"ماريو".. السباك الذي تحول إلى "أيقونة عالمية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
شخصية لعبة Super Mario معروضة في أول متجر رسمي لشركة Nintendo في العاصمة اليابانية طوكيو. 19 نوفمبر 2019 - REUTERS
شخصية لعبة Super Mario معروضة في أول متجر رسمي لشركة Nintendo في العاصمة اليابانية طوكيو. 19 نوفمبر 2019 - REUTERS
باريس-أ ف ب

بعد أن خرجت للنور قبل 4 عقود، تفرّعت مغامرات ماريو إلى مجالات عدّة، ما رفع بشخصية السبّاك الشهير في لعبة الفيديو من إنتاج شركة "نينتندو" إلى مصاف الأيقونة في الثقافة الشعبية العالمية، وصولاً إلى فيلم بالرسوم المتحركة يُطرح هذا الأسبوع.

وأصبحت شخصية ماريو التي ابتكرها شيجيرو مياموتو، وتمثّل سباكاً صغيراً مفرط النشاط، له شارب ويرتدي قبعة حمراء، إحدى أشهر الشخصيات في تاريخ ألعاب الفيديو، ما ساهم في النجاح العالمي لشركة نينتندو التي باعت أكثر من 400 مليون وحدة من سلسلة Super Mario Bros "سوبر ماريو براذرز" وحدها.

وظهرت هذه الشخصية في بادئ الأمر عام 1981 تحت اسم "جامبمان" في لعبة "دانكي كونج"، ثم أعيد تسميتها "ماريو"، قبل أن تظهر عام 1985 في لعبة Super Mario Bros الأسطورية، وهي من أولى الألعاب في العالم التي تسمح للاعبين بالتحرك أفقياً في منظر طبيعي متغيّر.

ومن "ماريو كارت" إلى "ماريو جولف" مروراً بـ"ماريو تنس" و"ماريو سترايكرز".. مرّت الشخصية بالكثير من المغامرات والتكيّفات على مدار العقود الأربعة الماضية، مع شقيقها "لويجي" وعدوهما "بوزر"، وتغيّر نسقها من البُعد الثنائي (2D) إلى الثلاثي (3D) .

تنكر رئيس وزراء اليابان

وفي مواجهة صعود الهواتف الذكية، أطلقت نينتندو التي تتردّد منذ زمن بعيد في إتاحة شخصياتها خارج وحدات التحكم التقليدية، ألعاباً كثيرة معدّة للأجهزة المحمولة لشخصيتها المحبّبة، بينها "سوبر ماريو ران" (2016) و"ماريو كارت تور" (2019).

وقال الكاتب والصحافي في مجال ألعاب الفيديو موريهيرو شيجيهارا، إنّ شخصية "ماريو" باتت "من أيقونات الثقافة الشعبية التي يعرفها الجميع، الأطفال بمختلف أعمارهم والكبار على السواء. الشخصية الوحيدة الأخرى الأكثر شهرة ربّما في عالم ألعاب الفيديو قد تكون بيكاتشو". 

وفي 21 أغسطس 2016، في الحفل الختامي لأولمبياد ريو دي جانيرو البرازيلي، أطلّ شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني (الراحل) في ذلك الوقت وممثّل البلد المضيف لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة، متنكّراً بزيّ "ماريو".

وأتت المفاجأة ثمارها إذ قال شينزو آبي الذي اغتيل في يوليو الماضي، في تصريحات لاحقة: "أردت أن أُظهر للعالم تأثير اليابان بالاستعانة بشخصية يابانية".

وأضاف: "لم أكن متأكّداً من ردّ فعل الجمهور، لكنّني حصدت الكثير من التصفيق".

وفي مؤشّر على "القوة الناعمة" لهذه الشخصية وشعبيتها خارج الحدود اليابانية، بات للبطل ذي الزي الأحمر شارع باسمه في مدينة سرقسطة الإسبانية.

وبيع من أول لعبة "سوبر ماريو براذرز" 40.24 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، حتى نهاية مارس 2022، وفقاً لأرقام نينتندو.

إلى شاشات السينما

في يوليو 2021، بيعت نسخة غير مفتوحة من لعبة "سوبر ماريو 64" صدرت عام 1996 على نظام "نينتندو 64"، بمبلغ 1.56 مليون دولار، وهو رقم قياسي للعبة فيديو بحسب دار المزادات الأميركية "هيريتدج أوكشنز".

ونجحت "نينتندو" في استغلال هؤلاء الأبطال خارج وحدات التحكم الخاصة بألعاب الفيديو، من خلال اتفاقيات ترخيص لم تتردّد الشركة اليابانية بواسطتها في تطوير علامتها التجارية على جميع الوسائط الممكنة.

وبعد أن كان موضوع فيلم أول في هوليوود عام 1993، إذ حقّق نجاحاً متواضعاً للغاية، يجرّب السبّاك ماريو حظّه مرة أخرى على الشاشة الكبيرة هذا الأسبوع، في فيلم من إنتاج مشترك مع "إيلومينيشن"، الاستوديو الذي ابتكر مغامرات "ذي مينيينز".

وكذلك لهذه الشخصية عقود شراكة مع مجموعة "ليجو" العملاقة لقطع التركيب، إضافة إلى تعاونات أخرى في مجال الساعات الفاخرة مع صانع الساعات "تاج هوير"، وحقائب ظهر مع "إيستباك" حتى أنّ العلامة التجارية "ماريو" باتت متاحة لمحبّي المتنزّهات الترفيهية.

فبعد أوساكا في 2021 ولوس أنجلوس في فبراير الماضي، تخطّط نينتندو لفتح مدينة ملاه ثالثة تحمل اسم "سوبر ماريو وورلد" (عالم سوبر ماريو) في أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، بالشراكة مع يونيفرسال.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات