الكلب الدليل.. روبوت يمنح ضعاف البصر "استقلالية"

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة تعبيرية لأشكال مختلفة من الروبوتات التي تتداخل مع حياة البشر. - Bloomberg
صورة تعبيرية لأشكال مختلفة من الروبوتات التي تتداخل مع حياة البشر. - Bloomberg
شنغهاي -رويترز

لا يمتلك فَرْوَاً كسائر الكلاب العادية، لكن قد يكون بمقدور روبوت صيني يعرف باسم "الكلب الدليل" في يوم من الأيام أن يساعد الأشخاص ضعاف البصر على العيش بشكل أكثر استقلالية، وفقاً لفريق بحثي بكلية الهندسة الميكانيكية بجامعة جياو تونج في شنغهاي.

ويستطيع الروبوت، الذي يجري اختباره ميدانياً حالياً، التحرك في الأماكن المحيطة به مستعيناً بكاميرات وأجهزة استشعار، وبمقدوره أيضاً الاضطلاع بمهامٍ، منها التعرف على إشارات المرور الضوئية، وهو ما لا تستطيع القيام به الكلاب الطبيعية المدربة على الإرشاد والتوجيه.

ويماثل حجم الروبوت حجم كلب البولدوج الإنجليزي تقريباً، لكنه أعرض قليلاً، ويمكنه التواصل من خلال الاستماع، والتحدث مع ضعاف البصر باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي المدمجة في خاصية التعرف على الصوت، وإمكانيات تخطيط الطريق، وتحديد إشارات المرور.

اختبار الروبوت

كما أن لديه ستة أرجل تساعده، بحسب ما يقول الباحثون، على المشي بسلاسة، وبأقصى قدر من الثبات.

وقال البروفيسور جاو فنج رئيس الفريق البحثي: "عندما تُرفع ثلاثة أرجل، تظل هناك ثلاث أرجل.. مثل الحامل ثلاثي الأرجل للكاميرا.. إنه الشكل الأكثر استقراراً".

والزوجان لي فاي (41 عاماً)، وتشو سيبين (42 عاماً) من بين الأشخاص ضعاف البصر الذين يساعدون فريق جامعة جياو تونج في اختبار الروبوت، باستخدام أوامر باللغة الصينية.

و"لي" فاقد لبصره بالكامل، وترى "تشو" قليلاً، وعادة ما يستخدم الرجل عصا لمساعدته في التجول.

وقال "لي": "إذا ظهر روبوت الكلب الدليل في السوق، وأصبح بمقدوري استخدامه، فإنه على الأقل قد يحل بعض مشكلاتي في السفر بمفردي.. على سبيل المثال، إذا كنت أرغب في الذهاب إلى العمل، أو المستشفى، أو السوبر ماركت (الآن) فلا يمكنني الخروج بمفردي ويجب أن أكون برفقة عائلتي، أو متطوعين".

ويجري تطوير روبوتات "الكلب الدليل" في بلدان أخرى، منها أستراليا وبريطانيا، لكن الصين تعاني من نقصٍ حاد في الكلاب الطبيعية التي تستخدم بغرض الإرشاد والتوجيه.

وقال "جاو" إنه يوجد في الصين ما يزيد قليلاً عن 400 كلب مدرب على الإرشاد لنحو 20 مليون شخص كفيف.

على نطاق أوسع، تعكف شركات للذكاء الاصطناعي على إنتاج المزيد من الأدوات المساعدة التي من شأنها مساعدة البشر في حياتهم اليومية.

ويعتقد متخصصون أن إنشاء المساعدين الأذكياء يمثل مستقبل منصات الدردشة الذكية مثل ChatGPT، لأن تلك المنصات حالياً يتوقف دورها عند تقديم المعلومات والإجابات على تساؤلات المستخدم، بينما العميل الذكي يتخطى دوره إلى ما هو أبعد من ذلك.

وفي هذا السياق، زوَّدت OpenAI نموذجها الذكي الجديد بقدرات متطورة خاصة بالرؤية الحاسوبية، إذ أصبح ChatGPT قادراً على تحليل المشهد الذي تراه عدسة كاميرا الهاتف، مما يسهم في طرح أسئلة بشأن البيئة المحيطة بالمستخدم بشكل حي، والحصول على إجابات بشأنها.

أسهم ذلك في تحويل ChatGPT إلى مساعد يعمل بشكل آني؛ يمنح ضعاف وفاقدي البصر "رؤية" أوضح للعالم من حولهم، مما يمكنهم من الحصول على استقلالية كبرى في التنقل بحرية، وهو نفس ما ترنو إليه الأداة الصينية الجديدة عبر روبوت "الكلب الدليل".

تصنيفات

قصص قد تهمك