أُجبرت الأميرة اليابانية ماكو، عندما تزوجت من خطيبها العام الحالي، على التخلي عن لقبها، وهو مطلب قد يتعرض للمراجعة، مع سعي السلطات اليابانية إلى الحفاظ على عائلة إمبراطورية تفتقر إلى أحفاد.
وتقضي القاعدة بأن يعتلي الذكور فقط "عرش الأقحوان" (المقعد الإمبراطوري) ما يحد بشكل كبير من عدد الخلفاء المحتملين لإمبراطور اليابان. وفي الوقت ذاته، ما زال الخبراء يعتبرون أن إمكانية الانفتاح على النساء ما زالت بعيداً جداً.
وبموجب التقاليد المطبقة، سيعتلي العرش بعد الإمبراطور ناروهيتو (61 عاماً) ابن أخيه الأمير هيساهيتو شقيق ماكو، وليس ابنته الوحيدة الأميرة إيكو.
وإذا لم يرزق هيساهيتو الذي يبلغ من العمر اليوم 15 عاماً، بأبناء، فستواجه العائلة الإمبراطورية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2600 عام، معضلة.
"لا مساواة"
وتكشف استطلاعات الرأي أن اليابانيين منفتحون على تولي المرأة "المنصب" الذي لم يعد له أي دور سياسي منذ عام 1947، لكنه يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً.
ومع ذلك يعارض المحافظون مثل هذا التغيير، ويرون أن الأسرة الإمبراطورية هي نموذج مثالي للبنية الأبوية في البلاد.
وقال أستاذ التاريخ في "جامعة تشو" بطوكيو، ماكوتو أوكاوا الخبير في النظام الإمبراطوري الياباني: "أعتقد أن الجمهور يتساءل لماذا لا تستطيع الأميرة إيكو أن ترث العرش؟".
وتسعى السلطات إلى زيادة عدد المرشحين لاعتلاء العرش. وقدمت لجنة مكلفة بدراسة القضية اقتراحين في نهاية ديسمبر الجاري، وهما السماح للمرأة بالبقاء داخل الأسرة الإمبراطورية عندما تتزوج من عامة الناس، والسماح للرجال من العائلة الإمبراطورية بالعودة إلى خط الخلافة عبر التبني.
ولكن اللجنة توصي بالإبقاء على القواعد التي تحفظ وراثة الرجال على الأقل حتى تولي الأمير هيساهيتو العرش.
وقال أوكاوا إن أفكار هذه اللجنة "لا تستند إطلاقاً إلى نظام الأسرة الحالي أو مفاهيم المساواة بين الجنسين". ورأى أن حجة التقليديين القائلة إنه لا ينبغي قطع النسب الإمبراطوري غير صحيحة، لأن إيكو (20 عاماً) هي سليلة مباشرة للإمبراطور وأكبر من ابن عمها هيساهيتو.
وقالت هيديا كاوانيشي المحاضرة في التاريخ الياباني في "جامعة ناجويا" إن مقترحات اللجنة "لن تحل المشكلة من أساسها".
وأضافت أن بعض النساء في الأسرة قد يفضلن حياة طبيعية، وقد يكون تبني ذكور من عامة الناس أمراً معقداً.
"الضغط لإنجاب الذكور"
وأثيرت هذه المسألة بعد ولادة الأميرة إيكو، إذ رأت لجنة حكومية في عام 2005 أن ترتيب الخلافة يجب أن يتحدد حسب العمر وليس الجنس.
ولكن زخم هذا الجدل تراجع بعد ولادة هيساهيتو في عام 2006، التي حسمت بشكل مؤقت القضية. ولم يستخدم التقرير الأخير عبارة "إمبراطورة أنثى".
وهذا يعني أنه سيكون هناك دائماً "ضغط لإنجاب ذكور من أجل الحفاظ على النسب"، حسب كاوانيشي.
وواجهت النساء منذ فترة طويلة صعوبات بعد انضمامهن إلى العائلة الإمبراطورية. فقد عانت ماساكو زوجة ناروهيتو لسنوات من الاكتئاب وعزاه البعض إلى الضغط من أجل إنجاب وريث ذكر.
وتعرضت الأميرة السابقة ماكو وزوجها البالغ من العمر 30 عاماً كي كومورو، لمضايقات إعلامية على خلفية معلومات تتعلق بديون عائلة كومورو.
وبعد حفل زفاف بسيط في طوكيو في أكتوبر الماضي، سافر الزوجان إلى نيويورك لبدء حياة جديدة.
ومع ذلك، اعتلت نساء عرش الأقحوان 8 مرات في التاريخ الياباني كانت آخرهن جو-ساكوراماشي التي حكمت منذ نحو 250 عاماً. لكن تسلمهن السلطة كان في كثير من الأحيان مؤقتاً.
وأشارت كاوانيشي إلى أن السياسيين "يخشون تغيير النظام" حالياً.
اقرأ أيضاً: