ألعاب الفيديو تهزم كرة القدم في أحياء البرازيل الفقيرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
ماثيوس سيلفا (اليمين) ويان مارتينز من فريق Free Fire P4 يلعبان على هاتفهيما في حي سيلانديا، برازيليا - 19 فبراير 2022 - AFP
ماثيوس سيلفا (اليمين) ويان مارتينز من فريق Free Fire P4 يلعبان على هاتفهيما في حي سيلانديا، برازيليا - 19 فبراير 2022 - AFP
برازيليا- أ ف ب

تضج الأحياء البرازيلية الفقيرة بالمراهقين المنكبين على أجهزتهم المتنوعة لتسطير بطولاتهم في ألعاب الفيديو الإلكترونية، بينما تنحسر تدريجياً الرغبة بالبقاء في ملاعب كرة القدم الشعبية.

ولم يُجِب يان أراوجو (15 عاماً)، عندما سُئل عن مثله الأعلى في كرة القدم، بنيمار أو فينيسيوس جونيور، بل بـ"نوبرو وسيرول"، وهما لاعبان معروفان في لعبة "فري فاير". إذ يرغب أراوجو في بناء مسيرة مهنية في رياضة تعتمد على الأجهزة الإلكترونية ويمكن أن تحقق أرباحاً كبيرة.

وفي بلد بيليه، لم يعد يحلم المراهقون بأن يصبحوا نجوماً في كرة القدم، بل يرغبون في بناء مسيرة مهنية في الرياضة الإلكترونية المبنية على مباريات يتنافس فيها لاعبون ويمكن أن تدر إيرادات كبيرة للمحترفين على أعلى المستويات.

ويقول يان أراوجو لوكالة "فرانس برس" وهو يلعب بحماس عبر هاتفه المحمول: "أحلم بأن أصبح معروفاً كلاعب في فري فاير" وأن "أساعد أقاربي" مادياً.

ويحدّق أراوجو، مرتدياً قميصاً رياضياً أحمر، في شاشة هاتفه، ويبدي حماساً كبيراً وهو يلعب، خصوصاً عندما يفوز.

الأسلحة بدلاً من الكرة

ولا تمثل "فري فاير" للفتى المقيم في حيّ ب. سول الفقير، الذي يقع على بعد نصف ساعة من وسط برازيليا، مجرّد لعبة عادية، بل منصة يتدرّب من خلالها على تحسين أدائه ليصبح لاعباً محترفاً.

وفاز، إلى جانب 5 مراهقين العام الماضي، ببطولة "فافيلاز فري فاير" الإقليمية، التي تنظمها منظمة "كوفا" غير الحكومية.

و"فري فاير" هي لعبة إلكترونية تهبط فيها شخصيات على جزيرة، وتبحث عن أسلحة لتقتل بعضها البعض. وطوّرت شركة فيتنامية عام 2017 اللعبة المستوحاة من أفلام كـ"باتل رويال" و"هانجر جايمز". وكل ما يحتاجه الفتى للعب هو هاتف محمول واتصال سريع بالإنترنت.

وتحتل البرازيل والهند والولايات المتحدة صدارة قائمة أكثر البلدان تحميلاً للعبة "فري فاير".

مؤثرون

ويقول منسّق منظمة "كوفا" في برازيليا كارلوس كامبوس إنّ "المراهقين مولعون بهذه اللعبة". ويظهر استفتاء أجرته مؤسسة "داتا فافيلا" أنّ 96% من المراهقين، الذين يقيمون في هذه الأحياء الفقيرة يرغبون في بناء مسيرة مهنية في الرياضة الإلكترونية.

ويوضح كامبوس أنّ "هؤلاء المراهقين يدركون أنّ الرياضة الإلكترونية تمثّل مهنةً، وهي وسيلة لكسب الأموال".

وحصل الفريق الفائز في النسخة الإقليمية من بطولة "فافيلاز فري فاير"، التي شارك فيها 80 ألف شخص، على 100 ألف ريال برازيلي (نحو 20 ألف دولار).

لكنّ البطولات لا تمثّل مصدر الإيرادات الوحيد للاعبي "فري فاير"، إذ تتسابق الجهات الراعية للتعامل مع مؤثرين كبرونو "نوبرو" جوميز، الذي يتابعه 13 مليون شخص عبر إنستجرام، عبر نشر مقاطع فيديو لأدائه مترافقة مع شروحات وتعليقات.

نيمار الألعاب الإلكترونية

ويعتبر أروجو أنّ "نوبرو هو نيمار ألعاب الفيديو"، مشيراً إلى أنّه "نشأ في حي فقير وهو واحد من الناس". ويضيف إنّ "نوبرو عمل بجهد وأمضى ليالٍ يتدرّب للوصول إلى ما هو عليه حالياً".

ودخل نيمار نفسه في هذه السوق المربحة، إذ وقّع اللاعب المولع بألعاب الفيديو في ديسمبر اتفاق بث حصري مع منصة "فيسبوك جيمينج".

وتملك أندية كرة قدم برازيلية كبرى مثل "فلامينجو" و"كورينثيانز" فرقاً محترفةً خاصة بها في الرياضة الإلكترونية.

تراجع كرة القدم

في الأحياء الفقيرة، حيث نشأ مهاجمون برازيليون يتألقون حالياً في أندية أوروبية كبيرة، من بينهم فينيسيوس جونيور في ريال مدريد، وجابرييل جيزوس في مانشستر سيتي، لاحظ المدربون انخفاضاً في حماس المراهقين تجاه كرة القدم خلال السنوات الماضية.

ويقول المدرب في مدرسة لكرة القدم بأحد أحياء برازيليا الفقيرة إنّ "عدداً من المراهقين لم يعد يأتي ليتدرّب بل فضّل أن يلعب بفري فاير". ويضيف "من السابق لأوانه القول ما إذا كان غالبية الشباب يفضلون ألعاب الفيديو على كرة القدم، لكنّ الرياضة الإلكترونية تكتسب بشكل متزايد مكانة لها".

مباركة الأهالي

ويتدرّب ماثيوس دا سيلفا (15 عاماً)، وهو زميل أروجو في بطولة "فافيلاز فري فاير"، بجهد ليصبح كمثله الأعلى "باك"، وهو اسم مستعار لجابرييل ليسا المعروف بأنّه "ليونيل ميسي لعبة فري فاير".

ويقول دا سيلفا إنّ "ليسا فاز بـ 7 بطولات وطنية، مثل ميسي الذي حصل 7 مرات على الكرة الذهبية". ولم ترغب كلوديا جوميز دا سيلفا، والدة ماثيوس، في البداية برؤية ابنها يمضي ساعات وهو يلعب عبر هاتفه المحمول، لكنّ رأيها تغيّر بعدما فاز في بطولة "فافيلاز فري فاير" الإقليمية العام الماضي.

وتقول "إنّها ليست مجرد لعبة، فإذا أصبح ماثيوس في المستقبل لاعباً مهماً، يمكنها أن تشكّل مصدراً لعيشه".

شاهد أيضاً:

تصنيفات