أستراليا.. طيور الشبنم "سيئة المزاج والمماثلة للبشر" تواجه خطر الانقراض

time reading iconدقائق القراءة - 6
طائر الشبنم يقف بجوار طريق شمال كوينزلاند في أستراليا. 7 أبريل 2024 - AFP
طائر الشبنم يقف بجوار طريق شمال كوينزلاند في أستراليا. 7 أبريل 2024 - AFP
سيدني-أ ف ب

يواجه طائر الشبنم، الذي يتميّز بمخالب مشابهة لتلك الخاصة بديناصورات الفيلوسيرابتور وعيون ثاقبة ورقبة زرقاء، ويعيش في الغابات الاستوائية شمال أستراليا، خطر الانقراض، بما أن أعداده الحالية المنتشرة في الطبيعة تقتصر على بضعة آلاف.

ويقول بيتر رولز، رئيس مجموعة محلية توفر حماية لهذه الطيور المهددة بالانقراض إن هذه الطيور بمثابة "ديناصورات معاصرة"، ويُفضَّل أن تتم من بعيد مراقبة هذه الطيور المماثلة بالحجم للبشر، والتي تتمتع بمخالب حادة يبلغ طولها 10 سنتيمترات، وتحمي طيور الشبنم أراضيها بشراسة، وتصدر صفيراً وصوتاً مرتفعاً عندما تواجه أي تهديد.

ويقول رولز "عند النظر إليها وجهاً لوجه للمرة الأولى، قد يكون الأمر مخيفاً، لأنّ عيونها كبيرة ونظراتها ثاقبة"، مشيراً إلى أنّ "شكلها يترك انطباعاً عنها بأنها شرسة"، وصنّفتها الحكومة الأسترالية ضمن الأنواع المهددة بالانقراض، مشيرة إلى أنّ أعدادها الراهنة في البرية تبلغ نحو 4500 طائر.

 وطيور الشبنم من "الأنواع الأساسية"، أي أنها تؤدي دوراً أساسياً في حفظ التنوع البيولوجي ونشر بذور الغابات الاستوائية، وستتأثر الغابات الاستوائية المطيرة في حال انقرضت هذه الطيور.

ويقول رولز "إذا تمكنّا من إنقاذ طائر الشبنم، فيمكننا أيضاً إنقاذ ما يكفي من موائله لإبقاء أنواع أخرى كثيرة على قيد الحياة"، وتكثّف مجموعة رولز جهودها لإنقاذ هذه الطيور التي يصل طولها إلى متر ونصف متر ووزنها إلى 75 كيلوجراماً.

ويعمل أعضاء المجموعة على تثبيت لافتات تدعو السائقين لإبطاء سرعة مركباتهم، بالإضافة إلى إعادة تنظيم الطرق لحماية الموائل الطبيعية بشكل أفضل، وإدارة مستشفى للطيور المصابة.

وتتمثل التهديدات الرئيسية التي تواجه طيور الشبنم، بحوادث الاصطدام على الطرق، واستصلاح الموائل الطبيعية، وهجمات الكلاب، وتغير المناخ.

ويؤكد رولز أنّ "طائر الشبنم ليس عدوانياً عندما يتلقى معاملة جيدة"، مشيراً إلى عدد محدود جداً من الوفيات البشرية المنسوبة لهذا النوع.

ففي عام 1926، قُتل شاب أسترالي بعدما طارده أحد هذه الطيور وقطع وريده، فيما قُتل سنة 2019 رجل في فلوريدا إزاء تعرّضه لهجوم من طائر شبنم كان يربّيه.

أستراليا.. موجات انقراض

على مدار السنوات الثلاثمئة الماضية، انقرض نحو مئة نوع من النباتات والحيوانات الأسترالية، ويرجّح الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) أن تتسارع وتيرة هذه الظاهرة.

ويقول المسؤول في الصندوق العالمي للطبيعة في أستراليا دارن جروفر: "ثمة عمل كثير ينبغي إنجازه، والموارد غير متاحة لإحداث تأثير كبير".

ويضيف: "هناك نحو ألفي نوع مدرج في قائمة الأنواع المهددة بالانقراض التي تصدرها الحكومة الأسترالية، وتشهد هذه القائمة إضافات سنوية لأنواع جديدة"، ويؤكد أن تغير المناخ وخسارة الموائل والأنواع الغازية تمثّل كلها تهديدات.

This picture taken on April 7, 2024 shows a cassowary bird as it stands next to a road that passes through the township of Etty Bay, located in the Cassowary Coast region of North Queensland, south of Cairns. With legs like a velociraptor and a striking neon blue neck, the southern cassowary cuts a fearsome figure in the rainforests of northeast Australia. The flightless birds, only found in Australia, New Guinea and some Pacific islands, are listed as  endangered by the Australian government and estimates about 4,500 remain in the wild. (Photo by DAVID GRAY / AFP) / To go with AFP story Australia-conservation-birds, FOCUS by Laura Chungطائر الشبنم في شمال كوينزلاند، أستراليا، 7 أبريل 2024 - AFP

ووضعت الحكومة الأسترالية خطة وطنية لإنقاذ طيور الشبنم، على غرار ما أقدمت عليه مع عدد كبير من الأنواع الأخرى، بالتعاون مع جمعيات السكان الأصليين ومجموعات حفظ البيئة.

ويتركز قسم كبير من جهود حفظ الطبيعة في أستراليا على حماية الأنواع الأساسية، وهو مفهوم وضعه علماء الحيوانات في ستينيات القرن العشرين.

ويشير جروفر، إلى أن هذا النهج هو الأفضل عندما تكون الموارد محدودة؛ لأن تأثيراته غير مباشرة على الحيوانات الأخرى في النظام البيئي.

ويلفت إلى أن هذه الاستراتيجية محدودة النطاق، ويقول "أعتقد أننا غير قادرين على إنجاز ما يكفي لإنقاذ الحياة البرية في أستراليا"، مضيفاً "إن طيور الشبنم أنواع استثنائية، ومن المذهل رؤيتها في الطبيعة".

ويتابع: "لكن على الأشخاص أن يكونوا حذرين؛ لأن مزاجها سيئ بطبيعتها، هي كبيرة وقوية وعلينا أن نمنحها بعض المساحة".

تصنيفات

قصص قد تهمك