أيسلندا.. حمم بركانية حقيقية داخل صالة عرض بتجربة فريدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
مضيف برنامج "Lava Show" الاسكتلندي يتلاعب بالحمم البركانية المبردة في صالة العرض وسط مدينة ريكيافيك أيسلندا. 1 ديسمبر 2022 - AFP
مضيف برنامج "Lava Show" الاسكتلندي يتلاعب بالحمم البركانية المبردة في صالة العرض وسط مدينة ريكيافيك أيسلندا. 1 ديسمبر 2022 - AFP
ريكيافيك-أ ف ب

صممت أيسلندا تجربة فريدة من نوعها في العالم، إذ يمكن للزوار الاقتراب من تدفق حقيقي لحمم في قاعة للعروض وسط العاصمة ريكيافيك، كأنهم بجوار بركان فعلي.

في وسط القاعة التي تشبه صالة سينما، أقيم هيكل تصطف على جانبيه أعمدة، وعلى المقاعد القابلة للسحب، جلس نحو 40 زائراً، غالبيتهم العظمى من السياح.

ويتوجه إليهم مقدم العرض الأسكتلندي إيان ماكينون قائلاً: "إنه العرض الذي تختبرون فيه الحمم المنصهرة الحقيقية التي تتدفق عمداً داخل مبنى".

ويعرّف فيلم وثائقي بأهم الانفجارات البركانية منذ استعمار الجزيرة في نهاية القرن التاسع، بعد لمحة لبضع دقائق عن نشأة المشروع وعن علم البراكين الأيسلندي، ثم يأتي الإعلان الذي طال انتظاره: "لقد مرت 5 آلاف عام تقريباً لم تتدفق خلالها الحمم البركانية في ريكيافيك ... حتى الآن".

توهج كالشمس

وتنساب الحمم المتوهجة على منحدر فولاذي محاط بالرمال السوداء، فتضيء القاعة كما لو أن الشمس أشرقت فيها، وتغدو أشبه بفرن، ما يحمل المتفرجين على خلع ستراتهم. وفي آخر المنحدر، يُصدر السائل المنصهر أزيزاً عند احتكاكه بكتل الجليد ويتصاعد منه عندما يبرد صوت يشبه صوت الزجاج المكسور.

وقالت الأسترالية البالغة  28 عاماً جاسمين لونج إن المشهد "كان جميلاً فعلاً".

وأضافت: "أتفهم سبب انجذاب الكثير من الناس إلى ثوران بركاني، لكن في الواقع يستحيل الاقتراب منه في بيئة طبيعية عادية، في حين أن الوضع هنا أكثر أماناً بكثير".

كان مئات الآلاف من الفضوليين تمكنوا من مشاهدة المشهد الساحر لتدفقات الحمم حول جبل فاجرادالسفيال، في أغسطس، وفي العام الماضي، على بعد نحو 40 كيلومتراً من ريكيافيك.

ومع أن الرائحة المميزة للحمم البركانية حاضرة في العرض، أفقدها تسخينها المتكرر غازاتها السامة، ما يتيح للجمهور الاقتراب منها أكثر مما قد يفعل لو كانت حقيقية.

ولاحظ مقدم العرض أن "الناس الذين يذهبون إلى موقع ثوران بركاني، يذهلون عندما يصلون إلى الموقع ويكتشفون المشهد للمرة الأولى"، مضيفاً "لدينا الأحاسيس نفسها هنا".

شظايا بركانية

ولكي تتدفق الحمم البركانية الحقيقية في الغرفة، استُعين بنحو 600 كيلوجرام من التيفرا، وهي شظايا صخور يقذفها بركان لدى ثورانه، وجمعت هذه الشظايا بالقرب من "كاتلا" أحد أخطر البراكين في أيسلندا، وكانت المرة الأخيرة التي ثار فيها هذا البركان الواقع في الجنوب عام 1918.

وقال يوليوس يونسون، الشريك المؤسس مع زوجته لعرض "لافا شو" الذي كان يجذب منذ عام 2018 الفضوليين إلى بلدة فيك السياحية في جنوب الجزيرة، قبل إقامته أيضاً في العاصمة: "نسخّن هذه الشظايا إلى درجة الانصهار التي تبلغ نحو 1100 درجة مئوية".

وأقيم بجوار القاعة فرن ضخم يُستخدم لصهر المعدن، عُدّل تبعاً لاحتياجات العرض، ويتم مدّه بغاز الميثان.
واستُمِدَّت فكرة إقامة هذه العروض من قمة نهر جليدي، من خلال مراقبة تدفقات الحمم البركانية في فيمفودوهالش، وهو الثوران اللطيف الذي سبق ذلك الأكثر عنفاً في إيجافيالايوكول عام 2010، والذي شل الحركة الجوية.

وتعد الجزيرة الواقعة في شمال المحيط الأطلسي من أكثر المناطق البركانية نشاطاً وإنتاجاً في العالم، ويبلغ متوسط الثورانات البركانية فيها مرة كل 5 سنوات.
وقال صاحب الفكرة: "وجدنا أن تدفُّق الحمم طوال الوقت سيكون رائعاً لأيسلندا".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات