النشاط يعود لحلبات صراع الديكة في الفلبين بعد توقف عامين

time reading iconدقائق القراءة - 8
 نزال الديكة في سان بيدرو كوليسيوم في مقاطعة لاجونا، الفلبين - 26 أغسطس 2022 - AFP
نزال الديكة في سان بيدرو كوليسيوم في مقاطعة لاجونا، الفلبين - 26 أغسطس 2022 - AFP
سان بيدرو، الفلبين- أ ف ب

عاد النشاط الكامل إلى حلبات مصارعة الديكة في الفلبين، بعد توقف قسري لعامين بسبب جائحة كوفيد-19، إذ انطلقت المنازلات الحماسية في كل أنحاء الأرخبيل.

وتحظى هذه المنازلات التقليدية، المعروفة بـ"سابونج" والمحظورة في عدد من البلدان، بشعبية كبيرة في الفلبين، وتدرّ الرهانات فيها ملايين الدولارات كل أسبوع.

وتتقاتل الديوك المزودة بمخالب معدنية اصطناعية على أرجلها حتى الموت، وسط هتافات المتفرجين ومعظمهم من الرجال.

وقال عالم الأنثروبولوجيا تشيستر كابالزا من جامعة الفلبين إن مصارعة الديوك هي إحدى "المساحات المحايدة" النادرة، التي يختلط فيها الأغنياء والفقراء ويلعبون وفق القواعد نفسها، في مجتمع يتسم بقدر كبير من التفاوت الاجتماعي.

"قوة جارفة"

وبينما ترتسم ابتسامة عريضة على وجه دينيس دي لا كروز (64 عاماً) وهو يشاهد ديوكه توجه ضرباتها الجارحة إلى خصومها، وسط مشهد الريش المتطاير والدم والجو الحماسي الصاخب داخل قاعة مخصصة لمنازلات هذه الدواجن، إلا أن كاترينا ديل إسبيريتو سانتو، من جمعية "المعاملة الأخلاقية للحيوانات" تناضل من أجل حظر هذه اللعبة التي تصفها بالوحشية، إذ "تُجبر الطيور على القتال حتى الموت".

لكنّ جهود الناشطين في الفلبين لا تفضي إلى نتائج مهمة، إذ لا تزال ديكة المصارعة تحظى بشعبية كبيرة في الأرخبيل، ويمكن أن يبلغ سعرها ما بين 3000 آلاف و15 ألف بيزو اعتماداً على السلالة التي تتحدر منها.

وقال دي لا كروز لوكالة "فرانس برس" خلال بطولة أقيمت اخيراً في سان بيدرو جنوب العاصمة مانيلا، حيث كاد أن يربح الجائزة الكبرى البالغة مليون بيزو (17 ألف و400 دولار) "في قريتنا، أكثر من نصف الناس يشركون ديوكهم في المنازلات".

ولم يكن دي لا كروز، وهو نجل مدير قاعة لمصارعة الديكة، يعمل يوماً في وظيفة ثابتة، بل كان يعتاش من الأرباح التي توفرها ديوك ربّاها ابن أخيه.

ويدافع الشغوفون بهذا التقليد عن استمراره، واصفين إياه بأنه "جزء لا يتجزأ من الثقافة الوطنية".

نزال الدقيقة الواحدة

وبإشارات من أيديهم، كتلك التي يستخدمها سماسرة الأسهم في البورصة، يبادر المتفرجون الذي يلتزمون ميثاق شرف صارم، إلى وضع رهاناتهم خلال مباراة قد لا تستغرق أكثر من دقيقة واحدة.

وشرح أحد المشجعين لوكالة "فرانس برس" أن معركة واحدة تدرّ غالباً ما بين 300 ألف و 400 ألف بيزو من الرهانات.

وبعد كل واحدة من المباريات الـ 15 التي تقام كل ساعة، تمرر الأوراق النقدية على المراهن الفائز.

ويُتوقع أن تصبح قاعات مباريات الديوك من الآن فصاعداً مجهّزة بآلات للمراهنة، بحيث يمكن للفائزين قبض أموالهم من دون الاختلاط كثيراً بالجمهور.

وقال إدوين لومبريس الذي يعمل في مجال تربية طيور الصيد "إذا فاز ديك ما، يخرج صاحبه من الحلبة وقد تكونت صورة أنه رجل قوي أما إذا خسر، فيطأطئ رأسه ويخرج بخطىً متثاقلة".

معارك عبر الإنترنت

وتوضع الديكة المقاتلة في أقفاص خارج المنازل في المناطق الحضرية، أو في حظائر على شكل مثلثات في المزارع.

وعندما أغلقت صالات المصارعة في بداية الجائحة، اضطر كثر من المربين الصغار الذين لم يعودوا قادرين على إطعام حيواناتهم إلى بيعها بأسعار منخفضة، أو إلى أكلها.

واعترف آخرون بأنهم خالفوا التدابير التي كانت معتمدة وأقاموا مباريات لتغطية نفقاتهم.

وأصدر الرئيس السابق رودريجو دوتيرتي تصاريح لتنظيم المعارك عبر الإنترنت، بهدف إحياء هذا التقليد، وتوفير الإيرادات لخزينة الدولة التي أفرغتها الجائحة.

وكانت معارك "إي-سابونج" تقام على حلبات قاعات من دون جمهور، وتُنقل المباريات أو تُعرض على مدار الساعة، فيما يراهن المتفرجون بواسطة هواتفهم المحمولة. وزادات شعبية هذه اللعبة بشكل كبير، وكذلك الأرباح.

وبلغت إيرادات الحكومة من رسوم الدخول شهرياً نحو 640 مليون بيزو، وفقاً لرئيسها في ذلك الوقت.

وقال تشارلي آنج الذي يدير "لاكي ستار 8 كويست" للجنة تحقيق شكلها مجلس الشيوخ إن الفلبينيين يراهنون يومياً بما بين مليار وملياري بيزو عبر منصته، أي نحو 95% من مجمل الرهانات.

لكنّ 34 موظفاً في القطاع فقدوا هذا العام، وأفادت وسائل الإعلام المحلية بتسجيل حالات انتحار مراهنين أثقلت الديون كاهلهم.

وانتهى الأمر بدوتيرتي، تحت الضغط، إلى إيقاف مباريات المصارعة عبر الإنترنت، قبل وقت قصير من انتهاء ولايته في يونيو.

وبعد تخفيف تدابير الجائحة، سمحت الحكومات المحلية تدريجياً لقاعات المصارعة التقليدية بمعاودة نشاطها، وهو ما يثير الارتياح لدى ملايين الفلبينيين.

ولاحظ دوندون كلانور، البالغ من العمر 45 عاماً والشغوف بهذا التقليد، أن "الناس كانوا مستائين لأن هوايتهم المفضلة سلبت منهم". وأضاف "الآن بات الجميع سعداء".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات