTERS
مانشستر -أ ف ب

يقع آخر متجر في بريطانيا لأشرطة الكاسيت الصوتية، في الطبقة الأخيرة من سوق مغطاة في مدينة مانشستر، وفيه يجد الباحثون عن المستطيل الصغير وشريطه المغناطيسي ضالتهم.

ويختزن متجر "مارس تايبس" رغم صغر مساحته، آلاف الكاسيتات وأجهزة "بوم بوكس" لتشغيلها، وأخرى سهلة الحمل قديمة من نوع "ووكمان"، وسواها من الملحقات المتصلة بتلك الأشرطة الصوتية.

وتنتشر على رفوف المتجر أشرطة تحوي أغنيات لنجوم الماضي والحاضر، كإلفيس بريسلي وفلورانس آند ذي ماشين ولويس كابالدي، فيما تتكفل الموسيقى المسموعة في المتجر نقل الزبائن إلى عقود خلت.

ومؤسسو هذا المتجر الفريد من نوعه عام 2019 هم مجموعة صغيرة من عشاق الموسيقى، بينهم مهندس الصوت الإسباني بورخا ريغيرا (28 عاماً) وحبيبته مويرا لورينزو البالغة السابعة والعشرين. وكانت الفكرة الأساسية لبورخا ومويرا تتمثل في محلّ يبيع أشرطة الكاسيت حصراً.

وما كان من الإيطالي جورجيو كاربوني (30 عاماً)، والصحافي والموسيقي أليكس تادروس (28 عاماُ) إلا أن تلقفا الفكرة وانضما إلى المشروع، فدمجا المتجر مع علامتهما التجارية "ساور جرايبس" التي تنتج أعمال فنانين محليين.

حنين 

ولعب المتجر على وتر تجدد الاهتمام خلال جائحة كوفيد-19 بالمقتنيات التي تذكّر بالماضي، ففترات الحجر المنزلي الطويلة كانت فرصة سانحة للعودة إلى المطالعة ومشاهدة الأفلام السينمائية الكلاسيكية وحتى المسلسلات التلفزيونية القديمة، سعياً إلى تجنب الملل.

وفي بريطانيا، وصلت مبيعات أسطوانات "الفينيل" التي سبقت تاريخياً أشرطة الكاسيت إلى مستوى قياسي العام الماضي هو الأعلى منذ تسعينيات القرن العشرين.

وأصدر نجوم حاليون بينهم ليدي غاغا ودوا ليبا وسيلينا غوميز أشرطة كاسيت في الآونة الأخيرة، وبلغ إجمالي مبيعات هذه الأشرطة في بريطانيا نحو 157 ألفاً عام 2020، وهو أعلى رقم منذ عام 2003.

ويعود ابتكار الكاسيت إلى الهولندي لو أوتنس في مطلع الستينيات، وكان حينها مهندساً في شركة "فيليبس" وتوفي في مارس.

وما لبثت أن أصبحت هذه الأشرطة تُنتج بكميات كبيرة في كل أنحاء العالم، ولكنّ صعود نجم الأقراص المدمجة (سي دي) في الثمانينيات والتسعينيات ومبيعاتها الكبيرة أنهى عصر الكاسيت وأحال الأشرطة للتقاعد.

وقال مارك ويليامز (38 عاماً)، أحد زبائن "مارس تايبس"، أن ما يدفعه إلى ارتياد هذا المتجر هو "الحنين أكثر من أي شيء آخر"، مضيفاً "أنا ابن الثمانينات والتسعينات، ونشأت مع أشرطة الكاسيت".

وأوضح أنه يحب الجانب "الملموس" من الكاسيت، إذ إنه "شيء تمتلكه مادياً، وليس مجرد بيانات يتم تنزيلها".

حتى الشباب 

ولكن عودة استخدام الكاسيتات إلى الواجهة لا تقتصر على جيل الثلاثين أو الأربعين التواقين للعودة إلى مرحلة مراهقتهم؛ فالشباب أيضاً يحبون التلذذ بالموسيقى عوضاً عن القفز من أغنية إلى أخرى عبر الإنترنت.

وقال جورجيو: "لقد نسينا هذا الأمر، وهو أن نشعر بالتقدير لما لدينا وأن نستمع إلى شيء أكثر من مرة". أما جاين فيلدنج، وهي مساعدة تمريض تبلغ 22 عاماً، فتستمع من حين إلى آخر إلى الأشرطة الموجودة على جهاز الـ"ووكمان" الخاص بها، مشيرة إلى أنها تقدر "بساطة" هذه الطريقة، إذ لا تعكّرها "أي إلهاءات، ولا أي إشعارات" على هاتفها المحمول.

ومعظم الكاسيتات أرخص من أسطوانات الفينيل، وإنتاجها أسهل، ولا يتعدى سعرها 13.7 دولار، إلا أن أسعارها تصل إلى 68.5 دولار لبعض الإصدارات المحدودة.

ويلاحظ جورجيو أن أشرطة الكاسيت هي "الطريقة الأقل تكلفة لإصدار الألبومات ومساعدة الفرق الموسيقية".

وأما بالنسبة إلى الزبائن، فشراء شريط كاسيت يشكّل عملاً ملتزماً يتمثل في مساعدة الفنانين المستقلين على كسب لقمة العيش، بدلاً من إثراء منصات البث التدفقي العملاقة التي بلغت حصتها من استهلاك الموسيقى في المملكة المتحدة 80% عام 2020.

ويقرّ جورجيو كاربوني بأن أشرطة الكاسيت تُعتبَر سوقاً "متخصصة" في مواجهة هذه المنصات كـ"سبوتيفاي" و"آبل ميوزيك"، لكنه يتوقع أن يبقى الطلب مستقراً. ويصف صوت الكاسيت بأنه "مختلف بكل بساطة".

أما جون ييتس، وهو مدير متجر يبلغ 45 عاماً، فيقول: "يبدو الأمر أفضل على الأشرطة، ومختلفاً تماماً عن الراديو".