خبراء يكافحون لإنقاذ الوشق البلقاني من الانقراض

time reading iconدقائق القراءة - 9
صورة التقطت بكاميرا مزروعة للوشق الألباني، حديقة بريسبا الوطنية، ألبانيا – 19 نوفمبر 2022 - AFP
صورة التقطت بكاميرا مزروعة للوشق الألباني، حديقة بريسبا الوطنية، ألبانيا – 19 نوفمبر 2022 - AFP
جوريكا (ألبانيا)-أ ف ب

يتتبّع خبراء ألبان حيوانات الوشق البلقاني من الجبال المطلة على إحدى بحيرات ألبانيا، في مسعى لحماية هذا النوع الذي يقترب من الانقراض.

وتقول العالمة مانويلا فون أركس، وهي عضو بمؤسسة "كورا" السويسرية المتخصصة في الحياة البرية وترعى برنامجاً يُعنى بإنقاذ الوشق البلقاني: "إذا لم ننجح سريعاً في زيادة أعداد هذا النوع ونشره، فسنخسره إلى الأبد".

ويعيش "الوشق البلقاني" في الجبال الوعرة بين ألبانيا ومقدونيا الشمالية وكوسوفو، ويمثل أحد أكثر الثدييات المهددة بالانقراض في العالم إذ إنه ضحية لإزالة الغابات والصيد الجائر.

ولم يبق في دول البلقان الثلاث سوى أقل من 40 وشقاً بلقانياً، على ما يظهر تقرير يعود إلى العام 2021.

وصنّف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة عام 2015 هذا الحيوان ضمن الأنواع المهددة بشكل حرج بالانقراض، وهو التصنيف الأخير قبل تصنيف الانقراض.

ويقدّر الخبراء أنّه في ألبانيا هناك أقل من 10 وشوق بلقانية فيما كان يبلغ عدد هذا النوع خلال ثمانينات القرن الماضي 200 حيوان.

ومنذ 15 عاماً، تحاول المنظمة الألبانية غير الحكومية المعنية بحماية البيئة الطبيعية في ألبانيا وحفظها إنقاذ الحيوان المسمّى محلياً "نمر البلقان" أو "شبح الغابة".

وفوق جبل مالي ثاتيه المطل على بحيرة بريسبا المذهلة في جنوب شرق ألبانيا، يثبّت عضوان من المنظمة غير الحكومية بعناية كاميرات أوتوماتيكية على أشجار بلوط على الارتفاع الذي يصله الوشق.

 كاميرات لرصدها

ويأمل الخبراء في التقاط صور لحيوان شرس ينام نهاراً ويصطاد فرائسه ليلاً.

ويشير مهندس الغابات إلير شيتي وهو يتأكد مع زميله مليتيان نيزاي من أن الكاميرات ثُبّتت جيداً إلى أنّ "التقاط صورة جيدة للوشق مهمة صعبة".

وفي العام الفائت، رصدت الكاميرات وشقاً آتياً من مقدونيا الشمالية، وهو ما اعتبره المتخصصون مؤشراً جيداً على قدرة هذا النوع على التحمّل.

ويقول عالم الأحياء مليتيان نيزاي: "نأمل في أن يعود إلى المنطقة هذا العام، وإذا حالفنا الحظ أن نتمكّن من تصوير وشق جديد".

ويستطيع الخبراء أن يحددوا من خلال الصور كلّ حيوان على حدة، لأنّ هذا النوع يظهر اختلافات بسيطة في ما بينه لناحية شكل العينين والأذنين والجلد المرقط.

ويؤكد بليندي هوكسا، وهو منسق مشروع الوشق التابع للمنظمة الألبانية المعنية بحماية البيئة الطبيعية في ألبانيا وحفظها، أنّ هذا التتبع الدقيق يشكل عنصراً أساسياً في حماية الحيوانات.

ويقول لوكالة "فرانس برس": "ينبغي مراقبتها وفهم تحرّكاتها"، مضيفاً أن "أي دليل موثق على وجود الوشق هو مطلوب لأنه يحمل أملاً في استمرارها".

والوشق مهدد بسبب تدهور موطنه وإزالة الغابات بصورة كبيرة، ما يحدّ من المصادر التي يتغذى بها ويتسبب في تشتت أعداده.

وتمثل هذه الأنواع التي يُفترض أنها محمية بشكل صارم وحُظر صيدها منذ العام 2014، ضحية للصيد الجائر.
وتشير المنظمة الألبانية إلى أن 14 وشقاً على الأقل قتلت في ألبانيا منذ العام 2006.

عرض في حانة

وتعود أحدث عملية قتل لوشق إلى العام 2020 حين استُهدف بطلقة نارية. وجرى عرضه في إحدى حانات مدينة إلباسان في جنوب تيرانا إلى جانب حيوانات برية أخرى.

ويُعاقب القانون على حيازة حيوان تعرض للصيد الجائر بالسجن 7 سنوات، إلا أنّ القضاء لا يبدي أي اهتمام" لهذه المسألة، وفق جانتيان رومانو، محامي المنظمة الألبانية المعنية بحماية البيئة الطبيعية في ألبانيا وحفظها.

وأقامت المنظمة غير الحكومية دعوى على الحانة إلا أنّها لم تُستكمل "لعدم توافر الأدلة الكافية" رغم وجود تقرير يثبت بصورة قاطعة أنّ ما هو معروض يشكل وشقاً بلقانياً، بحسب رومانو.

ووحّدت ألبانيا ومقدونيا الشمالية وكوسوفو منذ سنوات جهودها ضمن برنامج استعادة الوشق البلقاني، بدعم من مؤسسات أجنبية منها "كورا" "اوروناتور" و"مافا".

ويوضح رئيس المنظمة الألبانية المعنية بحماية البيئة الطبيعية في ألبانيا وحفظها ألكسندر ترايش أنّ الدول الثلاث "أنشأت مناطق حماية جديدة حيث يُسجَّل وجود للوشق وفي المناطق التي يمكنه التكاثر فيها".

وتتخذ هذه الدول تدابير من شأنها زيادة الوعي بين السكان وتثقيف الصيادين.

تصنيفات