أميرة اليابان تختار قلبها بدلاً من لقبها

time reading iconدقائق القراءة - 6
الأميرة ماكو وزوجها المستقبلي خلال مؤتمر صحافي في طوكيو - REUTERS
الأميرة ماكو وزوجها المستقبلي خلال مؤتمر صحافي في طوكيو - REUTERS
دبي-رويترز

تزوجت الأميرة اليابانية ماكو، ابنة شقيق الإمبراطور ناروهيتو، حبيبها وزميلها الجامعي السابق كي كومورو، الثلاثاء، وتخلت عن لقب الأميرة، قائلة إنها تعتزم إقامة حياة سعيدة مع زوج "لا يعوَّض"، وذلك بعد خطبة مرت بأحداث عاصفة. 

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع عريسها اتسم بصراحة بالغة، قالت ماكو إن الأنباء الصحافية التي ذكرت أن كومورو سبّب لها حزناً كبيراً وتوتراً وخوفاً "غير صحيحة". 

وعانت ماكو هذا العام من حالة نفسية شخصها الأطباء أنها اضطراب ما بعد الأزمات، في أعقاب فترة خطبة استمرت 4 سنوات شابتها فضائح مالية لاحقت أسرة كومورو، ومتابعة إعلامية لصيقة.

وقالت ماكو: "أعلم أن الآراء تباينت حول زواجنا، وأشعر بأسف بالغ لمن سببنا لهم متاعب...". 

وسيصبح اسم الأميرة من الآن فصاعداً ماكو كومورو بعدما تخلت عن لقبها بسبب الزواج برجل من عامة الشعب، حسبما تقتضي القوانين اليابانية. 

وقالت: "الزواج خيار ضروري لنا حتى نعيش سعداء القلب". 

كسر الأعراف

وتمت مراسم الزواج صباح الثلاثاء، بعدما قدّم مسؤول من وكالة إدارة شؤون العائلة الإمبراطورية أوراقاً إلى مكتب محلي لتسجيل أوراق الزواج. 

وكسر كي وماكو، وكلاهما يبلغ من العمر 30 عاماً، الأعراف بتخليهما عن المراسم، واقتصر الأمر على إنهاء الأوراق الرسمية المطلوبة، بعيداً عن المراسم المعتادة لحفلات الزفاف الإمبراطورية ومنها حفل الاستقبال. ورفضت ماكو أيضاً نحو 1.3 مليون دولار تحصل عليها فتيات العائلة الإمبراطورية اللواتي يغادرن الأسرة بعد الزواج. 

 وفي البداية، لاقى إعلان الخطبة قبل 4 سنوات ترحيباً بالغاً في اليابان، لكن سرعان ما انقلبت الأمور رأساً على عقب بعدما تحدثت صحف شعبية عن فضيحة مالية تمس والدة كومورو، ما دفع الصحافة إلى التحوّل ضد الزواج الذي تقرر تأجيله. وغادر كومورو اليابان لدراسة القانون في نيويورك عام 2018، ولم يعُد إلا في سبتمبر الماضي.

دموع الوداع

وفي المؤتمر الصحافي، قال كومورو إنه يحب ماكو وتعهد بدعمها وحمايتها، وهي كلمات عادة ما يرددها كل من يرتبط بشخصية من العائلة الإمبراطورية. وقال: "أود أن أقضي بقية عمري مع من أحببتها".

وفي وقت سابق، ظهرت ماكو في لقطات تلفزيونية وهي ترتدي فستاناً بسيطاً فاتح اللون وتضع عقداً من اللؤلؤ، وتودّع والديها وشقيقتها كاكو البالغة من العمر 26 عاماً عند مدخل منزلهم. 

وعلى الرغم من أن جميعهم كانوا يرتدون كمامات التزاماً بقواعد الوقاية من فيروس كورونا، إلا أنه أمكن رؤية علامات التأثر على وجوههم. وبدت والدتها ترمش سريعاً وكأنها تغالب الدموع. 

وانحنى كومورو الذي كان يرتدي سترة داكنة وربطة عنق، فترة وجيزة، أمام المصورين الذين تجمعوا خارج منزله وهو يهم بالخروج في الصباح، ولكنه لم يقل شيئاً. 

فضيحة مالية

بعد أشهر معدودة من إعلان الحبيبين خطبتهما في مؤتمر صحافي، تحدثت صحف عن خلاف مالي بين والدة كومورو وخطيبها السابق، وزعم الرجل أن الأم وابنها لم يسددا ديناً بقيمة 35 ألف دولار تقريباً. 

وانتشرت الفضيحة في وسائل الإعلام كالنار في الهشيم، ولم تتمكن وكالة إدارة شؤون العائلة الإمبراطورية من تقديم تفسير واضح. 

وفي عام 2021، أصدر كومورو بياناً من 24 صفحة عن الأمر، وقال أيضاً إنه سيدفع مبلغاً للتسوية.

وتظهر استطلاعات الرأي انقسام اليابانيين بشأن الزواج، وحدث احتجاج واحد على الأقل.

 مخاوف الخلافة

ويقول المحللون إن العائلة الإمبراطورية تحظى بمكانة رفيعة تجعل بعض الناس لا يقبلون بأن تلحق بها أدنى شائبة نزاع مالي أو سياسي. 

وقال هيديا كاوانيشي، أستاذ التاريخ المساعد في "جامعة ناغويا" باليابان، إن كون والد ماكو وشقيقها الأصغر هيساهيتو في ترتيب ولاية العرش بعد الإمبراطور ناروهيتو الذي له ابنة غير مؤهلة لخلافته، يجعل الضرر أكبر. 

وأضاف: "صحيح أن الاثنين سيكونان مواطنين عاديين، لكن شقيق ماكو الأصغر سيصبح يوماً ما إمبراطوراً، لذا يرى البعض أن أي شخص يعاني من المشاكل التي يواجهها (كومورو) ينبغي ألا يتزوجها". 

وسيعيش الزوجان في نيويورك بعدما تتقدم ماكو بطلب للحصول على أول جواز سفر في حياتها.