الكشف عن "مرحاض محمول" من العصر الروماني

time reading iconدقائق القراءة - 3
إناء خزفي يعود تاريخه إلى القرن الـ5 عثر عليه علماء آثار في موقع منزل روماني في صقلية
إناء خزفي يعود تاريخه إلى القرن الـ5 عثر عليه علماء آثار في موقع منزل روماني في صقلية
القاهرة-محمد منصور

اكتشف مجموعة من الباحثين في مجال الآثار بجامعة "كامبريدج" البريطانية، أن الأواني المخروطية التي انتشرت قبل 1500 عام في الإمبراطورية الرومانية كانت تستخدم "كمراحيض محمولة".

وقالت دراسة نشرتها مجلة "العلوم الأثرية"، إن علماء الآثار قاموا بتحليل مادة قشرية تكونت على السطح الداخلي لإناء خزفي يعود تاريخه إلى القرن الـ5، عُثر عليه في موقع منزل روماني بصقلية.

ولطالما اعتقد العلماء أن تلك الأواني كانت تستخدم في التخزين، خاصة في ظل وجود العديد من المراحيض العامة بالقرب من أماكن اكتشافها، إلا أن أدلة استخدامها للتخزين ظلت غير معلومة، إذ لم يعثر العلماء على بقايا أطعمة في تلك الأواني.

وباستخدام الفحص المجهري لتحديد الطفيليات المعوية، حدد فريق من مختبر الطفيليات القديمة بيض الدودة السوطية، وهو ما يؤكد أن الوعاء كان يحتوي في السابق على "براز" بشري.

ويقول المؤلف المشارك تياني وانج من جامعة كامبريدج، والذي شارك في عمل الفحص المجهري، إنه كان من المثير للغاية العثور على بيض هذه الديدان الطفيلية بعد 1500 عام.

والديدان السوطية هي طفيليات بشرية يبلغ طولها حوالي 5 سنتيمترات وتعيش على بطانة أمعائنا.

ويختلط البيض الذي تضعه تلك الديدان مع البراز البشري، ومع تراكم معادن البول والبراز في طبقات على السطح الداخلي للوعاء حيث تم استخدامها مراراً وتكراراً، أدى إلى تكوين كتل من بيض ذلك الديدان.

وقالت المؤلفة المشاركة في فريق كامبريدج، صوفي رابينوف: "وجدنا أن بيض الطفيلي أصبح محاصراً داخل طبقات المعادن التي تشكلت على سطح القدر مع مرور الزمن، ما أدى إلى الحفاظ عليها لقرون".

وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التعرف على بيض الطفيليات داخل وعاء خزفي روماني، حيث أكدت الأبحاث أن ذلك الوعاء استخدم "كمرحاض متنقل".

وعلى الرغم من أن قياسات ذلك الوعاء (بارتفاع 31.8 سم، وقطر 34 سم عند الحافة) تشير إلى أنه كان من الممكن استخدامه للجلوس، فقد تم استخدامه على الأرجح كوعاء حاوي أسفل كرسي مفتوح.

ويعد الخزف أحد أكثر الأشكال شيوعاً من القطع الأثرية المستخرجة من المواقع الرومانية.

وتوفر هذه التقنية أداة حاسمة تمكن الباحثين من تحديد الأواني التي كان لها غرض خاص وتمييزها عن تلك المستخدمة كجرار تخزين للأغذية أو المواد الأخرى. كما تُظهر النتائج أن تحليل الطفيليات يمكن أن يوفر أدلة مهمة لأبحاث الخزف.

ولن تنجح هذه التقنية إلا إذا أصيب شخص واحد على الأقل ممّن استخدم وعاء الحجرة بالديدان المعوية. 

وحيث أن هذه الطفيليات متوطنة في العالم النامي اليوم، إذ يصاب أكثر من نصف الناس بنوع واحد على الأقل من الطفيليات المعوية.

وإذا كان الرومان قد أصيبوا بالعدوى بشكل شائع، فهناك احتمال كبير أن هذا النهج سيحدد إذ ما كانت الأواني تستخدم كمرحاض أم لتخزين الحبوب والطعام.

تصنيفات