الحرب الروسية الأوكرانية تصل إلى قوائم الطعام التقليدية

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس فلاديمير بوتين يتناول السلطة الروسية في أحد المطاعم بالعاصمة موسكو. 2 ديسمبر 2007 - REUTERS
الرئيس فلاديمير بوتين يتناول السلطة الروسية في أحد المطاعم بالعاصمة موسكو. 2 ديسمبر 2007 - REUTERS
كييف-أ ف ب

لم تكن موائد رأس السنة في الدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي تخلو من نوعين من السلطات الروسية، هما "شوبا" التي يدخل سمك الرنكة والشمندر ضمن مكوّناتها الرئيسية، و"أوليفييه" المؤلّفة من البطاطا، لكنّ مطاعم كثيرة في كييف أصبحت تمتنع عن تقديم هذين الطبقين بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. 

وتقول تاتيانا ميتروفانوفا، صاحبة مطعم "زاد فوما زايتسيامي" في  المركز التاريخي للعاصمة الأوكرانية،  "إنّ هذين الطبقين لم يعودا موجودين بعد 10 أشهر من بدء الهجوم الروسي".

وتقول المرأة البالغة من العمر 58 عاماً: "علينا أن نطوي الصفحة"، مشيرة إلى أنها السنة الأولى التي "لا يقدّم فيها مطعمي طبقَي "أوليفييه" و"شوبا"،  وبدل هاتين السلطتين نعتزم تقديم طبقين تقليديين من كييف، مثل سمك الفرخ المحشو".

ولا تبدي ميتروفانوفا قلقاً من عدم تمكّن الزبائن من مغادرة المطعم بين 11 مساءً و5 فجراً بسبب حظر التجوّل المفروض، وتقول: "عندما يرتاد الزبائن مطعمنا يدخلون في تجربة جديدة، ويمرّ الوقت سريعاً".

"حرب البورتش"  

في أوكرانيا بدأ الحسّ الوطني المرتبط بالأطباق ينتشر منذ عام 2014، مع ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم إلى أراضيها، ثم اندلاع تمرّد مسلّح في دونباس شرق أوكرانيا، بدعم من روسيا.

وكان للغزو الروسي في 24 فبراير دور في تعزيز الحس الوطني الأوكراني المرتبط بالأطباق، الذي بلغ مستويات عالية جداً في يوليو، عندما أدرجت منظّمة "اليونسكو" ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي المعرّض للخطر، "حساء البورتش" كطبق أوكراني، بينما تدّعي روسيا أنها وراء ابتكاره.

واعتُبر قرار اليونسكو انتصاراً لأوكرانيا في ما أطلق عليه تسمية "حرب البورتش".

وضمن الجهود المبذولة المرتبطة بالحرب، لم يكتف مطعم" زاد فوما زايتسيامي"، الذي يحمل تسمية فيلم كوميدي سوفياتي يعود إلى عام 1961، بتغيير قائمة الأطعمة الخاصة بأمسية رأس السنة.

وعلى غرار مطاعم أخرى في المدينة، كان مطعم ميتروفانوفا يوفّر أطباقاً لمئات من الأشخاص الذين عانوا نقصاً في المواد الغذائية، عندما استُهدفت كييف بأولى القذائف في فبراير.

وكانت تاتيانا ترسل أطعمة إلى الجنود الأوكرانيين الذين يحاربون القوات الروسية في جوستوميل، التي كانت ساحةً لمعركة دامية.

سلطات متنوّعة 

وترى الطاهية ناتاليا خومينكو أنّ تغيير قائمة الأطعمة لإزالة الأطباق المرتبطة بروسيا هو أقلّ ما يمكن فعله، وتقول إن "هذه الخطوة مُمكنة وينبغي القيام بها".

ولا يقتصر ذلك على مطعم "زاد فوما زايتسيامي" وحده، إذ يعيد مطعم "أفتوستانتسيا" في حي بوديل النظر في قائمة أطباقه.

وفي هذا المطعم أيضاً، جرى استبدال سلطتي "شوبا" و"أوليفييه" بطبَقي الحمّص بالشمندر، وفورشماك، الذي يتألّف من سمك الماكريل والبطاطا والكريمة بالبصل والفلفل.

وتقول مديرة المطعم أنّا سيليزن: "لدينا عدد كبير من الأطباق الأوكرانية التقليدية، ولا نحتاج إلى الأطعمة الروسية"، وتؤكّد أنه "يمكننا العيش من دونها وكان علينا اتخاذ هذه الخطوة من قبل، ستشتاق إلى سلطة "شوبا"، "لكن هناك سلطات كثيرة أخرى يمكن تحضيرها وتقديمها".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات