كشفت دراسة حديثة الأسباب العلمية التي تجعل كلمات أغنية أو مقطوعة موسيقية مرتجلة تعلّق أو تتردد بشكل مستمر في الذهن، وسبل التخلص منها.
وذكرت الدراسة أن هذه المقطوعات التي تعلق في الرأس، وتعرف باسم "ديدان الأذن"، أو "الصور الموسيقية اللا إرادية"، تتغلغل في أدمغتنا عندما نكون مسترخيين، وفق ما أوردت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال مؤلف الدراسة، التي نُشرت في دورية "الموسيقى والعلوم"، البروفيسور إيمري شوبرت إن "ديدان الأذن" الأكثر انتشاراً هي لازمات الأغاني (أي الأجزاء المكررة فيها).
وأوضح الباحث في كلية الفنون والإعلام بجامعة "نيو ساوث ويلز" بأستراليا أن بعض الأغاني أكثر نجاحاً ليس لأنها تعتمد على ألحان وإيقاعات "جذابة"، لكن لأنها متكررة، ولأن أدمغتنا أصبحت معتادة عليها.
وأضاف: "معظم الأبحاث بشأن ديدان الأذن حتى الآن تحلل ما يوجد في الشِرك، النغمة القصيرة أو المنفذ لجذب أذن المستمع، لكن ما لم يؤخذ في الاعتبار أن الشِرك يتكرر دائماً في الموسيقى، وأغلب الأحيان في اللازمة".
وتابع: "النتيجة هي أن ديدان الأذن ربما لا يكون لها أي علاقة بالسمات الموسيقية على الإطلاق. لا يهم إلى حد كبير طبيعة الموسيقى، طالما أن التكرار جزء من التركيبة الموسيقية".
التكرار جزء من المعادلة
لكن التكرار ليس سوى جزء واحد من المعادلة، فهناك عدة شروط مسبقة لحدوث تأثير "دودة الأذن"، بما في ذلك حداثة الموسيقى واعتيادها. ولتنشيط "دودة الأذن"، يجب أن نكون أيضاً في ما يسمى "حالة ضعف الانتباه"، وفقاً للدراسة.
وأوضح شوبرت أن هذه الحالة "يُشار إليها أحياناً باسم شرود الذهن، وهي حالة من الاسترخاء. وبعبارة أخرى، إذا كنت منخرطاً بعمق في الأجواء التي تتواجد فيها، وتركز حقاً على مهمة ما، فلن تصاب بدودة الأذن".
وأشار شوبرت إلى أن الناس غالباً ما يجدون "ديدان الأذن" ممتعة للغاية، لكن يمكن أن تكون مثل رواية رومانسية سيئة عندما تكون الموسيقى نفسها مكروهة.
وأعرب عن أمله أن تساعد دراسة "ديدان الأذن" في حل المسائل المتعلقة بالوعي وكيفية تنظيم المعلومات واستدعائها.
وفي نصيحة للمساعدة على إخراج هذه "الديدان" من الرأس، قال شوبرت: "ربما تكون قادراً على احتواء دودة الأذن إما عن طريق إنهاء الموسيقى، أو التفكير بشكل متعمد في مقطوعة موسيقية أخرى، أو عن طريق إبعاد نفسك عن المحفزات، مثل الكلمات أو الذكريات المتعلقة بالموسيقى أو كلمات الأغاني".
اقرأ أيضاً: